الغذاء والتغذية > الفوائد الصحية للأغذية
ميزات فاكهة الرمان
يٌعدُّ الرمان من الفواكه الغنية بالفوائد الصحية؛ فهو يحتوي على مجموعةٍ من المركبات النباتية المفيدة المنقطعة النظير، وقد أشادت الدراسات بعديدٍ من فوائده التي سنتطرَّق إلى ذكرِها في مقالنا الآتي..
ولا بدَّ من التعرُّف إلى هذا النبات قبل أن نتحدث عن فوائده العديدة، إذ يتميز الرمان بقشره السميك غير القابل للأكل، وحبوبِه اللحمية التي تؤكل طازجةً أو تُعصر فتعطي عصيرًا لذيذًا يتميزُ بلونِهِ الأحمر الناتج عن مخزونه الكبير من البوليفينولات. ويحتوي كوبٌ واحدٌ من حبوب الرمان قرابة 144 سعرةً حرارية، مع عددٍ من المكونات المثيرةِ للاهتمام؛ إذ يُوفِّر 7 غ من الألياف، و3 غ من البروتين، وقرابة 30% من الكمية المُوصى يها يوميًا من الفيتامين C و36% من الكمية المُوصى يها يوميًا من الفيتامين K، و16% من الكمية المُوصى يها يوميًا من الفولات، و12% من الكمية المُوصى يها يوميًا من البوتاسيوم، فضلًا عن 24 غم من السكر الذي يعطيها مذاقها الحلو المميز (1,2).
وإضافةً إلى احتوائها على تلك الثروة من المركبات النباتية؛ فإنَّ لثمار الرمان خصائص طبية فعالة أيضًا، إذ تحتوي على نوعين من المركبات النباتية المهمة في هذا المجال؛ وهما:
- البونيكالجين Punicalagin: واحدٌ من أقوى مضادات الأكسدة الموجودة في عصير الرمان وقشوره، وتعادل كميته في عصير الرمان 3 أضعاف كميته الموجودة في النبيذ والشاي الأخضر، وإليه يعود الاستخدام الواسع الطيف لمستخلصاتِ قشور الرمان ومسحوقِها (1).
- حمض البونيسيك Punicic acid: ويوجد في زيت بذور الرمان؛ وهو الحمض الدهني الرئيس في الحبوب اللحمية لهذه الثمرة، وهو أحد أنماط حمض اللينولييك المقترن التي تمتلك تأثيراتٍ بيولوجيةٍ قوية (1).
كذلك يحتوي على مضادات أكسدة عديدة مثل البولي فينولات والتي تتضمن التانينات والفلافونويدات والأنثوسيانينات (3).
ونستعرض فيما يأتي بعضًا من الفوائد المثبتة للرمان:
التأثير في عمليةِ الهضم: يمكن أن يقلل عصير الرمان التهاباتِ الأمعاء ويُحسن عملية الهضم، وخصوصًا لدى الأشخاص المصابين بداء كرون والتهاب القولون التقرحي وغيرها من التهابات الأمعاء (2).
تأثيراته المضادة للالتهابات: يُعد الالتهاب المزمن أحد أهم محفِّزات الأمراض المزمنة والخطيرة التي تشمل أمراض القلب والسرطان والسكري من النوع 2 ومرض ألزهايمر والسُمنة. ويحتوي الرمان على خصائص مضادة للالتهابات، وقد أشارت بعض الدراسات إلى قدرة الرمان على تخفيض النشاط الالتهابي في الجهاز الهضمي والحدِّ من سرطان الثدي والقولون (1,2).
مكافحة السرطان: أشارت الدراسات المخبرية إلى قدرة مستخلص الرمان على خفض معدَّل تكاثر الخلايا السرطانية وتحفيز موت تلك الخلايا، كذلك وُجد مخبريًا أن مستخلص الرمان يمكن أن يُثبِّط تكاثر خلايا سرطان الثدي وقد يسبب قتل بعضها أيضًا (1,4)، كذلك وُجد أنه يمكن أن يساعد على منع نمو خلايا سرطان البروستات (1,2,5).
خفضُ ضغط الدم: يعد ارتفاع ضغط الدم من أهم مسبباتِ الأزمات القلبية والسكتات الدماغية، وقد بينت بعض التجارب انخفاضًا كبيرًا في ضغط الدم بعد استهلاك 5 أونصات؛ أي 150 مل، من عصير الرمان يوميًا مدة أسبوعين (1,2).
تنظيم سكر الدم: استُخدم الرمان قديمًا علاجًا شعبيًا لمرض السكري في الشرق الأوسط والهند، وقد وُجد أنه يساعد على خفض مقاومة الأنسولين ونسبة السكر في الدم، علمًا أن الأمر ما زال يحتاج مزيدًا من الأبحاث (2).
محاربة التهاب المفاصل وآلامها: يتميز الرمان بمحتواه من المركبات النباتية الفعالة في الوقاية من الالتهابات، ويمكن لهذه المركبات الموجودة في مستخلص قشور الرمان أن تحارب التهاب المفاصل، وتُعيق عمل الأنزيمات التي تُسبب تلف المفاصل لدى الأشخاص المصابين بهشاشة العظام، لكنَّ الأدلة من البحوث المجراة على الإنسان ما زالت محدودةً حتى الآن (1).
الإصابة بأمراض القلب: أظهرت دراسة مدتها 4 أسابيع شملت 51 شخصًا يعانون من مستوياتٍ عاليةٍ من الدهون الثلاثية، أنَّ 800 ملغ من زيت بذور الرمان يوميًا أدَّت إلى حدوث انخفاضٍ معنويٍّ ومهم في مستويات الدهون الثلاثية إضافةً إلى تحسُّنٍ في مستوياتِ الكوليسترول المفيد HDL. وقد بحثت دراسةٌ أخرى عن تأثير عصير الرمان في الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري من النوع 2 وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، فأشارت إلى انخفاضٍ كبيرٍ في الكولسترول الضار LDL فضلًا عن تحسُّنٍ ملحوظٍ في مؤشرات الخطورة الخاصة بمرض السكري (1,2).
علاج ضعف الانتصاب: يمكن أن تُضعِف الأضرار التأكسدية تدفقَ الدم في جميع مناطق الجسم، ومنها الأنسجة المخصَّصةُ لإحداث الانتصاب لدى الذكور، وقد تبيَّن في دراسةٍ مجراةٍ على حيوانات التجربة أنَّ عصير الرمان يُساعد على زيادة تدفق الدم واستجابة الانتصاب، كذلك وُجد في دراسةٍ أُجريت على 53 رجلًا يعانون من مشاكلَ في الانتصاب أن استهلاك الرمانِ كان مفيدًا لكن النتائج لم تكن ذات دلالةٍ إحصائيةٍ مهمة (1,2).
مكافحة الالتهابات البكتيرية والفطرية: يمكن للمركبات النباتية في الرمان أن تساعد على مكافحة الكائنات الحية الدقيقة الضارة، فعلى سبيل المثال؛ أُثبِتَت قدرتُها على مكافحة بعض أنواع البكتيريا إضافةً إلى الخميرة المسببة لداء المبيَضَّات Candida albicans، وقد تساعد التأثيرات المضادة للبكتيريا والفطريات على الوقاية من التهابات الفم التي تشمل عدَّة حالات منها التهاب اللثة وألم الأسنان.
تحسين الذاكرة: وُجد أنَّ تناول غرامَين من مستخلص الرمان من قِبل مرضى الجراحة قد منع حدوث تراجعٍ في الذاكرة بعد الجراحة، كذلك لوحظَ تحسُّنٌ في الذاكرة اللفظية والبصرية لدى 28 مريضًا من كبار السن الذين يعانون من مشكلاتٍ في الذاكرة وتناولوا كوبًا من عصير الرمان، وأشارت بعض الدراسات المجراة على الفئران إلى قدرة الرمان على محاربة مرض ألزهايمر (1,2).
تحسين أداء التمارين الرياضية: يحتوي الرمان على كثيرٍ من النترات الغذائية التي تحسِّنُ أداءَ التمارين الرياضية، وأظهرت دراسةٌ أُجريت على 19 رياضيًا يمارسون رياضة المشي على الجهاز أنَّ تناول غرامٍ واحدٍ من مستخلص الرمان قبل بدء التمرين بـ30 دقيقة أدَّى إلى تحسُّنٍ كبيرٍ في تدفق الدم، ممَّا أدى إلى تأخيرِ شعورهم بالتعب وزيادة كفاءة التمرين، ويبدو أنَّ الرمان يتمتع بتأثيرٍ مشابهٍ للشوندر لكنَّ الأمر يحتاجُ إلى مزيدٍ من الدراسات (1,2).