اللغة العربية وآدابها > الحب في الأدب العربي
الحب والغيرة في شعر الركونية: 2. بين تنافس عاشقَين
لم تنقطع المحاورات والرسائل الشعرية بين حفصة الركونية ومحبوبها أبي جعفر طيلة علاقتهما معًا، وكما ورد في الجزء الأول؛ فجميعها تفيض بالشوق إلى اللقاء أو وصفه، وسيحاول هذا الجزء إبراز موقع الركونية بين عاشقين اثنين أحبّاها ومحاولة تحديد مسافتها الحقيقية منهما، لتتجلّى تجربة تلك الأنثى الأندلسية العاشقة التي ستُستكمل في الجزء الثالث والأخير.
الركونية بين تنافس عاشقين:
تنافس رجلان في حب الركونية والتودُّد إليها، ولا بُدَّ من عرضٍ موجزٍ -على قدر المستطاع- لصورة هذَين الرجلين في الواقع وكيفيّة تفاعلهما معها، فرجلٌ منهما كان محبوبها فوصلته واستجابت لحبِّه -كما ورد في الجزء الأول-، ورجلٌ أقحمَ نفسه في حياتها؛ إذ تولَّع بها ووصلها أيضًا على معرفته بمن تُحبّ وتصِل؛ فأثَّر في مسار العلاقة الأولى وتحوُّلاتها وما آلت إليه.
وباستقراءٍ بسيطٍ مكثَّف لأخبار الرجل الأول أبي جعفر ابن سعيد لفهم نظرته وفلسفته؛ يتبدَّى ميلُه نحو مبدأ اللذة في الحياة والتمتُّع بمسرَّاتها بعيدًا عن كل المنغِّصات، وفي الوقت نفسه فقد كان معتدًّا بنسبه الرفيع وشاعرًا وكاتبًا مُجيدًا، وعُيِّن وزيرًا* مرَّتين. ويمكن إبراز هذه النظرة في النقاط الآتية:
- لمَّا اعتصم والده بقلعة بني سعيد إبَّان صولة الموحِّدين في غرناطة وثورة الناس عليهم؛ عيَّن أبا جعفر وزيرًا له، فلم يصبر على ذلك وطلب منه أن يعفيه من هذه المسؤولية، فسأله أبوه مستنكرًا: "أفي مثل هذا الوقت الشديد تركن إلى الراحة؟!"، فكتب إليه قصيدة يستعطفه فيها ليتركه إلى ملذَّات الحياة من خمرٍ ونساءٍ مِلاح ومجالس أُنس؛ وهذا بعضها:
مــولاي في أيِّ وقــتٍ.. أنــالُ في العيش راحَهْ
فأعــــفِني وأقِـــــــلني.. ممَّا رأيتَ صـــــلاحَـه
أُنسـي أتــى مُســتغيثًا.. فاترُك -فُديتَ- سراحَـهْ
فكتب أبوه على ظهر الورقة: "قد تركنا سراحَ أُنسِك، وألحقنا يومك بأمسِك"؛ وبذلك فقد تخلّص أبو جعفر من مسؤوليات الوزارة.
- عندما توطَّد الأمر للموحِّدين في الأندلس؛ وليَ ابنُه عثمان -الذي أحبَّ الركونية أيضًا- غرناطةَ، فاحتاج عثمان كاتبًا له، فوُصِفَ له فضلُ أبي جعفر وحسبه وأدبه، فكتب له بذلك وأجاب أبو جعفر مستعفيًا أيضًا، ولكنَّ الوالي رفض إعفاءه، واستمرَّ بأبي جعفر الحال هكذا إلى أن شرب الخمر ذات يوم مع بعض خواصِّه في رحلة صيد، فحمله السُّكر على وصف يومه، والتعبير عمَّا في نفسه، وممّا قاله هذان البيتان:
فقُلْ لِحــريصٍ أن يــــراني مُـقـــــيّدًا.. بِخدمــتهِ؛ لا يُجعَلُ الــبازُ في القَفصْ
وما كنتُ إلَّا طَـوعَ نفسي؛ فهـل أُرَى.. مُطِيعًا لِمن عن شأوِ فَخري قد نقَـصْ
(أي قل لذاك الوالي الذي يحبُّ أن يراني مقيَّدًا بخدمته وطاعته: من الصعب على الطائر الجارح الحرّ -يقصدُ نفسَه- أن يقبلَ حبسَه في قفص كهذا، وقد عشتُ حياتي سيّد نفسي، فكيف أطيعُ شخصًا أقلَّ منِّي نسَبًا وحسَبًا ومنزلةً؟!)
فكان من أصحاب أبي جعفر مَنْ حفظَ هذين البيتين، وأسرَّ بهما للوالي عثمان، فعزلَه أسوأ عزل. وكانت هذه الحادثة أحد أسباب نقمة عثمان على أبي جعفر.
- ورد في بعض المصادر كثيرٌ من أشعار أبي جعفر، ومعظمها في وصف مجالس الخمر والأُنس بالأصحاب ومديحهم والغزلِ بالغلمان، وله شعرٌ في قوَّادة**، وله محاوراتٌ شعريةٌ مع بعض الشعراء في وصف جمال الطبيعة في الأندلس، وبعض الآراء النقدية البسيطة والمدائح. وممَّا يقولُه في حبِّ النساء، ويجلِّي بقوة تعلُّقَه بملذَّات الحياة:
لا تُعيِّنْ لـــنا مكــانًا؛ ولكنْ .. حيثُما مَالت اللواحــظُ مِلْنا.
(أي إذا كنتَ تريد أن تعرف مكاننا؛ فإننا لا نمكث في مكانٍ واحدٍ تستطيع تحديده، وإنما نكون حيث تكون عيون النساء الجميلة)
وأمام ما تقدَّم ذكره عن فلسفة أبي جعفر في الحياة؛ يصبح السؤال عن صدق حبِّه للركونية سؤالًا ملحًّا وجوهريًّا، فهل أحبَّها حقًّا؟
مع كل هذا التعلُّق الواضح بملذَّات الحياة لدى أبي جعفر؛ يمكنُ التخمينُ إلى حدٍّ كبير بصدق مشاعر حبه للركونية، فقد بادلها الشعر والأشواق والرغبات، وتململَ من مماطلتها له في اللقاء، وفي القصة التي وردت بروايته عن زيارة حفصة لمنزله يُقرُّ بتميُّزها من غيرها بقوله: "أقسم ما رأيت ولا سمعتُ بمثل حفصة". وهو يعترف بلسانه بالغرام بها وباحترام قيمتها ومنزلتها أيضًا، ووردَ له موشَّحٌ في كتاب المُغرِب يستذكر فيه ما يبدو أنّه لقاء الكِمامة مع حفصة، وهذا بعضه:
وعَــدَ الحِــبُّ فأخلَفْ
واشتهَى المَطلَ فسوَّف
ورســولي قد تعرَّفْ
مِنهُ ما أدري فحرَّفْ
بالله قُـــلْ يا رســولي .. لِـشْ يَغِبْ بَــدري؟!***
ويتبدَّى حبُّه لها في ما نقله الكُتَّاب والمصنِّفون أيضًا؛ إذ يوردُ ابن الخطيب عن حبِّ أبي جعفر حفصةَ: "فاشتدَّ بها غرامه، وطال حبُّه وهيامُه"، ويقول ياقوت الحموي عنه: "كان عاشقًا لها متَّصلًا بها، يتبادلان رسائل الغرام، ويتجاوبان تجاوب الحمام". وشبيه هذا ما يردُ في كتابَي "المُغرِب" و"نفح الطيب" وغيرهما.
ثم إنَّ أبا جعفر كان يشعر بالخطر المُحدِق بهما مع دخول الرجل الثاني في حياتهما واتصالهما به، فقد تجنَّب ذكر اسمها في شعره -كما ورد في لقاء الكِمامة- وأدرك أنَّ حياته باتت مُهدَّدةً بسبب حبِّه لها، إذ ينقل ابن الخطيب في إحاطته هذا الخبر عنه: "وكان قد أجرى الله على لسانه لمَّا حرّكت الكأسُ بها غرامَه؛ أن يقول: والله لا يقتلني أحدٌ سواكِ (يقصد الركونية)".
أمّا الرجل الثاني في حياة الركونية فيُجسِّد عمومًا سلطةً جديدةً وزمنًا مضطربًا دخلا إلى غرناطة مع قدوم الموحِّدين وانهيار دولة المرابطين؛ فهو ابن الخليفة الموحدي وأحد قادته العسكريِّين. وقد نشأ عثمان بن عبد المؤمن في المغرب العربي مع نشوء دولة أبيه القائمة على أُسس دينية تنكر "البِدع" و"الفروع" وتنادي بأصول الدين الإسلامي التي رأتها مُغيَّبة في دولة المرابطين، وقد كان أسود البشرة مع اختلاف النسَّابين في أصله أعربيًّا كان أم بربريًّا، وولَّاه أبوه عدّة ولايات في المغرب والأندلس قبل أن يتولَّى أمر غرناطة ما بين (550-552 هـ) ليواجهَ عدوًّا شرسًا حكم شرقي الأندلس يُدعى ابن مُردنيش ويطول صراعه معه.
تورد المصادر أنّه "تولَّع" بالركونية وتودَّد إليها وكان "يهواها"، وأنَّ أساس الصراع بينه وبين أبي جعفر تمثَّل في التنافس على حبِّها، وقد وصلته حفصة الركونية ويبدو ذلك في شعرها في قطعة يتيمة تهنِّئه فيها بأحد الأعياد؛ إذ تقول:
يا ذا العُـــلا وابنَ الخليـــــــ ـ ـ ــــفةِ والإمامَ المُرتَضى
يهنيكَ عـــــيدٌ قد جـــــــرى فيهِ بِمــا تهـــوى القَضا
وأتــــــاكَ مَنْ تهــــواهُ فــي قـــــيدِ الإنــابة والرضا
ليُعــــــيدَ مِــــــن لـــذَّاتِــــهِ مَا قـد تصــرّم وانقضى
إنَّ الحقل الدلالي للكلمات يُوحي بامتثال فردٍ من الرعية لمشيئة حاكمه، فخطاب التهنئة بدأ بعبارات التوقير له، ثم تتوضَّح دلالات مشيئة الحاكم بتكرار اللفظ "تهوى" مرّتين؛ مرّةً في التهنئة والدعاء له "أن يكون العيد كما يهوى"، ومرّةً في حديث الركونية عن نفسها بصيغة الغائب "أتاك مَن تهواه"، فلم تقل مثلًا "أتاك من يهواكَ" على قابلية الكلمة للإبدال دون اختلال الوزن الشعري فنسبت الهوى والحب له لا لَها، ثم تحتشد دلالات الطاعة والامتثال في الكلمات "قيد، إنابة (خضوع)، رضا (قبول)"، لتصبح الدلالة عصيَّةً على التحديد في التركيب "لِيعيد من لذَّاته"؛ فهل قصدت لذَّاتها هي به، أم اللذات التي منحته إياها؟! ومع أنَّ سياق النص يغلّب الثانية -أي لذاته هو بها- لكنّ الجزمَ بالأمر غيرُ ممكن.
إنَّ مقارنةً بسيطةً بين أبيات الركونية في زيارتها لمنزل أبي جعفر وأبياتها في زيارتها للوالي عثمان تُعزِّز الاحتمال بأنَّ صلتها بالحاكم كانت خوفًا وامتثالًا لا حبًّا وعشقًا.
تجلِّيات الحب الأبرز في شعر الركونية:
نَمَت تجربة الركونية العاشقة في فضاء مضطرب مُهدَّدٍ بالخطر، جعلَها تعيش في قلقٍ واضح وشوقٍ دائم إلى محبوبها تتحيَّن فُرص اللقاء؛ حَذِرةً خائفةً من فقده تارةً، ومقبلةً إليه بكل شوقها ورغبتها تارةً أُخرى، فتأسَّست أشعارها عاطفيًّا على أربعة مشاعر جليَّة متداخلة مع بعضها وممتزجة بغيرها؛ وهي الشوق والرغبة والغيرة والألم، فرسمت ملامح عالمها الشعري المغاير والمخالف للعادة إضافةً إلى رسمها ملامح الرجل-المحبوب في عينيها.
الشوق والرغبة:
دفع الشوق الركونيةَ إلى مخالفة السائد وتحدِّي الخطر؛ إذ أسلفنا أنّها قصدت دار محبوبها تغويه بمفاتنها وتستثيره بأنوثتها دون أن تُعبِّر عن رغبتها الجسدية فيه تعبيرًا صريحًا، ولكنّها في قطعةٍ شعريّة أخرى تخيِّره في الزيارة وتُفصِحُ عمّا تريده منه تصريحًا وإغواءً؛ إذ تقول:
أزوركَ أم تــــــزورُ؟ فإنَّ قلــــبي إلى مـــا تشـــتهي أبـــدًا يمـيلُ
فَثغري مَـــــوردٌ عـــــــذبٌ زُلال وفرعُ ذؤابـــتي ظـــلٌّ ظلــــيلُ
وهل تخشى بأن تظمَى وتضـحى إذا وافَى إلـــــيك بيَ المَقــــيلُ
فعَجِّلْ بالجــــــــواب؛ فما جمــيلٌ إبــــاؤكَ عن بثـــينةَ يا جمـيلُ
تضع الركونية نفسَها موضعَ المساوي لمحبوبها؛ تسأل بكل ودِّ المُحبَّ؛ إذ لا فرق عندها بين أن تقصد محبوبها أو يقصدها ما دام قلبها يميل إلى ما يرغب فيه ويشتهيه من ملذاتٍ حسيّة، فهي تعود لوصف مفاتنها الجسدية من فمٍ نقيِّ الرُّضاب وشَعرٍ جميلٍ يُستظَلُّ به، ثم تتوجه إليه باستفهام يخرج عن معناه الحقيقي إلى النفي بقصد الترغيب، وكأنّها تقول له: أنت تعرف أنّك (لن) تشعر بعطش ولا بحَرٍّ يؤذيك إذا أتيتك، لأنّني سأرويك بريق فمي العذب وأظلّكَ بخصلات شعري، وهي تُضمِّن معنى الآية القرآنية في الترغيب بالجنّة {وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَىٰ} (طه: 119)؛ أي أنت لا تشعر بالظمأ ولا تطولك حرارة الشمس فيها، وكأنّما شبَّهت نفسها بالجنة الحقيقية، ثم تلتمس منه سرعة الجواب لتبرز لهفتها وشوقها إليه؛ مستحضرةً قصة حبِّ جميل وبثينة، فليس بالأمر الجميل أن يرفض "جميل-أبو جعفر" طلب "بثينة-حفصة" وهي تستخدم التورية في لفظة "جميل" الثانية، فالمعنى القريب هو جميل بثينة الشاعر المعروف، ولكنَّ المعنى البعيد هو وصف حبيبها بالجمال والحسن.
وما كان من محبوبها إلّا أن أجابها خير إجابة، مُبديًا لها كل التقدير والاحترام والحب، فهو يجلّها عن الإتيان ما دام فيه أدنى مقدرةٍ لذلك، فإنّ الروض المزهر يُزارُ ولا يزور -يقصد حفصة-، لذا فالنسيم العليل هو الذي يأتيه:
أُجــــلِّـكُم ما دام بي نهضـــــةٌ عن أن تزوروا إنْ وجدتُ السبيلْ
فما الرَّوضُ زوَّارًا ولكـــــنّما يزروه هَــبُّ النســـــيمِ العلــــيلْ
ولم يكن أبو جعفر وحدَه مَن تغنَّى بما ناله منها، فالركونيّة تجاهرُ بما نالته من لذة القُبَل أيضًا، إنه فم المحبوب الذي يجدّد رغبتها ويحرّك شوقها، لذلك فهي تمتدح ثناياه (أسنان فمه)، وتؤكّد أنّها تنطق عن درايةٍ وتجربة، ثم تقسم أنّها قد تذوّقت من فمه ريقًا أشهى من الخمر، وإذا كانت العرب تسمّي المرأة الطيّبة الفمِ "الرَّشوفَ"؛ فإنَّ الركونية نقلت المعنى إيحاءً إلى محبوبها وأكّدت صدق تجربتها الحسية وعمقها إذ "رشفت" ريقه اللذيذ، فالرشف يحمل دلالتين لغويّتين؛ الأولى: شرب الماء قليلًا قليلًا فهو أسكَنُ للعطش، والثانية: استقصاء الشرب حتى لا تدعَ في الإناء شيئًا، وكان ما قالته:
ثنائي على تلك الثَّـــنايا لأنَّني أقولُ على عِلم وأنطِقُ عن خُبْرِ
وأُنصِفُها لا أكـــذبُ اللهَ أنَّـني رشــفتُ بها ريقًا ألذَّ من الخَمرِ
عبّرت الركونية عن رغباتها وأشواقها بكلّ حريّة، وجدّدت ذكريات الوصل وما نالته من لذّاتٍ حسية من محبوبها بشعرها، دونما اهتمامٍ بأعراف المجتمع الذي تعيش فيه.
إضاءة:
كما يتَّضح في هذا الجزء؛ فإنَّ الركونية كانت مطلوبةً من رجلَين سيّدَين يتنافسان في حبّها، ولكنَّ شخصيّة كل منهما تختلف اختلافاتٍ جذريّة عن الأخرى، فأبو جعفر ابن سعيد هو سليل نسبٍ رفيع وأسرةٍ لها باع طويل في السيادة والثقافة والعلم والأدب، ومع ذلك فقد كان يفضّل التمتع بملذّات الحياة والابتعاد عن شؤون الرئاسة والوزارة وغيرها حتّى في أصعب الأوقات التي مرّت على غرناطة، في حين أنّ عثمان بن عبد المؤمن هو رجلٌ طارئٌ على المجتمع الغرناطي، قادمٌ من المغرب بطموحات والده السياسية، وهو إلى جانب تولّيه عدّة ولايات فقد كان قائد أحد جيوشه العسكرية التي حاربت طويلًا في المغرب والأندلس، ولم يكن ذا ثقافة أدنى بكثير من أبي جعفر؛ بل قرّب إليه كثيرًا من الكتّاب والفلاسفة والعلماء، وعُرِف عنه إخلاصه الشديد لدولة أبيه وتفانيه في توطيد سلطته.
وفي خضمّ نزاع الرجلَين؛ نَمَت تجربة الركونية العاشقة التي منحت نفسها ومعظم شعرها لمحبوبها أبي جعفر ابن سعيد مع ما بدا أنه مداراة ومصانعة لعثمان بن عبد المؤمن، وإن كان هذا الجزء قد أضاء على جانب "الشوق والرغبة" ومدى جرأة الركونية في التعبير عن رغباتها الحسية في مجتمعها؛ فإنّ الجزء الثالث والأخير سيُفصِّل في غيرتها وآلامها اللاحقة، ويعرض بعضًا من أهمّ سمات شعرها الشكليّة والمضمونية، لنصل معًا إلى نهاية هذه القصة.
الهوامش:
*الوزير في عصر المرابطين: هو الكاتب؛ فمهمة الوزارة -تتصل قبل أي شيء آخر- بالكتابة. (عباس، إحسان، تاريخ الأدب الأندلسي، ص 65، 66)
**قوّادة: من تسعى بين النساء والرجال للفجور. (المعجم الوسيط، ص 765).
***لش يغب بدري: (عامية) لماذا يغيب بدري؟.
المصادر:
[1] القرآن الكريم.
[2] الغرناطي، أحمد بن إبراهيم، صلة الصلة (ملحق بكتاب الصلة لابن بشكوال)، تحقيق: شريف أبو العلا العدوي، مصر، القاهرة، مكتبة الثقافة الدينية، (2008م)، ط1، ج3، ص459.
[3] ابن الخطيب، لسان الدين محمد، الإحاطة في أخبار غرناطة، مراجعة وتقديم وتحقيق: بوزياني الدراجي، الجزائر، الجزائر، دار الأمل، (2009م)، ط1، ج1: صص 419-430/ ج2، صص 60- 67.
[4] ابن دحية، عمر بن حسن، المطرب من أشعار أهل المغرب، تحقيق: إبراهيم الأبياري، حامد عبد المجيد، أحمد أحمد بدوي، راجعه: طه حسين، لبنان، بيروت، دار العلم للجميع، (د.ت)، ص 10.
[5] ابن الأبّار، المقتضب من تحفة القادم، تحقيق: إبراهيم الأبياري، مصر، القاهرة - لبنان، بيروت، دار الكتاب المصري - دار الكتاب اللبناني، (1989م)، ط3، ص219.
[6] المقري التلمساني، أحمد بن محمد، نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، حققه: إحسان عباس، لبنان، بيروت، دار صادر، (1968م)، ج2: ص 262، 330/ ج3: ص 218/ ج4، صص 171- 196.
[7] ابن سعيد، علي بن موسى وآخرون، المُغرب في حُلى المَغرب، حققه وعلق عليه: شوقي ضيف، مصر، القاهرة، دار المعارف،(د.ت) ط4، ج2، صص 103، 104، 138- 139، 164-168، 264.
[8] ابن سعيد، علي بن موسى، رايات المبرّزين وغايات المميّزين، حققه وعلق عليه: محمد رضوان الداية، سورية، دمشق، دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر، (1987)، ط1، صص 157، 158، 161-163، 170- 171.
[9] الحموي، ياقوت، معجم الأدباء؛ إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب، حققه: إحسان عباس، لبنان، بيروت، دار الغرب الإسلامي، (1993)، ط1، ج3، صص 1182-1186.
[10] الحموي، ياقوت، معجم البلدان، لبنان، بيروت، دار صادر، (1977)، ج3، ص 63.
[11] الناصري، أحمد بن محمد، الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى، تحقيق وتعليق: جعفر الناصري، محمد الناصري، المغرب، الدار البيضاء، دار الكتاب، (1997م)، صص 78-159.
[11] ابن عذاري، أحمد بن محمد، البيان المُغرِب في اختصار أخبار ملوك الأندلس والمغرب، حققه وضبط نصه وعلق عليه: بشار عواد معروف، محمود بشار عواد، تونس، تونس، دار الغرب الإسلامي، (2013م)، ط1، ج2: ص 144، 172، 238.
[12] ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ، راجعه وصححه: محمد يوسف الدقاق، لبنان، بيروت، دار الكتب العلمية، (2003م)، ط4، ج9، ص، 408، 416.
[13] ابن فارس، أبو الحسين أحمد، معجم مقاييس اللغة، تحقيق وضبط: عبد السلام هارون، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، (1979م)، ط2.
[14] ابن منظور الإفريقي المصري، محمد بن مكرم، لسان العرب، لبنان، بيروت، دار صادر، (د.ت)، ط2.
[15] المعجم الوسيط، مصر، القاهرة، مجمع اللغة العربية، مكتبة الشروق الدولية، (2014م)، ط4.
[16] الغرناطي الأندلسي، أبو حيان محمد بن يوسف، تفسير البحر المحيط، دراسة وتحقيق وتعليق: عادل أحمد عبد الموجود، علي محمد معوض، شارك في تحقيقه: زكريا عبد المجيد النوتي، أحمد النجولي الجمل، لبنان، بيروت، دار الكتب العلمية، (1993م)، ط1، ص 263، 264.
[17] بالنثيا، آنجل جنثالث، تاريخ الفكر الأندلسي، ترجمة: حسين مؤنس، مصر، القاهرة، مكتبة الثقافة الدينية، (د.ت)، صص 40- 49، 242- 248.
[18] مكي، الطاهر أحمد، دراسات أندلسية في الأدب والتاريخ والفلسفة، مصر، القاهرة، دار المعارف، (1987)، ط3، صص 78- 96.
[19] شافع، راوية عبد الحميد، المرأة في المجتمع الأندلسي؛ من الفتح الإسلامي إلى سقوط قرطبة، مصر، القاهرة، عين للدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية، (2006)، ط1.
[20] عباس، إحسان، تاريخ الأدب الأندلسي، عصر الطوائف والمرابطين، الأردن، عمان، دار الشروق، (1997)، ط1، 65- 66.