الطب > سؤال طبي
خرافات وحقائق عن السرطان - 3
السؤال:
هل يمكن للكحول أن يزيد من خطر الإصابة بالسرطان؟
شاركونا إجابتكم؛ وانتظروا إجابتنا غدًا في الموعد نفسه..
الجواب:
يعلم معظم النّاس أنّ شُربَ الكحول بإفراط يمكن أن يسبّب مشكلات صحية، ولكن؛ قد يجهل الكثير منهم أنّه يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالسرطان؛ كسرطان الفم والبلعوم والحنجرة والمريء والكبد والمستقيم والقولون والثدي.
وافترضَ الباحثون عدة طرائق يؤثر الكحول عن طريقها في الجسم، ويزيد من خطر الإصابة بالسرطان؛ بما في ذلك:
ا- استقلاب الإيثانول الموجود في الكحول إلى الأسيتألدهيد acetaldehyde، وهي مادةٌ كيميائيةٌ سامّة ومسرطنة، وتدمّرُ الحمض النووي والبروتينات.
2- توليد أنواع الأكسجين التفاعلية، والتي يمكن أن تُتلِفَ الحمض النووي والبروتينات والدهون عن طريق عملية الأكسدة.
3- زيادة مستويات هرمون الأستروجين في الدم، وهو هرمونٌ جنسيّ يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي.
4- إضعاف قدرة الجسم على تفكيك مجموعةٍ من العناصر الغذائية وامتصاصها، والتي قد تترافق مع خطر الإصابة بالسرطان؛ بما في ذلك فيتامين A، والمغذيات الموجودة في فيتامين B المعقد؛ كحمض الفوليك وفيتامين C وفيتامين D وفيتامين E والكاروتينات.
5- وقد تحوي المشروبات الكحولية مجموعةً من المواد المسبّبة للسرطان؛ تُدخَل هذه المواد في أثناء عملية التخمّر والإنتاج؛ مثل النيتروزامين وألياف الأسبستوس والفينول والهيدروكربونات.
وتجدرُ الإشارة إلى أنّ خطر الإصابة بالسرطان المرتبط بالكحول يتأثرُ بجينات الفرد، وبالتحديد الجينات التي ترمِّز الإنزيمات المشاركة في استقلاب الكحول؛ مثل إنزيم نازعة هيدروجين الكحول (Alcohol dehydrogenase (ADH، والذي يحول الإيثانول إلى الأسيتألدهيد المُسرطن؛ إذ يحمل العديد من الأفراد نسخةً من الجين الخاص الذي يرمّز شكلًا مفرط الفعالية منه، ويزيد من سرعة هذا التحويل، وهناك إنزيم آخر يُدعى نازعة هيدروجين الألدهيد 2 أو( aldehyde dehydrogenase 2 (ALDH2؛ يَستقلب الأسيتألدهيد إلى مواد غير سامّة؛ إذ أنّ الأشخاص الذين يحملون الجين الذي يرمز الشكل المعيب من الإنزيم يتراكم لديهم الأسيتألدهيد عندما يشربون الكحول.
علاوة على ذلك؛ وجدت الدراسات أنّ وقف استهلاك الكحول لا يؤدي إلى الخفض الفوري لمخاطر الإصابة بالسرطان؛ إذ يتراجع خطر الإصابة بالسرطان بعد سنوات من الإقلاع عن شرب الكحول.
و أخيراً؛ نسلط الضوء إلى فكرة مهمّة؛ و هي أنه لا يوجد حد "آمن" لشرب الكحول عندما يتعلق الأمر بالسرطان، ولكن الخطر أقل بالنسبة إلى الأشخاص الذين يشربون ضمن الحدود الموجودة في القواعد الإرشادية، و التي تنص بوضوح على أن شرب الكحول لأسبابٍ صحيّة غير مستحسن؛ خلافًا لما ورد ضمن بعض الدراسات في الماضي.
المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا
4- هنا