الطب > طب الأسنان
ما أسباب خوف الأطفال وقلقهم من طبيب الأسنان؟
مررنا جميعًا بتجارب مُخيفة ومُقلقة في حياتنا، وعلى الرغم من ذلك فقد نجد صعوبة عند محاولةِ فهم مخاوف الآخرين المُختلفة عن مخاوفنا، ويُشكِّل هذا تحدِّيًا لدى طبيب الأسنان الذي يُعالج طفلًا قلقًا ويرتبك عند محاولة فهم سلوكه بوضوح؛ لهذا تتطلَّب المعالجة الفعَّالة والآمنة التدبيرَ السلوكي الجيد عند الأطفال؛ وذلك بمساهمة طبيب الأسنان والفريق الطبي والأهل.
يُشير المصطلح (DFA) Dental Fear and Anxiety إلى الخوف والقلق تجاه الذهاب إلى طبيب الأسنان، وينتشر بنسبةٍ كبيرةٍ بين الأطفال والمراهقين، ويُعدُّ معضلةً رئيسةً في العيادة السنية لدى التعامل مع الأطفال.
أسباب خوف الأطفال وقلقهم من طبيب الأسنان:
1 - التجارب الشخصية وتأثير الأهل والأقران:
إن الزيارات غير المنتظمة إلى الطبيب أو انقطاعها فترةً طويلةً تُسبِّب الخوفَ والقلق عند بعض الأطفال، ويمكن أيضًا أن تُفضي الكلمات غير الواعية الصادرة عن الأهل إلى ذلك؛ كقول الأب لابنه: سيقلع طبيب الأسنان جميع أسنانك.
وفيما يخصُّ المراهقين؛ فإن لأصدقائهم دورًا كبيرًا في الـتأثير في سلوكهم، فتؤثر تجاربهم السلبية كثيرًا في موقف المراهق حيال الذهاب إلى الطبيب.
2 - الطبيب والفريق الطبي المساعد:
قد ينتج الخوف والقلق عن سلوك طبيب الأسنان المهني السيء، ومثالًا على ذلك: طبيب يُعالج طفلة صغيرة دون محاولة تهدئتها، وإسراع الطبيب في أثناء الإجراءات السنية مُتجاهلًا مُقاومة الطفلة التي لم تستطع في أثناء الزيارة كاملها اتباع تعليمات الطبيب جيدًا؛ فنفد صبره ووجَّه مصباح الكرسي السني إلى عينيها ليجبرها على إغلاقهما.
ومن الممكن أن يكون نقصُ المهارات السريرية لدى الطبيب سببَ الخوف والقلق كإجراء العديد من الحقن لاستكمال التخدير أو إيلام الطفل، ويفاقمهما أيضًا تعاملُ الفريق الطبي المُساعد غير الأخلاقي. ومثالًا على ذلك: أن يُعامل المساعد السني مراهقًا بطريقة غير محترمة؛ وذلك عند اختيار المراهق لون المطاط الوردي الفاقع في المعالجة التقويمية وسخريته منه، فردة فعل المساعد جعلت المراهق مُحرجًا ومُرتبكًا، إضافة إلى ذلك عدم الانضباط في المواعيد قد تُؤدي إلى إزعاج المرضى وزيادة قلقهم قبل بَدء المعالجة.
3 - الإجراءات السنية والبيئة المحيطة:
إضافة إلى العوامل البشرية المذكورة مسبقًا؛ فإن للبيئة المحيطة بالعيادة السنية دورًا في تحريض الخوف لدى الأطفال، ومن الممكن أن ينتج الخوف عن عدة عناصر في العيادة، ومن التجهيزات السنية الكبيرة مثل الكرسي السني الذي أطلق عليه أحدُ المراهقين اسم "كرسي الموت".
إضافة إلى ما سبق؛ فإن بعض الإجراءات السنية مثل الحقن كانت سبب الخوف والقلق الرئيس عند بعض المرضى الأطفال.
ويُعدُّ امتلاك مظهر جاذب عاملًا مهمًّا عند المراهقين، وقد تُسبِّبُ متطلباتهم التجميلية قلقًا من المعالجة، ومثالًا على ذلك: قلقُ شابٍ من مظهر الأسلاك المعدنية المُرافقة للعلاج التقويمي.
علامات الخوف والقلق وتأثيرهما في الأطفال:
ردُّ الفعل الجسدي:
تُعدُّ زيارة طبيب الأسنان عند الأطفال والمراهقين تحديًا كبيرًا وقد يستجيبون له بالبكاء والصراخ بقوة والرجفان غير المسيطر عليه.
الاستجابة النفسية:
تتظاهر الاستجابة النفسية بالقلق والارتباك والذعر والشعور بالعجز وعدم الاستقرار والاستياء والشعور بالكراهية تجاه طبيب الأسنان، ويُعدُّ قلع الأرحاء الثالثة (أضراس العقل) كابوسًا مريعًا عند بعض المراهقين.
السلوك غير المتعاون:
يرفض الأطفال الخائفون من المعالجة السنية الجلوس على الكرسي السني أو فتح فمهم من أجل الفحص، ويبذل الأهل والفريق الطبي جهودًا كبيرة لإقناعهم أو تشجيعهم على التعاون.
المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا
4- هنا