الطب > طب الأسنان
تدبير خوف الأطفال وقلقهم من طبيب الأسنان
تتضمن طرائق تدبير خوف الطفل وقلقه في العيادة السنية ما يأتي:
1 - إقناع الطفل بالشرح، فالرؤية، ثم العمل (T.S.D)
تتألف من ثلاث خطوات متلاحقة:
1- الشّرح(T) (Tell) : تتضمن التّفسير اللفظيّ للإجراءات بجمل تناسب درجة التطور عند الطفل.
2- المشاهدة (S) (Show): تحدث عن طريق إجراءاتِ معالجة المريض البصرية والسّمعية والشّمية واللمسية كافّة بطريقة دقيقة وغير مخيفة.
3- العمل (D) (Do): ومن ثم متابعة الإجراءات من دون مخالفة ما شُرح للطفل سابقًا.
تُعدُّ هذه الطريقة مفيدة عند الأطفال الذين يملكون القدرة على التواصل كافّة، وعند الأطفال المنصتين على نحوٍ خاص، وتُعدُّ غير مناسبة للأطفال ذوي الطبع الحاد؛ ذلك لأنها تؤدي إلى زيادة القلق بسبب المعلومات التفصيلية.
2 - تعزيز السيطرة
يُعلَّمُ الطفلُ إشارةً لاستخدامها في حالاتٍ معينةٍ، والتي تعطيه درجة من السيطرة في أثناء المعالجة؛ نذكر رفع اليد من قبل الطفل كإشارة للتوقف عن العمل مثالًا على ذلك، ويجب على طبيب الأسنان أن يستجيب لتلك الإشارات مباشرة متى استُخدِمَت، ولقد ساعدت هذه الطريقة على تخفيف الألم، وخاصة في أثناء تنفيذ حقنة التخدير.
تُعدُّ هذه الطريقة مفيدةً عند المرضى الذين يملكون القدرة على التواصل على نحوٍ عام، وعند الأطفال الذين يعود سبب قلقهم لشعورهم بفقدان السيطرة في أثناء المعالجة على نحوٍ خاص، وتُعدُّ غير مناسبة عند الأطفال الذين يعانون من إعاقةٍ بدنية.
3 - السّيطرة الصّوتية
تتضمن هذه الطّريقة تعديل الطّبيب لنبرة صوته، وقوّته، وسرعته للتّأثير مباشرةً في سلوك الطفل، وجذب انتباهه وزيادة مطاوعته، فضلًا عن فرض الطّبيب نوعًا من السلطة والتحكم.
تعدُّ هذه الطريقة مفيدةً للأطفال الصغار الذين يستجيبون عن طريق الأصوات أكثر من الكلمات، وعند الأطفال الذين يملكون القدرة على التواصل ولكن غافلين أو شاردي الذهن أيضًا، ولكنها تعدُّ غير فعالة عند المرضى ذوي التدهور العقلي أو العاطفي أو الذين هم في سن صغيرة للغاية ولا يستطيعون الاستيعاب.
4 - النمذجة
تتضمن هذه الطّريقة مشاهدة الآخرين ضمن بيئة العمل لاكتشافها قبل تجربتها، وتُجرى باستخدام مثال مباشر أو مشاهدة تسجيل سابق، ويجب أن تكون النمذجة متضمنة بداية المعالجة ونهايتها؛ ذلك لتقليل الخوف والسّلوك غير المتعاون عند الطفل، وأن يكون الأنموذج من العمر نفسه ويخضع إلى خطة المعالجة ذاتها مع نتيجة إيجابية ومكافأة مقابل سلوكه الجيد، ويجب أن يكون الأنموذج متأقلمًا مع المعالجة، وليس مسيطرًا على الوضع فيها؛ أي أن يظهر خوفه والصّعوبات التي واجهها في أثناء المعالجة وكيف تأقلم معها؛ ذلك لأنّ الأنموذج المتأقلم يستطيع التعرف إلى تلك الصعوبات أكثر من الأنموذج المسيطر.
تعدُّ هذه الطريقة مفيدة عند المرضى الذين يملكون القدرة على التّواصل كافّة، وعند الأطفال الذين يملكون خبرة سنيّة محدودة، ولكن يجب التّأكد من أن الأنموذج المستخدم سوف يبدي سلوكًا إيجابيًّا.
5 - إعادة تكوين السّلوك والتعزيز الإيجابي
إعادة تكوين السّلوك هي سلسلة من الخطوات المحددة للوصول إلى السّلوك المرغوب، وأما التّعزيز الإيجابي فيعتمد على تقوية السّلوك المرغوب؛ ما يعني زيادة احتمال تكراره في المستقبل، ويُطبَّق ذلك باستخدام التّحفيز الاجتماعي؛ مثل التّعابير الوجهية، والثناء اللفظي، والاستحسان من قبل الأهل كالاحتضان، ويجب تعزيز السّلوك الإيجابي مباشرة بعد فعله من قبل الطفل، وليس فقط عند انتهاء المعالجة.
تُعدُّ هذه الطريقة مفيدة عند المرضى الذين يملكون القدرة على التّواصل كافة، وكذلك عند ذوي قدرات التّواصل المحدودة ولكن قادرين على استيعاب السّلوك القائم على المكافآت، ولكنها بالمقابل تتطلب الاعتراف المستمر بالسّلوك الإيجابي؛ ذلك لتشجيع تكراره، ويجب الابتعاد عن التّعليق على السّلوك السّلبي.
6 - تشتيت الانتباه
تُستخدم هذه الطريقة لتشتيت انتباه الطّفل في أثناء إجراءات المعالجة السنيّة وتتضمن التشتيت الصّوتي البصري؛ كمشاهدة الرسوم المتحركة (وتُدمج مع التعزيز السّلبي؛ أي تُوقَف الرسوم المتحركة عند إظهار سلوك سلبي؛ هذه الطّريقة فعّالة في التّقليل من السّلوك غير المتعاون)، والتّشتيت الصّوتي؛ مثل الموسيقا والكتاب الصوتي، وأجهزة التشتيت اليدوي.
تُعدُّ هذه الطريقة مفيدة عند المرضى القادرين على التّواصل كافة، وفعّالة عند المرضى الذين يملكون درجة منخفضة أو متوسطة من القلق والمرضى ذوي الطبع الحاد، وأقل فعّالية من باقي الطرائق غير الدوائية عند المرضى القلقين لدرجةٍ كبيرةٍ.
7 - التّأمل الارشادي
يُساعد الطبيب المريض على خلق "حلم يقظة"، ويؤدّي ذلك إلى الدّخول في حالة من الاسترخاء والسّكينة ويحدث ذلك عن طريق ثلاث خطوات متعاقبة: الاسترخاء ثم التّخيل فالإيحاءات الإيجابيّة، ويستطيع الطفل اختيار حلم اليقظة الخاص به أو يختاره الطبيب، ويترافق عادة مع وسائل استرخاء أخرى للتخفيف من القلق.
تُعدُّ هذه الطريقة مفيدة عند المرضى القادرين على التّواصل كافّة، وفعّالة عند المرضى الذين يملكون درجة منخفضة أو متوسطة من القلق وذوي الطبع الحاد، وتعدُّ أقل فعالية من باقي الطّرائق غير الدوائية عند المرضى القلقين لدرجةٍ كبيرةٍ.
8 - التّركين
يُستَخدم دواء أو مجموعة أدوية تُسبب حالة من التّثبيط في الجهاز العصبي المركزي؛ فتجعل المعالجة ممكنة، ولكن يبقى التّواصل الكلامي مع المريض ممكنًا، ويجب أن تكون الأدوية المستخدمة في هذه التّقنية ضمن هامش الأمان؛ فلا تسبب فقدان وعي الطفل.
يُستَطب عند الأطفال الخائفين والقلقين الذين لم تٌجدِ معهم طرائق تدبير السلوك السابقة، والأطفال الذين ليس بمقدورهم التعاون بسبب نقص النضج النفسي والعاطفي أو ذوي الاحتياجات الخاصة، ويستخدم من أجل حماية التّطور النفسي عند الأطفال وتقليل الخطر الطبي، ولا يُستطب عند المرضى المتعاونين ذوي الاحتياجات السنيّة البسيطة، أو في حال كان المريض مؤهبًا للتعرض إلى حالاتٍ طبيةٍ معينةٍ عند إجراء التركين له.
9 - التّخدير العام
يعدُّ استخدام التّخدير العام ضروريًّا في بعض الحالات لتأمين عناية سنيّة جيدة للطفل، ويُمكن أن يحدث في المستشفى أو -في بعض الحالات الإسعافيّة- في العيادة.
يُستطب عند المرضى غير المتعاونين بسبب نقص النّضج العاطفي أو النّفسي، وذوي الاحتياجات الخاصة، وعند الأطفال الذين لا يجدي معهم التّخدير الموضعي بسبب الالتهاب الحاد أو الصّعوبات التّشريحية أو الحساسية، وتُستطب عند الأطفال والمراهقين غير المتعاونين على نحوٍ كبير أو الخائفين أو القلقين أو غير القادرين على التّواصل، وفي حالات الإجراءات الجراحية الواسعة، ويعدُّ ضروريًّا من أجل حماية التّطور النفسي عند الطفل أو تقليل المخاطر الطبيّة، وعند الأطفال الذين يحتاجون عناية طبيّة مباشرة وشاملة، ولكنه لا يستطب عند المرضى المتعاونين الذين لا يحتاجون معالجات سنية واسعة، أو في حال كان المريض مؤهبًا للتعرض إلى حالاتٍ طبيةٍ معينةٍ عند إجراء التخدير العام له.
المصادر: