البيولوجيا والتطوّر > بيولوجي
وميض يُحدِّد عمر الخلية
كان بمقدور العلماء حتى الآن تتبع دورةِ الخلية، ومعرفة في أيَّة مرحلةٍ هي بالتحديد بعد موتِ هذه الخلية، ولكن الدراسة الجديدة مكنتنا من معرفةِ عمر الخلية في طريقةٍ اعتمدت على معالجة الخلايا الحيَّة، وإلقاء نظرةٍ دقيقةٍ على نواتها، فقد كان من الممكن سابقًا أخذ قياساتٍ دقيقةٍ للنواة في الخليةِ عندما تموت فقط، وخاصةً أنَّه من المعروف أنَّ شكل النواة وحجمها يخضع لتغيراتٍ كبيرةٍ على مدى عمر الخلية، ومع ذلك فإنَّ التحدي المتمثل في أخذ القياسات -في خليةٍ حيةٍ- هو أنَّ هذا القياس لا يُمكِّننا من معرفةِ إذا كان شكل الخليةِ قد تغير في فترةٍ قصيرةٍ من الزمن.
وتمكن الباحثون باستخدام المجهر الفلوري -الذي يستطيع فَلوَرة حدود الخلايا وحدود نواتها- من مراقبة وميضٍ، لم يُكشف عنه سابقًا في الغشاء النووي، الذي يحدث على مدى بضع ثوانٍ فقط، وكانت مدة هذا الوميض تنخفض كلما تقدمت الخلية في العمر.
ويمكن أن تكون هذه الإشارة، بمثابةِ ساعةٍ داخليةٍ تُمكِّن الباحثين من أخذ قياساتٍ دقيقةٍ، وتُساعدُ في فهمِ المرحلةِ التي تشغلُها الخلية الحيَّة من دورة حياتها، والتي بدورها تمكِّن العلماء من فهمٍ أكبر للعمليات الأساسية لعلم الأحياء البشرية، ويمكن لهذا الاكتشاف أن يساعدنا في معرفة الخلايا الحية الصحية وتميزها من الخلايا المريضة.
تقول Alexandra Zidovska المؤلفة الرئيسية للورقة البحثية، وأستاذة الفيزياء المساعدة في جامعة نيويورك:"نحن نعلم أنَّ الأخطاء البنائية والوظيفية للغشاء النووي تقود إلى عددٍ كبيرٍ من الاضطرابات سواءً في النمو أو الوراثة، وينتج عنها أمراضٌ متعددة، كاعتلال عضلة القلب والضمور العضلي انتهاءً بالسرطان".
ونتيجةً لذلك؛ فإنَّ أيَّة إضاءةٍ جديدةٍ، تكشف سرًّا من أسرار الخلية الحيَّة، وقد تنعكس إيجابيًا على طريقة فهمنا وعلاجنا للعديد من الحالات المرضية التي تنشأ عن اختلال في تنظيم دورة الخلايا الحية.
المصدر: