الغذاء والتغذية > الرياضة وتغذية الرياضيين
تمارين رفع الأثقال.. لصحة قلبك أيضًا!
كشفت دراسةٌ جديدةٌ أجراها باحثون في جامعة آيوا الحكومية Iowa State University ونُشرت في دورية Medicine and Science in Sports and Exercise أن ممارسة تمارين رفع الأثقال مدةً تقلُّ عن الساعة أسبوعيًا قد تقلل خطر الإصابة بالنوبات القلبية بنسبة 40-70٪ دون أن تسهم زيادة الفترة الزمنية إلى الساعة في اكتساب أيَّة فوائد إضافية. وقد لوحظت هذه الفوائد بمعزلٍ عن أنواع التمارين الأخرى مثل الركض، والمشي، والتمارين الهوائية الأخرى. وبمعنى آخر، ليس من الضروري أن يعتمد الشخص على التوصيات المتعلقة بالتمارين الهوائية لتقليل خطر الإصابة بالنوبات القلبية، بل يمكن لتمارين رفع الأثقال أن تكون كافيةً لإحداث تأثيرٍ إيجابيّ في صحة القلب.
ويشير البروفيسور Lee من فريق الباحثين إلى وجود اعتقاد سائدٍ بين الناس يقضي بضرورة إمضاء وقتٍ طويل في رفع الأثقال، لكنَّ الفريق توصَّل إلى أن أداء مجموعتين من تمرين الصدر المستوي (أو السيخ) Bench press قد تكون فعالةً علمًا أنعا لا تستغرق أكثر من 5 دقائق. وقد أُجريت الدراسة بتحليل بياناتِ قرابة 13 ألفَ مشاركًا، وقيست ثلاثُ مؤشرات أو نتائج صحية، هي: المؤشرات المتعلقة بصحة القلب غير المسببة للوفاة، مثل النوبات القلبية والسكتة الدماغية، وجميع المؤشرات المتعلقة بصحة القلب متضمنةً تلك المسببة للوفاة، إضافة إلى أيِّ نوع من حالات الوفاة، وكانت نتائج الالتزام بهذا النوع من التمارين والاستفادة منها على صعيد صحة القلب مشجعةً جدًا.
وعلى عكس التمارين الهوائية، يقرّ الباحثون أنَّ إدراج تمارين رفع الأثقال ضمن روتين حياتنا اليومية ليس أمرًا سهلًا، في حين يمكن للناس أن يحرصوا بسهولة على الحركة بمعدلٍ أكبر عن طريق المشي، وركوب الدراجة إلى العمل، لكنْ تبقى الأنشطة اليومية المرتبطة بالأوزان أقل حدوثًا، من جهةٍ أخرى، نجد أن اقتناء معظم الناس أجهزةَ المشي والدراجاتِ الثابتة في المنازل أكثرُ من قدرتهم على اقتناءِ أجهزة الأثقال المختلفة، لذا فإنَّ الانضمام إلى نادٍ رياضي قد يسهل من هذا الأمر، فهو لا يقدم خيارات أوسع لممارسة تمارين رفع الأثقال فحسب، بل يشجع أيضًا على ممارسة قدرٍ أكبر من الرياضة مقارنةً بالأشخاص الذين لا يشتركون في النوادي الرياضية.
إضافةً إلى ما سبق، نُشر بحثٌ آخر في دورية The Journal of Strength and Conditioning Research وخلُص إلى أن ممارسة تمارين رفع الأثقال قد أحدثت أنماطًا مختلفةً من استجابةِ شرايين الدم من حيث التوسُّع ومدى الصلابة مقارنةً بالاستجابة لممارسة التمارين الهوائية، فأسهمت بذلك في زيادة تدفق الدم للعضلات النشِطة أكثر من التمارين الهوائية.
فوائد أخرى لتمارين رفع الأثقال
سلًطت معظم الأبحاث المرتبطة بتمارين رفع الأثقال الضوءَ على تأثيرها الإيجابي في صحة العظام، والوظائف الحركية، وجودة الحياة لدى المتقدمين في السن. ويميل أغلب الناس إلى ممارسة الركض أو الرياضات القلبية الوعائية Cardio عندما يتعلق الأمر بصحة القلب. ويُّكر أن البيانات نفسها استخدمت أيضًأ في دراستين نُشِرتا في دورية Mayo Clinic للتحقق ممّا إذا كانت هنالك علاقة بين ممارسة تمارين رفع الأثقال وكلٍّ من داء السكري وارتفاع كوليسترول الدم، ووُجد أنها تخفض خطر هاتين الحالتين الصحيتين بنسبة وصلت إلى 32% في حالة ارتفاع الكوليسترول. وقد أظهرت النتائج أيضًا أن ممارسة تمارين الأثقال مدةً تقل عن الساعة أسبوعيًا مقارنةً بعدم أدائها إطلاقًا قد ارتبطت بخفض خطر الإصابة بالمتلازمة الأيضية metabolic syndrome بمقدار 29%، ويُعرف عن هذه المتلازمة ارتباطها بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، والسكتات الدماغية، وداء السكري.
وممّا لا شك فيه أنَّ تعزيز الكتلة العضلية في أجسامنا يُسهم في زيادة قوة المفاصل والعظام، لكنُّه يساعد على زيادة معدل حرق السعرات الحرارية ويقلل خطر الإصابة بالسمنة كذلك، وهو أمرٌ يغفل عنه كثيرون.
إذًا، وبعد أن تعرفنا هذه الفائدة العظيمة الجديدة لتمارين رفع الأثقال، هل ستُدرجونها في جدول تمريناتكم الأسبوعي؟
المصادر:
1- هنا
2- هنا
الدراسة المرجعية:
Yanghui Liu، Duck-chul Lee، Yehua Li، Weicheng Zhu، Riquan Zhang، Xuemei Sui، Carl J. Lavie، Steven N. Blair. Associations of Resistance Exercise with Cardiovascular Disease Morbidity and Mortality. Medicine & Science in Sports & Exercise، 2018; هنا