الطب > مقالات طبية
العلاج الجيني يُبدي وعوداً بمعالجة ضحايا السكتة القلبية
عندما توقف النوبة القلبية تدفّق الدم بشكل مفاجئ ،تلك ليست إلا الهجمة الأولى التي يتعرض لها هذا العضو ذو حجم قبضة اليد. حيث أنه عند الناجين من هذه الهجمة الأولى، فإن عملية التعافي نفسها تسبب المزيد من الخطر الدائم على القلب.
يمكن للندب النسيجي أن يصلّب عضلة قلبٍ كانت مرنة من قبل، جاعلاً منها أقل مرونة. ومع زحف هذا النسيج إلى الشريان الأبهر تفقد عضلة القلب قدرتها على التقلص التام.
ويمكن لهذا الضرر الطويل الأمد أن يقلل من معدلات الدم الغني بالأكسجين المرسل عبر الجسد، والذي يمكن أن يسبب الفشل القلبي للمرضى.
عمليات زرع القلب هي إحدى طرق الالتفاف على مشاكل الندب النسيجي، ولكن القلوب المتبرع بها دائماً أقل من الحاجة. وقد كان ابتكار وسيلة فعالة أخرى أمراً مستعصياً على الباحثين. إلّا أنّ نوعاً من العلاج الجيني يبدو حالياً واعداً عند تجربته على بعض الخنازير المصابة.
حيث يبدو أن الجين الصامت المسمى "2Cyclin A" أو "2CCNA"، يمكن أن يُدفَع إلى العمل على محاربة تشكل الندب النسيجي في الخنازير التي تعاني من النوبة القلبية. حيث حفّز هذا العلاج تجديد خلايا عضلة القلب في الخنازير كما أظهر تحسناً في حجم الدم الذي يتم ضخه مع كل نبضة.
وقد يُضاف العلاج الجيني مستقبلاً إلى العلاج بالخلايا الجذعية كمنافس على تغيير طريقة الأطباء في التعامل مع الفشل القلبي. وقد أسفرت العلاجات المعتمِدة على الخلايا الجذعية عن أنسجة صحيّة أكثر وقلّصت كتلة الندب في التجارب السريريّة البشرية كما اظهرت تقدماً صغيراً في كمية الدم التي يمكن أن يضخها القلب من تجويف إلى آخر.
إلاّ أنه تبقى التساؤلات حول أيّ خلية جذعية نستخدم وكيفية تحضيرها.
ولهذه الدراسة "على العلاج الجيني"، اختار الباحثون 18 خنزيراً عشوائيّاً في طور التعافي من النوبة القلبية ليتلقّوا حقناً من الجين المفعّل عبر محفّز promoter (مما سيُحرّض عملية التعبير الجيني) ،أو بحقن من المحلول نفسه دون ذلك الجين.
أظهرت الخنازير التي عولجت بالجين نجاحاً اكبر في ضخ الدم مع كلِّ نبضة، وأعطت أيضاً عدداً أكبر من الخلايا العضلية القلبية. فكانت هذه النتائج صدى لنجاح الفريق في عمليات تجديد القلب في الفئران مسبقاً.
كرّر الباحثون اكتشافاتهم على طبق بتري وراقبوا الخلايا القلبية لخنازير بالغة المعالجة بنفس طريقة العلاج الجيني تخضع لانقسام خلوي تام في الطبق، مظهرين تحت المجهر انقسام خلايا القلب ونموها عبر العلاج الجيني.
وهذا النهج الجديد "يحاكي أسلوب التجديد الذي يمكن أن نراه في السمندل وسمك الزيبرا" يقول الباحثون.
وإذا أثبتت التقنية نجاحها على البشر، يمكنها أن تسرّع من عملية التعافي عند المرضى عبر تقوية عضلة القلب وزيادة تدفّق الدم، معطية في نفس الوقت دفعة صغيرة لأبحاث العلاج الجيني والتي مازالت عاجزة عن اكتساب الزخم الكافي في الولايات المتحدة.
توفي جيسي جيلسينغ Jesse Gelsinger البالغ من العمر 18 عاماً في عام 1999 إثر تجربة جينية كلفته حياته. حيث أثار الفيروس المستخدم في توصيل الجين الذي يجب أن يتحكم في اضطراب الجهاز الهضمي النادر عنده ردّة فعل حادّة وقاتلة من قبل جهازه المناعي.
تلك القضية التي حظيت بالكثير من الزخم الإعلامي ، إضافة إلى غيرها من العثرات التي واجهت وتواجه العلاج الجيني، أدّت إلى تهميش مجال العلاج الجيني.
يقول الباحثون أنهم يتقدمون بحذر ويخطّطون للاحتراز أثناء اعطاء العلاج للأشخاص المرضى.
كما يقول الباحثون: "في حال المرضى الذين يعانون من نوبات قلبية واسعة وهم في خطر التعرّض للفشل القلبي ، نظن أن هذا العلاج سيعود عليهم بفائدة كبيرة ،أمّا اذا كان لديك نوبة قلبية صغيرة، فلن يكون الفارق كبيراً في بقائه حيّاً بشكل عام بسبب التطور الذي وصلت إليه الأدوية اليوم"
ومع التفات المزيد من الباحثين إلى العلاج الجيني في الحالات البشرية المستعصية مسبقاً، فيمكن لنجاحٍ في علاج النوبة القلبية أن يحرك حالة الركود التي في الساحة.
المصدر: هنا
حقوق الصورة: Shutterstock