الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض
حساسية الفستق
يمكن أن يبدو ذلك شيئاً مخيفاً بالنسبة لبعض الأشخاص. و لكن أظهرت الأبحاث الأخيرة أنّ تناول بعض الناس ذوي الحساسية للفستق كميات خفيفة منه قد يسبب ذلك خمولاً بحساسيتهم.
حالياً، هناك بعض الأخبار السيئة لمن يخضع لذلك النوع من العلاج؛ فعند أغلب الناس لا تستديم تلك المعالجة إلا في حالة متابعتها (ذلك يعني أن عدم متابعة تناول الفستق لفترة من الزمن يؤدي لإعادة نشوء التفاعلات التحسسية.(
الفستق من المواد الغذائية التي تسبب الحساسية و لكن تحت المراقبة الطبية، فإن تناول كميات قليلة يومياً و زيادتها ببطء يؤدي إلى خمول الحساسية، فقرر بعض الأطباء الاستيضاح عن مدة استدامة تلك المعالجة.
عالج الأطباء عشرين شخصاً يعانون من الحساسية للفستق بإعطائهم ببطء كميات متزايدة من أهم الأطعمة التي طالما هددت حياتهم. بعد سنتين من العلاج استطاع كل شخص منهم أن يتناول مغلفين من منتج ريزي Reese المكون من الفستق و الزبدة و الشوكولا و ذلك دون تطور أعراض الحساسية. بعدها قام الأطباء بإيقاف إعطاء الفستق لعدة أشهر، و عندما تناول المرضى بعض الفستق مرة أخرى عادت أعراض الحساسية لدى أغلبهم تقريباً.
يحدث التفاعل التحسسي عندما يصطدم الجهاز المناعي عند شخص ما مع طعام معين أو مادة ما. و لكنّ تلك الحساسية المتعلقة بالفستق ليست بالأمر العرضي الطبيعي؛ ففي حالاته الخفيفة يمكن أن يسبب آلاماً معدية و حكة جلدية و بعض الأعرض الأخرى، أما في الحالات المتقدمة أو الأسوأ، فمن المحتمل أن يسبب تورم الحنجرة و بالتالي إغلاقها. يمكن لذلك أن يؤدي للموت، لذلك فالأطباء توّاقون لإيجاد طريقة مثلى لإبقاء الحساسية للفستق تحت السيطرة.
يترأس هذه الدراسة الجديدة الطبيب المناعي كاري نادو (من المدرسة الطبية بجامعة ستانفورد بكاليفورنيا). بدأت الدراسة على 23 مريض بحساسية الفستق و بعدها انسحب 3.
تناول العشرون الباقون مسحوقاً مصنوعاً من بروتينات الفستق. في البداية، تناول المتطوعون 1 ملليغرام فقط باليوم (كمية قليلة جداً من الفستق) و لكنها سببت بداية لردة الفعل التحسسية. و لكن بعد سنتين من هذا العلاج استطاع المتطوعون تحمل حوالي 4000 مللغرام يومياً (حوالي ملعقة طعام). و حينها يستطيع كل منهم أن يأكل ملء اليد من المكسرات دون إثارة أي تفاعل تحسسي.
عندها، قام الأطباء بإيقاف المعالجة لمدة 3 أشهر. بعد الاستراحة عاود المتطوعون تناول الفستق و لكن تحت الاشراف الطبي المشدد. سبعة منهم فقط لم يظهروا أية حساسية أما الثلاثة عشر الآخرون فقد عادت لهم. و بعد ثلاثة أشهر أخرى جرب السبعة السليمون الفستق من جديد و ظهرت الحساسية عند أربعة منهم و بالنهاية ثلاثة فقط من تحمل الفستق بعد ستة أشهر من المعالجة.
قارن الأطباء القيّمون على الدراسة عينات دموية مأخوذة من المتطوعين مع أخرى من أناس لديهم حساسية للفستق، حيث وجدوا أن المرضى الذين خضعوا للعلاج بهذه الدراسة لديهم مستويات مرتفعة من خلايا مناعية تسمى الخلايا T التنظيمية أو T-regs. تقوم هذه الخلايا بإخماد أو تهدئة أو تثبيط (إذا صح التعبير) الجهاز المناعي عندما يتناول الشخص الفستق.
لاحظ الأطباء أن أعلى المستويات من خلايا T-regs وجدت عند المتطوعين السبعة الذين تخلصوا من الحساسية بعد ثلاثة أشهر من وقف العلاج، و هذا يشير إلى أن آلية عمل تلك المعالجة تتم بمساعدة الناس على تصنيع العديد من الخلايا المهدِّئة.
يقول الطبيب كالمان بروسين بأن أفضل طريقة لعلاج الحساسية للفستق هي تناول كميات قليلة منه و لكن تحت العناية المشددة، و يضيف بأن تلك الدراسة أظهرت بأن فوائد هذا العلاج غير مستديمة عند أغلب الناس. ولكن أشار بأنها أعطت الأدلة على أن تحفيز انتاج T-regs هو فكرة جيدة لمرضى الحساسية بشكل عام. و الأهداف المستقبلية يمكن أن تكون عن كيفية الحفاظ على المستويات المطلوبة من T-regs لفترات طويلة.