الهندسة والآليات > المركبات والآليات
شركة بوينغ تختبر طائرات الأجرة الذاتية القيادة
مع تقدُّم الوقت وتوسُّع المدن وازدياد عدد سكانها؛ يُتوقَّع أن تزدادَ صعوبة تنقُّل سكان تلك المدن بين نقطتين فيها. ومع وجود مجموعة من مشاريع السيارات الذاتية القيادة تلوح في الأفق؛ فإنَّ شركة (بوينغ) للطائرات تعمل على حلّها المختلف جذريًّا (طائرات أجرة ذاتية القيادة).
خذ جسم طائرة صغيرة واستبدل العجلات بمزالق طائرة هليكوبتر، وأضف أربعًا من المراوح الكهربائية الشبيهة بمراوح طائرات (الدرون)؛ سيكون الناتج هو ما تطلق شركةُ بوينغ عليه اسمَ (عربة الركاب الجوية المستقلة) Autonomous Passenger Air Vehicle (PAV).
قبل بضعة أيام، وفي فيديو نُشِر على موقع يوتيوب من الشركة
تأتي عربة PAV من شركة Aurora Flight Sciences؛ وهي شركة تعمل على تطوير طائرات إلكترونية ذاتية القيادة، وهي مملوكة لشركة (بوينغ) الآن. وAurora هي أيضًا شريكٌ في برنامج Uber’s Elevate الذي يهدف إلى إيجاد عربات أجرة جوية في كل من دالاس وتكساس ولوس أنجلوس بحلول عام 2023.
الطائرة إلكترونية 100% وتتمتع بالقدرة على الإقلاع والهبوط العموديَّين (مثل طائرة الهيلوكبتر) وهو أمر مهمٌ جدًّا عند الحديث عن طائرة ركَّاب ضمن المدينة؛ إذ لا وجود لمدارج الطيران، إضافةً إلى امتلاكها مدى طيران يبلغ 80 كم قبل حاجةٍ إلى إعادة شحنها. [1]
إذ يقول رئيس التكنولوجيا التنفيذي CTO لشركة بوينغ: "في أثناء عام واحد؛ تقدَّمنا من مجرد تصميم نظري إلى أنموذج مبدئي". وعلى الرغم من أن هذا تقدمٌ عظيم؛ ولكنَّ الخطوات القادمة هي الأكثر صعوبة، خصوصًا عملية إدارة الانتقال من الطيران العمودي (في أثناء الإقلاع) إلى الطيران نحو الأمام كالطائرات المدنية. ولكي تتمتع طائرة بوينغ الذاتية القيادة بالكفاءة اللازمة؛ فمن غير المقبول اعتمادها بالكامل على المراوح في أثناء تنقلها بين نقطتي إقلاعها وهبوطها، بل يلزمها الاعتماد على أجنحتها كما تفعل طائرات الركاب المدنية. [2]
إن الهدف النظري هو استخدام هذه الطائرة في نقل الركاب في المدينة، مع الإشارة إلى أنها بالطبع تحتاج مساحات أكبر من السيارات العادية من أجل الهبوط وإنزال الركاب؛ إذ يبلغ طولها 9.1 متر وعرضها 8.5 متر. [1]
ويقول الرئيس التنفيذي لشركة Aurora: "هذا ما تبدو عليه الثورة (التقنية) وهو بسبب التحكم الذاتي؛ فالتحكم الذاتي سيجعل من النقل الهادئ النظيف الآمن حقيقةً ممكنة". [3]
ولكن لكي يعمل حلٌّ كهذا على أرض الواقع؛ فإن العقبات التقنية ليست كلَّ شيء؛ إذ يجب مثلًا أن نضعَ التقبّل الجماهيري بعين النظر؛ فقد يشعر العديدُ بعدم الراحة من فكرة مركبات تقود نفسها بنفسها في الجو دون طيار، وهناك التشريعات والقوانين اللازمة لمنع الحوادث والاصطدامات بين هذه الطائرات في سماء المدن المكتظَّة بالسكان، إضافةً إلى عوامل الأمن الرقمي والخصوصية. [3]
وتجدر الإشارة إلى أن القوانين في الولايات المتحدة تمنع -حتى اللحظة- الطائرات الذاتية القيادة من إيصال الطرود البريدية، ناهيكم عن إيصال الركاب؛ ولذلك لن يكون تطبيق خطوة كهذه على الأرض حدثًا مشاهدًا في المستقبل القريب. [1]، ولكنها تُظهر لنا أن المساهمين الكبار يأخذون الفكرة على محمل الجدِّ ويضعونها حيز التنفيذ، مع التركيز على العامل البيئي عن طريق اختيار المحركات الإلكترونية والمواد الخفيفة في التصنيع وأنموذج (القيادة المشتركة).
المصادر :
1- هنا
2-هنا
3-هنا