الطب > مقالات طبية
العمل لساعات طويلة مرتبط بزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية
بداية؛ كم عدد ساعات العمل التي يمكن أن نُطلق عليها مسمّى "طويلة" ؟ لاحظت معظم الدراسات التي أُنجزت أن العمل مدة 55 ساعة أو أكثر في الأسبوع مرتبط بالعديد من المخاطر الصحية مقارنةً بالعمل مدة 35-40 ساعة.
وفي دراسةٍ نُشِرَت في مجلة اللانسِت THE LANCET عام 2015؛ جمع باحثون من مختلف المؤسسات الأكاديمية (من الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا وأوروبا) بيانات من 25 دراسة ( 17 منها قُيّمت على أنها ذات جودة عالية) لأكثر من نصف مليون شخص، ثم حللوا تلك البيانات، وقد اختيرت عينات الدراسة اعتمادًا على كون الأشخاص فيها لم يتعرضوا لسكتات قلبية من قبل، وعلى عدم وجود سوابق الإصابة بأمراض القلب الوعائية لديهم، وقد جرت متابعة حالة المشاركين في هذه الدراسات في مدة 7.2 سنة بالنسبة للدراسة التي راقبت خطر الإصابة بسكتة قلبية، وفي مدة 8.5 سنة بالنسبة للدراسة التي راقبت خطر الإصابة بأمراض القلب الوعائية، ووجد الباحثون أنّ الأشخاص الذين يعملون ساعات طويلة (55 ساعة أو أكثر في الأسبوع) لديهم فرصة أكبر بـ 33% للإصابة بسكتة دماغية مقارنة بالذين يعملون ساعات تقليدية (35-40 ساعة في الأسبوع)، ويتعرض الأشخاص الذين يعملون أكثر من عدد الساعات الطبيعي أسبوعيًّا لعوامل تعدُّ سببًا في زيادة نسبة خطورة الإصابة بسكتة دماغية (الجلوس المطول وعدم أخذ القسط الكافي من الراحة والضغط النفسي الكبير والتوتر بسبب العمل الزائد)، ولوحظت زيادة خطر الإصابة عند العاملين في ظروف اقتصادية اجتماعية متدنية أيضًا؛ ذلك بسبب ارتباط هذه الظروف بالحاجة إلى العمل ساعات أكثر مقارنة بالعاملين في ظروف اقتصادية اجتماعية ممتازة، ووجد الباحثون علاقة بين العمل ساعات طويلة وخطر الإصابة بأمراض القلب التاجية أيضًا؛ إلا أن الارتباط كان أضعف مما وجدوه عند دراسة خطر الإصابة بسكتة دماغية، ولم يلاحظ أي فرق بين الرجال والنساء والتوزع الجغرافي للأشخاص المدروسين؛ إذ كانت الزيادة في نسبة الخطورة متماثلة تقريبًا.
وما يميّز هذه الدراسة هو حجم العينة المدروسة الكبير، ومصادر البيانات المتنوعة، مع أخذ جميع عوامل الخطورة الوعائية بعين النظر، والتي قد تؤثر في جودة النتائج.
إن الهدف من الدراسة هو معرفة ما إذا كان العمل ساعات طويلة هو المسبب في زيادة نسبة خطورة الإصابة بسكتات دماغية عند العاملين السليمين من العوامل المذكورة آنفًا، ولكن ومع ذلك، لم يتمكن الباحثون من إقصائها كلها؛ مما يجعل الدراسة محدودة في تعميم النتائج.
وفي النهاية؛ تؤكد هذه الدراسة على أهمية غذاء العاملين الصحي والمتوازن، وضرورة ممارسة التمارين الجسدية روتينيًّا، إضافة إلى تدبيرٍ ومراقبةٍ أكبر للأشخاص المعرَّضين لخطر الاضطرابات الوعائية عند عملهم ساعات طويلة.
المصادر:
1- هنا
2- هنا60295-1/fulltext
3- هنا