الطب > طب الأسنان
هل يمكن لأطباء الأسنان اكتشاف الأمراض النفسية من فحص الفم؟ (الجزء الثالث)
اضطرابات الطعام
تتصف بخلل واضح في سلوك الشخص بتناول الأطعمة؛ فقد يأكل بشراهة شديدة أو يتناول القليل من الطعام. ويترافق ذلك بالتوتر حيال تناول الغذاء ووزن الجسم وشكله. وتُعدُّ اضطرابات خطيرة من المُمكن أن تؤدي إلى الوفاة لما لها من اختلاطات طبية ونفسية عديدة، وكذلك بسبب إنكار المريض وإخفائه سلوكه المضطرب في تناول الطعام. ويُعدُّ اكتشاف الاضطراب وعلاجها المبكر أمرًا ضروريًّا، وأطباء الأسنان مؤهلون لاكتشافها.
فقد الشهية المرضي أو القَهَم Anorexia
هو الخوف الشديد والفزع من البدانة وزيادة الوزن. وعلى الرغم من كون المريض نحيلًا كثيرًا؛ فإنه يرى نفسه بدينًا، فيحاول دائمًا الوصول إلى وزن الجسم المثالي كما يعتقد؛ وذلك بواسطة تجويع نفسه وممارسة التمرينات الرياضية بشدة. أو من الممكن أن يتناول كمية كبيرة من الطعام في وجبة واحدة ومن ثم يُحاول التخلص من السعرات الحرارية الزائدة عن طريق إجبار نفسه على الإقياء أو استخدام المُسهلات والحقن الشرجية الخاطئ.
الشرَه المرضي أو النُّهام Bulimia
يشمل تناول الطعام المُفرط عدة مرات في اليوم أو الأسبوع، وفي أثناء تناول المريض الطعام يكون خارج السيطرة؛ إذ يبتلع كمية كبيرة جدًّا من السعرات الحرارية والسكريات والدسم، ويتناول في الوجبة الواحدة كمية كبيرة مقارنة بالشخص العادي، ويكون خائفًا من زيادة الوزن (كما في مرض القَهَم)؛ فيحاول التخلص من الطعام عن طريق إجبار نفسه على الإقياء واستخدام المُسهلات والحقن الشرجية الخاطئ.
التظاهرات الفموية
للاضطرابات السابقة تظاهرات فموية عديدة في الأسنان واللثة والمخاطية الفموية والغدد اللعابية؛ وذلك بسبب القيء الذاتي المتعمَّد وحموضته المرتفعة.
تآكل الأسنان الحمضي
يظهر تآكل الأضراس سريريًّا بعد سنتين من مرض النُّهام؛ وذلك بسبب السوائل المَعدية المرتفعة الحموضة وحركة اللسان. ويبدأ التآكل الحمضي على السطوح الحنكية (الخلفية) للأسنان الأمامية العلوية، وتصبح ذات سطح مصقول بمظهر زجاجي. ويُسبب التآكل الحمضي الشديد زيادة حساسية الأسنان للمس والبرودة.
يوجد علاقة بين مدى تآكل الأسنان ودرجة القيء المتعمَّد وتكراره وعادات الصحة الفموية أيضًا. وقد يتطور ثانويًّا نتيجة استخدام المنشطات الرياضية المتكرر التي تحوي نسبة عالية من الحموض، واستهلاك الكافيين والمشروبات الغازية المفرط لزيادة الطاقة أو للتقليل من الجوع. وتستخدم أيضًا المشروبات الكحولية لزيادة الطاقة، ومن الممكن أن تكون عاملًا مساعدًا على الإقياء. ثم إن استهلاك الخلِّ وعصير الليمون يُقللان من الجوع.
النخور السنِّية
تزداد النخور السنَّية عند مرضى اضطرابات الطعام بوضوح؛ وذلك بسبب ممانعتهم المعالجة السنِّية، وبسبب تناولهم السكريات والفواكه المُحلَّاة والمشروبات الغازية أيضًا.
أمراض اللثة
يكون لدى مرضى اضطرابات الطعام صحة فموية سيئة وعوز غذائي خصوصًا لفيتامين C؛ فيؤدي ذلك إلى الإصابة بالتهاب اللثة. ثم إن جفاف المخاطية الفموية بسبب تخرب الغدة اللعابية سيؤثر في صحة اللثة أيضًا.
الآفات المخاطية
يُسبب العوز الغذائي في اضطرابات الطعام التهابَ الفم الزاوي والفطور والتهاب اللسان وتقرُّحات المخاطية الفموية. ويُسبب نقص تناول الفيتامينات وفقر الدم (المُسبب بعوز الحديد) ضمورًا عامًّا في المخاطية الفموية؛ وهو الذي يؤدي إلى الإحساس العام بالحرقة في الفم، ويكون شديدًا في اللسان. ومن الممكن أن يتأذى الحنك بسبب الأدوات التي يستخدمها المريض لتحريض الإقياء.
التغيرات في الغدد اللعابية
يُعدُّ جفاف الفم أثرًا جانبيًّا للأدوية النفسية الموصوفة، ويَنتُج أيضًا بسبب اختلال توازن السوائل من الإقياء المستمرِّ، وبسبب استهلاك المُدرَّات والمُسهلات المفرط لتجنُّب زيادة الوزن أيضًا.
وإضافة إلى التظاهرات التي ذكرت سابقًا؛ فقد يُعاني مرضى فَقد الشّهية المرضي خللًا في الذوق وألمًا مجهول السبب، إضافة إلى هشاشةَ العظام؛ ما يجعل العظام عرضة أكثر للإصابة بالكسور، ومن ذلك عظمي الفك.
الجَزر المعدي المريئي Gastroesophageal Reflux
اضطراب شائع عند الأطفال يتصف برجوع محتوى المريء المَعدي؛ ويُسبب انحلال ميناء الأسنان وخاصة على السطح الحنكي للأسنان الخلفية بسبب حموضته المرتفعة، ويُؤدي أيضًا إلى الإصابة بالنخور السنِّية وجفاف الفم وإحساس بالحرقة ورائحة فم كريهة.
المصادر:
1- هنا
2- هنا
3. Barbara, J. (2014). No .3 Medical and Dental Implications of Eating Disorders. The Journal of Dental Hygiene, 88, 156-159.
4. Misraa, N et al. (2010). Oral Manifestations of Eating Disorders. Journal of Indian Academy of Oral Medicine and Radiology, 22(4), 19-22.