علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث
متلازمة الرداء الأبيض
متلازمة الرداء الأبيض هي حالةٌ من القلق يعانيها المريض عند زيارته الطبيب، تتمثّلُ بارتفاع قيم الضغط الشرياني عند قياسها في عيادة الطبيب مقارنةً بالقيم الطبيعية التي يُحصَل عليها في أثناء الحياة اليومية للمريض. ولهذه المتلازمة عدّة مسميات منها "متلازمة الرداء الأبيض" (أو ارتفاع التوتر الشرياني المرتبط بالرداء الأبيض) الذي يُعدّ الاسمَ المفضَّلَ بحسب تعليمات الجمعية الأوروبية لارتفاع التوتر الشرياني وجمعية أمراض القلب.
وتُشخَّص هذه الظاهرة عند وصول الضغط الشرياني إلى قيم تعادل 140\90 أو أكثر في ثلاث زيارات على الأقل؛ وذلك عند المقارنة بقيم طبيعية للضغط الشرياني في المنزل (أقل من 135\85)، أو بقيم أقل من 130\80 عند مراقبة ضغط المريض بواسطة جهاز يوضع مدّةَ ٢٤ ساعة.
ولكن بحسب الجمعية الأميركية لأمراض القلب؛ فإنّ بقاءَ قيم الضغط المقاسَة في العيادة أعلى من 130\80 وأقل من 160\100 -بعد ثلاثة أشهر من محاولة تعديل نمط الحياة- مع بقاء قيم الضغط المقاسة خارج العيادة أقل من 130\80 يؤدّي إلى كشف هذه الظاهرة على نحو دقيق.
وتسبّبُ هذه الظاهرة وصفَ أدويةٍ خافضةٍ للضغط الشرياني للمرضى على نحوٍ غير ضروري، وهذا يؤدّي إلى استخدام هذه الأدوية من قبل أفراد لا يعانون أصلًا ارتفاعَ التوتر الشرياني؛ ما قد يَحمل -في بعض الأحيان- ضررًا كبيرًا على صحّة الفرد.
ويعتقد بعض الأطباء أنّ ارتفاعَ التوتر الشرياني المرتبط بزيارة الطبيب قد يكون مؤشرًا مهمًّا إلى خطر حصول ارتفاع قيم الضغط الشرياني على المدى الطويل -مقارنةً بالأشخاص الطبيعيين الذين لا يعانون هذه الظاهرة- وهذا ينطبق على الأشخاص الذي يعانون ظاهرةَ ارتفاع التوتر الشرياني المقنَّع أيضًا، إذ تكون قيم الضغط طبيعيّةً عند زيارة الطبيب ولكنها ترتفع في أوقات معينة عند قياسها خارج عيادة الطبيب.
ويكون الحل في كلتا الحالتين باستخدام قياس الضغط الشرياني المستمر (مدّةَ ٢٤ ساعة) من أجل الحصول على قياسات متعدّدة للضغط في جميع الأوقات؛ في أثناء اليوم، وفي أثناء فترة النوم. وهذا يساعد الطبيب على اتخاذ قراره فيما إذا كان المريض يحتاجُ علاجًا فعليًّا لارتفاع الضغط الشرياني.
ومن ثمَّ يُعدّ التواصل الجيد بين المريض والطبيب حجرَ الأساس في تقديم رعاية طبية أفضل، وبالتالي؛ بناء علاقة جيّدة ونيل الطبيب ثقةَ المريض من أجل تقليل احتمالية حصول هذه الظاهرة. ويتمُّ ذلك عن طريق: التواصل الفعّال، وإعارة المريض الاهتمامَ الكافي، وإظهار التعاطف، والاستماع إلى ما يقلق المريض فيما يخصُّ حالته الصحية.
المصادر:
1. هنا
2. هنا
3. هنا
4. هنا