التاريخ وعلم الآثار > تحقيقات ووقائع تاريخية
عاشقا Valdaro متعانقان منذُ خمسة آلاف عام!
عثرَ علماء الآثار عام 2008 في قرية Valdaro الإيطالية قربَ مدينة Mantua على مَدْفَن مزدوج مذهل، وهو عبارة عن هيكلَين عظميَّين متعانقَين، مستلقِيَين وجهاً إلى وجه، وأرجلهما وأيديهما متشابكةٌ في احتضانٍ أبدي. أطلقت وسائل الإعلام عليهما اسمَ "عاشقي فالدارو" وشُبِّها بروميو وجولييت في مأساة وليام شكسبير الشهيرة.
يعود تاريخ هذا المَدْفَن إلى العصر الحجري الحديث Neolithic period (بين 5000 - 4000 ق.م). ولم يكن المَدْفَن المزدوج الوحيد المكتشف؛ لكنَّ مثل هذا المدفن يُعَدُّ نادراً خاصةً في وضعية الدفن الفريدة هذه.
أمَّا بالنظر إلى مواصفات الشخصين، فقد استنتج الخبراء بعد فحص مبدئي للعظام أنهما لا يتجاوزان العشرين عاما. وحتى لا يفسدوا وضعيةَ الاحتضان،
قرر العلماء أن يزيلوا الهيكلَين العظميَّين من المقبرة ضمن كتلة الرواسب الكاملة، التي أُرسِلت بعدها إلى مختبر الآثار، إذ خضع الهيكلان لتحاليل وفحوص عديدة كاختبار الحمض النووي، ومسح ليزر ثلاثي الأبعاد، وتصوير بأشعة X في أملٍ من العلماء إلى معرفة المزيد عن العلاقة بينهما، وسبب الوفاة، وتفاصيل أخرى عن نمط حياتَيهما.
وعلى الرغم من أن معرفةَ التفاصيل الأدق تبقى مستحيلة دون تخريب الوضعية الفريدة المتشابكة لهما، لكنَّ هذا الاكتشاف يُعدُّ مميزاً بين آثار العصر الحجري. ولحسن الحظ فقد قرر علماء الآثار المشرفين على الحفريات أن يضعوا فضولهم العلمي جانباً، ويحافظوا على العاشقَين المتعانقَين بوصفه رمزاً للحب الأبدي.
المصدر: هنا