التوعية الجنسية > الحياة والحقوق الجنسية والجندرية
ماذا لو كنت أشاهد المواد الإباحية بكثرة؟ - الجزء الأول
ما هو الإدمان على المواقع الاباحية؟
هو مجموعة من النشاطات والسلوكات التي تُمارَس بكثافة إلى الحد الذي تؤثر به سلبًا في حياة الشخص اليومية، ومن الممكن أن تؤدي إلى العديد من العواقب الخطيرة. ويُعدُّ هذا الإدمان نمطًا فرعيًّا من إدمان الجنس.
هل هذه الظاهرة حقيقية؟
على حين يعدُّ كثيرٌ من المختصّين النفسيين والأطباء أنَّ الإدمان على المواقع الإباحية لا يمكن أن يُدرَج تحت بند "الإدمان" لكنَّه يبدي أعراضًا وعلاماتٍ شبيهة إلى حد صادم بتلك الناتجة عن الإدمان على الكحول والمخدرات. ووفقًا لإحدى الدراسات (2015 study) التي نُشِرت في مجلة Behavioral Science فقد أظهر تخطيط الدماغ الكهربائي تغييراتٍ وصفية في نشاط الدماغ في أثناء مشاهدة الأفلام الإباحية. ووفقاً للباحثين؛ فإنَّ هذه التغيرات تطابق الاستجابة التي تحدث عندما يشاهد مدمنٌ ما صورًا أو موادَّ ذات صلة بالمخدرات. وفي حين يفتقد الإدمان على المواد الإباحية إلى خاصتي التحمل والسحب؛ إلّا أنّه يبدي خاصَّتين رئيسيتين من خواصّ الإدمان هما:
خلل في التحكم يتضمن شفغًا وولعًا بهذا النشاط مع محاولات فاشلة في التوقف عنه.
مشكلات اجتماعية يفشل فيها الشخص في متابعة نشاطاته اليومية في العمل أو المنزل أو المدرسة متابعةً طبيعيّة.
ما علاماتُ الإدمان على المواد الإباحية وأعراضه؟
مشاهدة المواد الاباحية بكثافة إلى الحد الذي يضر بحياة الفرد أو الأفراد المحيطين به.
التأثير السلبي لمشاهدة الافلام الاباحية في النشاطات أو المسؤوليات اليومية الطبيعية.
الاستمرار في مشاهدة المشاهد الإباحية على الرغم من العواقب الخطيرة كفقدان العمل أو فقدان علاقة.
قضاء وقت طويل في مشاهدة المواد الإباحية أو البحث عن أنماط مختلفة منها للوصول إلى الانتصاب (أي يتطوَّر ما يشبه التحمل)
تغيُّر السلوك الجنسي أو الرومانسي مع الشريك بسبب مشاهدة الأفلام الإباحية (تناقص الانجذاب الجنسي أو المشاعر، وتزايد السلوك العدواني)
الاستمناء القسري.
اضطراب الوظيفة الجنسية كالقذف المبكر.
مشاهدة الأفلام الإباحية بوصفها وسيلةً لتعديل المزاج وتفادي القلق أو الاكتئاب.
ما الذي يسبب الإدمان على المواد الإباحية؟
يمكن شرح أسبابِ الإدمان على المواد الإباحية انطلاقًا من مبادئ ما يُسمَّى بمفهوم "الظرف الاستثابي"؛ أي السلوك الذي يُجبَر الشخص على فعله مرارًا وتكرارًا نظرًا إلى شعوره تجاهه على أنَّه ثواب. ويمكن للعديد من الِأشياء أن تكون ذات صفة إجبارية، لكن ما يميزُ المواد الإباحية أنَّ الثواب فيها ينقلب إلى غريزة أساسية ما يجعلُ الإدمان عليها أمرًا سهلًا.
وهناك عواملُ أخرى تؤدي دورًا في الإدمان على المواد الإباحية نذكر منها:
عوامل بيولوجية: فقد يحمل الفرد استعدادًا وراثيًّا لفرط الانفعال أو قد يعاني اضطرابًا عاطفيًّا. وقد يكون لدى الفرد استعدادٌ للصفات الأخرى ذات العلاقةِ بالإدمان على المواد الإباحية كالقلق أو الاكتئاب، ثمّ إنَّ المستويات العالية من الهرمونات الجنسية (التستوستيرون والأستروجين) يمكنُ أن تؤثر في الرغبات الجنسية فتجعلَ الشخص أكثرَ ميلًا إلى مشاهدة المواد الإباحية.
عوامل نفسية: كالتعرض لاعتداء جنسي أو محتوى إباحي في مرحلة مبكرة، إضافةً إلى الاضطرابات النفسية كالقلق والاكتئاب واضطرابات الشخصية.
عوامل اجتماعية: يمكن للرفض الذي قد يتعرض له الشخص من علاقاته الاجتماعية أو محيطه الاجتماعي أن يجعله يبحث عن الرضا والعزاء في المواد الإباحية، الأمر الذي قد يؤدي بدوره الى عزلة اجتماعية تُفاقم من حالة الشخص. وبالمقابل؛ فإن وجودَ مَن يشاهد المواد الإباحية بكثافة من الأشخاص المقربين كالأصدقاء يزيد من فرص أن يصبح الفرد أكثر ميلاً نحو إدمانها.
وإليكم بعض الإحصائيات المتعلقة بمشاهدة المواد الإباحية:
يلج 40 مليون بالغ في الولايات المتحدة إلى المواقع الإباحية على الإنترنت بانتظام.
واحدة من كل خمس محاولاتِ بحثٍ على الإنترنت تعود إلى المواقع الإباحية.
الرجال السعداء في زواجهم أقلُّ مشاهدة للمواد الإباحية بنسبة 61%.
يقرُّ 20% من الرجال بمشاهدة الافلام الإباحية في أثناء العمل.
88% من المشاهد الإباحية تتضمَّن عنفًا جسديًّا، و49% منها يتضمن عنفًا لفظيًّا.
إلى هنا نصل إلى ختام الجزء الأول من إدمان المواد الإباحية، نلتقي وإياكم في الجزء الثاني.
المصادر :
1- هنا
2- هنا