التوعية الجنسية > الحياة والحقوق الجنسية والجندرية
ماذا لو خامرتني أحلام جنسية الطابع؟
في سياق دراسة أنجزتها جامعة مونتريال في كندا؛ تبيَّن أنَّ 8 % من الأحلام اليومية المجموعة من قرابة 3500 مشارك -من كلا الجنسين- تتضمّن محتوىً جنسيًّا، وكان أكثر الأحلام الجنسية شيوعًا ذاك الذي يحدث فيه الجماع، ويليه شيوعًا الحلم بمقترحاتٍ جنسية، ثمَّ التقبيل فممارسة العادة السرية .
أكدت الدراسة أنَّ كلًّا من الذكور والإناث المشاركين في الدراسة قد مروا بنشوة جنسية Orgasm في قرابة الـ 4% من نسبة الأحلام الجنسية لديهم. وأمّا الإناث فإنَّ 20% من تلك الأحلام لديهن كانت مع الشريك الحالي أو السابق، في حين أنَّ النسبة لدى الذكور هي 14%، واقتربت نسبة وجود شخصيات مشهورة في الحلم من الضعف لدى الإناث ممَّا هو عليه لدى الذكور، ولوحظ وجود أحلام جنسية مع أكثر من شريك بتواتر أعلى بمرتين لدى الذكور ممَّا هو عليه لدى الإناث .
ومن الجدير ذكره أنَّ تلك الأرقام تختلف كليًّا بين الأشخاص تبعًا لميولهم ورغباتهم وتجاربهم الشخصية.
ونعلم أن السؤال الذي يخطر ببال كثيرين هو: هل يُعدُّ مروري بمثل تلك الأحلام أمرً طبيعيًّا؟ وهل عليَّ أن أقلق حيال تواتر مثل تلك الأحلام أكثرَ من مرة؟
دعونا نقول في البداية أنَّ مرورك بمثل تلك الأحلام دليلٌ جيدٌ على سلامة إفراز الهرمونات التي لها علاقة بالجنس لديك، فهنيئاً لك!
قد تصادف في الحلم أشخاصًا غير متوقَّعين أن يكونوا في مثل أحلامٍ كهذه (كشخص صادفته في الحافلة العامة أو أحد يعمل في المبنى المقابل لمكان عملك…)، فما تفسير ذلك؟
إنَّ ذلك ما هو إلا رسالة من دماغك على وجود رغبات جسدية لا تُلبَّى بالطريقة المثلى، فحاوِل أن تجدَ وسيلة صحية وآمنة لتحقيق تلك الرغبات.
ماذا يمكن أن تخبرك الأحلام الجنسية؟
قد تستيقظ من حلم جنسي وكل ما هو عالق في ذهنك لا علاقة له بالجنس! قد تتذكر كيف شعرت بالحميميَّة التي سبقت الجنس أو في التقارب الذي حدث بعده. وقد يكون العشاء الرومانسي في الحلم هو ما تتوق إليه أو حتى مجرد العناق والاسترخاء. وكلُّ ذلك يمكن أن يعطيك فكرة عما تريده في علاقتك مع الشريك حقيقةً. فكر بأحلامك في سياق علاقتك الحالية، وإذا كنت بحاجة إلى تغييرِ شيءٍ ما أو تعديله، ولا تتوانَ عن فعل ذلك.
ماذا لو شاهدت شريكي السابق في حلم جنسي؟
لا تستغرب إذا قلنا أنه من الطبيعي أن تحلم بأحلام جنسية مع شريكك السابق حتَّى ولو كنت حاليًّا مع شريك آخر، ثم إنَّ ذلك لا يعني أنَّ علاقتك الحالية أقلُّ أهمية؛ فالمشكلة هنا أنَّك في أثناء صحوك تمرُّ بلحظات حميمية مع الشريك الجديد يترجمها دماغك بالأحاسيس والمشاعر نفسها التي كنت تشعر بها مع الشريك السابق، وهذا ما يدفع بعجلةِ الذكريات الخاصة بدماغك إلى الماضي الجميل. ولكن مع مرور الوقت وتراكُم ذكريات جديدة مع الشريك الجديد فإنَّ دماغك سيكون قادرًا على تخطي ما مضى وسيصنع أحلامًا جديدة تلائم واقعك وحياتك العاطفية الحالية. وطبعًا؛ كلُّ ذلك في حال كنت قد تخطيت علاقتك السابقة بنجاح..
لكن؛ ماذا لو تكررت أحلامي الجنسية مع الشريك السابق؟
هنا قد تكون أحلامك الجنسية مَشوبة بجدالات قديمة، وسترى نفسك من جديد في خضمِّ مشكلة قد أثرت في وجدانك، أو تعود لتعيشَ اللحظات الأخيرة من تلك العلاقة.. أو حتى قد تفضي بك الأحلام لأن ترى نفسكَ متخبِّطًا بعلاقتَين؛ الأولى مع الشريك السابق والثانية مع الشريك الحالي. والدور الشافي لأحلام كهذه هو مرور الوقت.. ولا ننسى طبعًا الدورَ السلبي لمصادفة الشريك السابق في إحدى المطاعم مثلًا -أو سماع أخبار تخص عائلته أو وضعه العاطفي- في تخطي تلك الخيالات المزعجة.
وإذا أردتَ التسريع في تجاوز هذه الأحلام، والتخلص من مشاعر الذنب والندم التي تخلفها، فعليك البحث عن طرائق أخرى تُساعدك على ذلك، كأنْ تكتب كل ما تعانيه على ورقة أو في بريد إلكتروني مخاطبًا فيه الشريك الماضي معبّرًا عمَّا يزعجك وعما يدور في خيالك. لا ترسلهُ إذا لم تشعر بالارتياح فعل ذلك، أبقِه سرًّا مع نفسك واحتفظ به دون أن يطّلع عليه أحد. وإذا كنت تشعر بأنَّ هنالك من الأمور ما ترى أنه من الضروري توضيحها للشريك السابق ولم تسنَح لك الفرصة أن توضحها من قبل، فيمكنكَ مقابلته والتحدث معه لا بقصد النقاش والجدال مجدّدًا، بل لتعبّر عما يجول من أفكار في ذهنك.
اليوم وعندما تُعيدُ النظر إلى تلك الأحلام الجنسية التي تصادفك في أثناء نومك؛ قد تجد -دون عناء- رسالةً ما يريد دماغك إيصالها لك، سواء أكان لها علاقة بكيفية تفكيرك أم بطبيعة علاقاتك ومشكلاتك العاطفية أم بما تريد أن تغيّره وما تهتم به في الآونة الأخيرة. وبالنهاية؛ فإنَّ أحلامَ ليلة الغد كفيلةٌ بأن تبدّي مشكلات اليوم وعناء النهار وضغوطاته.
المصادر :
1- هنا
2- هنا