الطب > طب الأسنان
هل يشيخ الفم كما نشيخ نحن؟ (الجزء الثاني)
تحدثنا في المقال السابق عن جفاف الفم وأسبابه وكيفية السيطرة عليه والتخفيف منه، لننتقل اليوم إلى الحديث عن أهم أسباب فقدان الأسنان، والإجراءات الصحية التي يجب علينا اتباعها من أصغر عمر ممكن لكي تبقى أسناننا بصحة جيدة عند التقدم في العمر.
ما اللويحة Plaque؟
تُغطَّى أسنانك عادة بطبقة لصوقة تدعى اللويحة تحتوي على جراثيم، وفي حال تناولك وجبة غذائية غنية بالسكريات؛ تُطلق تلك الجراثيم حموضاً تُسبِّب تآكل الأسنان، وفي حال إهمالك الاستعمال اليومي الصحيح لفرشاة الأسنان؛ فمن الممكن أن تتكلَّس اللويحة وتتحول إلى قلح calculus؛ ما يجعل الحفاظ على نظافة الأسنان أمرًا صعبًا.
ما التهاب اللثة؟
تُؤدي العناية الفموية غير الكافية إلى تجمُّع القلح على حافة اللثة مُسبِّبًا التهابها، فتصبح حمراء متوذمة وتنزف بسهولة؛ وهي مرحلة مُبكِّرة من المرض؛ فعند إهمال التهاب اللثة يتحول إلى التهاب نسج حول السنية.
يكون عادة التهاب اللثة غيرَ مؤلم، ويكون العديد من الأشخاص مصابين به وهم على غير دراية بذلك.
إذاً؛ كيف أعلم فيما إذا كنت مصابًا بالتهاب اللثة؟
عن طريق ملاحظتك واحدةً أو كثر من الأعراض الآتية:
- نزف اللثة عند تفريشها.
- تقلقل الأسنان (أي إنها تتحرك).
-احمرار اللثة.
- رائحة الفم الكريهة.
ما التهاب النسج حول السنية؟
مرحلة مُتقِّدمة من التهاب اللثة؛ إذ تنتشر اللويحة إلى أسفل حافة اللثة، فيؤدي ذلك إلى تخرُّب العظم الداعم للسن، وتنفصل اللثة عن السن مُشكِّلة جيبًا سنيًّا (فراغ بين اللثة والسن)، ومن المُمكن أن يتراكم فيه بقايا طعام والمزيد من اللويحة Plaque، وكلما تقدَّم المرض يزداد عمق الجيب وتخرُّب العظم المحيط بالسن مؤدية بالنهاية إلى تخلخل السن ومن ثم سقوطه.
أمراض اللثة والنسج حول السنية عند المسنين:
يُعاني العديد من كبار السنِّ أمراضَ اللثة والنسج حول السنية، وتكون نتيجة للجراثيم الموجودة في اللويحة Plaque كما ذكرنا سابقًا، وسبب انتشار أمراض اللثة كثيرًا هو أن تلك الأمراض لا تكون مُؤلمة إلا في مراحلها المتطورة، وكما ذكرنا مسبقًا بأن تطور مرض اللثة يؤدي إلى خلخلة الأسنان وبالنهاية إلى سقوطها. ولزيارات طبيب الأسنان المُنتظمة دورٌ كبيرٌ في معالجة أمراض اللثة أو منعها بالكامل.
تتفاقم شدة أمراض اللثة مع التقدُّم في العمر بسبب الفترة الزمنية الطويلة التي تتعرَّض لها اللثة للويحة الجرثومية Plaque. ويعكس ذلك تاريخُ المريض الفمويُّ التراكميُّ، وتكون تلك الأمراض ناتجة إما عن التقدُّم في العمر بحدِّ ذاته وإما عن المشكلات الصحية المرافقة؛ إذ تُهيِّئ التغيراتُ في العادات الغذائية والتغيرات في إفرازات الغدد اللعابية المرافقة للتقدم في العمر الشروطَ المناسبةَ لتكاثر الجراثيم في اللثة.
ينبغي مساعدة كبار السن على استعمال فرشاة الأسنان بكفاءة وفعالية، ويستطيع المرضى المسنُّون الذين تنقصهم المهارة اليدوية الاستفادةَ من استخدام فرشاة الأسنان الكهربائية الدوارة المناسبة والمرخصة.
ويُوصى باستخدام المضامض الفموية العلاجية عند المسنين التي تحوي على مواد مفيدة للأسنان والبيئة الفموية كمضامض الكلورهكسيدين الذي يُوصف لعلاج التهاب اللثة ويُعدُّ أيضًا فعالًا لمحاربة العديد من جراثيم اللويحة ومضامض الفلورايد التي تمنع تشكُّل النخور السنية وتملك خواص مضادة للجراثيم.
والخبر السعيد هو أنه يمكن الوقاية من أمراض اللثة؛ فهي ليست جزءًا حتميًّا من التقدُّم في العمر؛ وذلك عن طريق التفريش واستخدام الخيوط السنية وتنظيف الأسنان الدوري عند الطبيب؛ إذ يمكنك بواسطة ذلك التخفيف من خطر الإصابة بأمراض اللثة مع التقدُّم في العمر.
وسنتابع الحديث في الجزء الثالث والأخير عن النخور السنية وسرطان الفم والتغيرات في الغشاء المخاطي الفموي عند المسنين؛ فتابعونا..
المصادر:
Abdul Razak, P., et al. (2014). Geriatric Oral Health. Journal of International Oral Health, 6(6), 110-116.