الطب > مقالات طبية
التمارين الرياضية أفضل من الدواء
ساعة رياضةٍ خير من قنطارٍ من الأدوية.
هذا ما خلصت إليه دراسة نشرت حديثاً في ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻤﺠﻼّﺕ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴّﺔ المعنيّة بالأبحاث ﺍﻟﻄﺒﻴّﺔ. فقد تبيّن أن ممارسة ﺍﻟﺘﻤﺎﺭﻳﻦ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴّﺔ بإنتظام يمكن أن يكون لها نفس فعالية الأدوية، إن لم تكن أفضل، للوﻗﺎﻳﺔ من بعض الأمراض ﻭ ﺍﺣﺘﻮﺍﺀها.
ﺑﻞ و ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻤﺎﺭﻳﻦ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴّﺔ ﻗﺪ تكوﻥ ﺃﻧﺠﻊ ﻣﻦ الأدوية في إعادة تأهيل المرضى ﺍﻟّﺬين ﺗﻌﺮﺿﻮﺍ لجلطات دماغيّة كما و أيضاً في سبيل ﺍﻟﻮﻗﺎﻳﺔ من ﺍﻟﻤﻀﺎﻋﻔﺎﺕ الثانوية ﻋﻨﺪ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟّﺬﻳﻦ ﺗﻌﺮﺿﻮﺍ لجلطات قلبيّة والحماية من تكرار الجلطات لاحقاً.
يعتبر مرض الشريان التاجيّ من أكثر أمراض ﺍﻟﻘﻠﺐ شيوعاً، ويحدث عادة نتيجةً لتمزقاتٍ في جدران الشرايين التي تمد القلب (الشرايين التاجيّة) محدثةً إنخفاضً في تدفق الدم بإتجاه ﺍﻟﻘﻠﺐ (من نتائجه ألم في عضلة القلب). أمّا الجلطة القلبيّة فتتكوّن نتيجة لإنسداد أحد هذه الشرايين التاجيّة بكرة من الكوليسترول و الدم المتخثر، وبالتّالي إنقطاع الدم عن ﺍﻟﻘﻠﺐ.
في هذا المجال إستعرضت مجموعة مشتركة من الﺎحثين البرﻳﻄﺎنيّن ﻭ أﻣﺮيكيّن في مقال مطوّلٍ، أﻛﺜﺮ ﻣﻦ 300 ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻋﻠﻤﻴّﺔ عالميّة ﺷﻤﻠﺖ 339000 شخص في محاولةٍ لتقييم أثر ﺍﻟﺘﻤﺎﺭﻳﻦ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴّﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ معدل ﺍﻟﻮﻓﻴّﺎﺕ.
بالمقابل فإﺳﺘﻨﺎﺩﺍً ﻟﻨﺘﺎﺋﺞٍ ﺍﺳﺘﺨﻠﺼﺖ ﻣﻦ دراسة 77 حالةٍ لمرضى الشرايين التاجيّة في مجال إعادة التأهيل العلاجي ما بعد الجلطة، ﺗﻮصل ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻮﻥ إلى ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻤﺎﺭﻳﻦ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴّﺔ موازية بل ﺃﻛﺜﺮ ﻓﻌﺎﻟﻴّﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﺑالأﺩﻭﻳﺔ المستخدمة عادة ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺻﻒ ﻃﺒﻴّﺎً لخفض مستوى ﺍﻟﻜﻮﻟﺴﺘﺮﻭﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻡ (Statin). كما ﻭ أظهرت الدراسة ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺰﺍﻳﺎ ﻟﻠﺘﻤﺎﺭﻳﻦ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴّﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔً ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺻﻔﺎﺕ الطبيّة المستخدمة عادة ﻟﺘﻔﺎﺩﻱ الجلطة الدماغيّة (مضادت تخثر ﺍﻟﺪﻡ). ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ تبيّن أن بعض مدﺭﺍﺕ البول المستخدمة كأدوية، بدت ﺃﻛﺜﺮ ﻓﺎﻋﻠﻴّﺔ من ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺒﺪﻧﻲ، ﻓﻲ ﻋﻼﺝ ﻗﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘﻠﺐ.
في هذا السياق ﺍﻋﺘﺮﻑ مؤلفي ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﺍﻻﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ، ﺑﻤﺤﺪﻭﺩﻳّﺔ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ نتيجةً لعدم توفر ﺩﺭﺍ ﺳﺎﺕ كافية ﺣﻮﻝ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺒﺪﻧﻲ وفعاليّته ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴّﺔ، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻥ مثل هذه ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﻭﻓﻴﺮﺓ بل و ﻣﺴﺘﻔﻴﻀﺔ في حالة ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ. ﻭﻓﻲ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻫﻢ ﺍﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻜﻮﻙ فالأقوى ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺒﺪﻧﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻧﺠﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻼج باﻷﺩﻭﻳﺔ.
ﻭ ﻋﻠﻴﻪ ودائماً بحسب ﺗﻘﺪﻳﺮ مؤلفي ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼّﺔ، المعنّية بالصّحة العامة، ﺃﻥ تلزم ﻣﺨﺘﺒﺮﺍﺕ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ بأن تشمل تجاربها السريرية ﻣﻘﺎﺭنة بين ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺒﺪﻧﻲ وفعاليّة العقاقير المكتشفة قبل تسويقها كأدوية جديدة. ﻭ ﻳﻀﻴف مؤلفي ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ إلى ﺍﻧﻪ أياً تكن النتائج، يبقى ﻤﻦ ﺣﻖ ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺪﻯ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺒﺪﻧﻲ و وفعاليّته في حالة ﻣﺮﺿﻬﻢ، حتى و إن كانت النتائج ﻣﺘﻮﺍﺿﻌﺔ.
نطروا مقالاتنا المترجمة عن الفرنسي وعطونا رأيكن...
المصدر: هنا