المعلوماتية > عام
المعالجة عن بعد Telemedicine
يعاني سكان المناطق الريفية والنائية في كثيرٍ من بلدان العالم نقصًا في الرعاية الصحية، ويعود ذلك بصورةٍ أساسية إلى أنَّ الأطباء المختصين عادةً ما يوجدون في المدن الكبيرة، وكذلك الأمر بسبب الكوارث الإنسانية والحروب والصراعات التي لا ترحم أحدًا. ونتيجةً للتطورات المتلاحقة في مجال الحاسوب وتقنيات الاتصالات؛ أصبح من الممكن تنفيذ عدَّة نواحٍ من الممارسة الطبية على الرغم من وجود كلٍّ من المريض والطبيب في منطقتين جغرافيتين متباعدتين سواء في مدينةٍ واحدة، أو حتى بين دولتين في مكانين مختلفين من العالم.
ما هي المعالجة عن بعد، أو الطب عن بعد (Telemedicine)؟
هي نقل البيانات الطبية الإلكترونية (الصور، والأصوات، وأفلام الفيديو، وسجلات المرضى عالية الوضوح) من مكانٍ إلى آخر من أجل تقييم حالة المريض الصحية، أو تقديم الرعاية الطبية اللازمة، أو بغرض تحسين رعاية المرضى.
ويستخدم مقدمو الرعاية الصحية المعالجة عن بعد في عددٍ متزايدٍ من الاختصاصات الطبية، بما فيها طبُّ الجلد، وطبُّ الأورام، والأشعة، والجراحة، وطبُّ القلب، والطبُّ النفسي، والرعاية الصحية المنزلية.
هل المعالجة عن بعد آمنة؟
نعم؛ تعد المعالجة عن بعد طريقةً آمنة وفعالة بناءً على دراسات وأبحاث وتجارب الرابطة الأميركية للطب عن بعد (ATA).
ما هي أنواع المعالجة عن بعد المستخدمة في الأبحاث؟
هناك ثلاثة أنواع رئيسة من المعالجة عن بعد تُستخدَمُ في الأبحاث.
1- المعالجة عن بعد التفاعلية: يعرضُ أحد المشاركين في البحث المعلومات على الباحث، ويكون ذلك عادةً بالصوت أو بالصورة؛ إذ يكون المشارك في مكان ما والباحث في مكان آخر.
2- المعالجة عن بعد غير التفاعلية: يرسل هذا النوع من المعالجة عن بعد المعلومات من مكان إلى آخر. وتُستخدم كاميرا أو جهاز مماثل لتسجيل المعلومات وإرسالها إلى مكان آخر لمراجعتها. على سبيل المثال؛ قد يرسل الباحث صور الأشعة إلى طبيب آخر لمراجعتها.
3- المعالجة عن بعد للرصد عن بعد: يتتبع الباحث المشاركَ من مسافة بعيدة، فقد يرتدي أحد المشاركين المصابين بمرض السكري جهازًا يرسل مستوى السكر في الدم إلى ممرضة البحث كل يوم، ولا يلزم على المشارك زيارة العيادة في كثيرٍ من الأحيان مع الرصد عن بعد.
مكونات نظام المعالجة عن بعد:
يقوم نظام المعالجة عن بعد على أربعة ركائزَ أساس وهي كالآتي:
1- الطبيب الذي سيفحص ويعاين سريريًّا عن بعد، ويتخذ القرار.
2- نظام يؤمِّنُ استجابةً فوريةً دون حدوث أي تأخيرٍ زمني، ويطلق على هذه الأنواع من الأنظمة اسم أنظمة الزمن الحقيقي لتأمين استجابةٍ آنية.
3- شبكات الاتصالات والأقمار الصناعية والتجهيزات الشبكية التي تُعدُّ القناة المرسلة للأوامر، وتُستَلمُ النتائج عن طريقها أيضًا.
4- الروبوتات الآلية التي تؤدي دور المحاكي للطبيب، أو يمكن استبدالها بأذرعٍ روبوتية مهمتها تنفيذ الأوامر المرسَلة من الطبيب بعد ضمان وصولها وفق الزمن الحقيقي من قبل أنظمة الزمن الحقيقي والتجهيزات الشبكية التي ذكرناها آنفًا.
ما هي أنظمة الزمن الحقيقي؟
نظام الزمن الحقيقي: هو نظامٌ يجب أن يحقق قيودًا صريحة على زمن الاستجابة؛ إذ يمكن أن يؤدي عدم احترام هذه القيود إلى نتائج خطيرة، أو إلى فشل النظام بالكامل.
أنواع أنظمة الزمن الحقيقي:
أنظمة الزمن الحقيقي ذات القيود الزمنية الصارمة (Hard Real-Time Systems):
تتميز هذه الأنظمة بحساسيتها الشديدة للعامل الزمني؛ إذ يُعدُّ أي خرق للقيود الزمنية المفروضة مرفوضًا وغير مقبول، وهذا يعني أنَّ تنفيذ العملية المطلوبة يعـدُّ فاشلًا إذا تجاوزت مدة التنفيذ القيد الزمني المحدد، وإن كانت نتائج هذا التنفيذ صحيحة.
يوجد هذا النوع من أنظمة الزمن الحقيقي في العديد من الأنظمة المضمَّنة؛ كأنظمة المراقبة في الطائرات، وأنظمة التحكم بالروبوتات والآلات، وغيرها من الأنظمة التي غالبًا ما تتصف المهمات التي تؤديها بالحرجة؛ إذ ترتبط بعوامل الوثوقية والسلامة والأمان، ولذلك؛ إنَّ أيَّ تأخيرٍ قد يعني انهيارَ النظام، أو أضرارًا مادية كبيرة، أو خسائر في الأرواح.
تخيل أن الطبيب الجراح يجري عملية قلبٍ مفتوح وهو مقيم في كندا، والمريض مقيم في الصين، وفجأةً توقف النظام المتحكم بالرجل الآلي المحاكي للطبيب الجراح عن الاستجابة، وبعد مدَّة أنهى الطبيب في كندا العملية والرجل الآلي المحاكي لا يزال ينتظر الأوامر من الجراح.. ستكون النتائج كارثية!
إذًا؛ المعالجة عن بعد تندرج في سياق هذا النوع.
أنظمة الزمن الحقيقي ذات القيود الزمنية المرنة (Soft Real-Time System):
تتصف هذه الأنظمة بأنها تفرض قيودًا زمنية على المهمات التي تنفذها أيضًا، لكن يمكن التسامح مع نسبةٍ قليلةٍ أو عدد قليل من مرات تجاوز القيد الزمني في حال لم يؤدي هذا التجاوز إلى انهيارٍ في النظام أو إلى خسائرَ كبيرةٍ مقارنةً بالأنظمة ذات القيود الصارمة، ولكنه قد يؤدي تدريجيًّا إلى تململ واستياء المستخدمين أو المستفيدين من المهمات والخدمات التي يقدمها هذا النظام.
ومن الأمثلة على هذه الأنظمة هي مخدمات الإنترنت، وأنظمة التجارة الإلكترونية، وأنظمة حجز البطاقات، وأنظمة بث الفيديو المباشر وغيرها.
ما هي الفوائد والمخاطر المرتبطة بالمعالجة عن بعد؟
الفوائد:
معاينة الحالات الإنسانية الطارئة في حالات الحروب والكوارث الإنسانية ومعالجتها.
التواصل مع طبيبك الخاص في أي مكانٍ وزمانٍ بسهولة.
توفير الوقت والمال عن طريق تقليل عدد مرات السفر إلى موقع إجراء العملية.
سرعة الاستجابة الطبية وتقليل السفر للزيارات الطبية؛ لا سيما أولئك القاطنين خارج المدن.
تحسين جودة الخدمات الطبية؛ عن طريق توفُّر الأطباء الاستشاريين، وسهولة الوصول إليهم في أي زمان وعبر أيَّة وسيلة اتصال.
إمكانية مناقشة الحالات الطبية بين مختلف دول وجامعات العالم من أي مكان وفي أي زمان خصوصًا مع التطورات العديدة في تقنيات الهواتف الذكية.
مراقبة المرضى عن بعد؛ لا سيما أولئك الذين يرقدون في العناية المركزة.
تقليل التكلفة العلاجية عن طريق تحسين إدارة الأمراض المزمنة وتقليل مدة الإقامة في المستشفى.
تسهيل التعليم الطبي.
المخاطر:
البنى الأساسية في الاتصالات السلكية واللاسلكية في بعض الدول؛ لا سيما المناطق النائية.
أسعار شبكات الاتصال السلكية واللاسلكية وتكاليفها الباهظة الثمن، وكذلك المعدات الطبية.
فقدان التفاعل البشري بين الطبيب والمريض.
احتمالية الأخطاء الطبية واردة؛ لا سيما في حال فقدان الاتصال، أو عدم وضوح صور الأشعة وتخطيط القلب.
يُعدُّ الأمن الإلكتروني أحد المصاعب والمخاطر.
يمكنكم الاطلاع أكثر عن أنظمة الزمن الحقيقي منهنا
المصادر: