الطب > مقالات طبية
الحروق وكيفية التعامل معها
تُصَّنف الحروق إلى درجات، ويكون ذلك حسب عمقها ودرجة تغلغلها واختراقها طبقات الجلد، وحسب مساحة الجلد المُصابة أيضًا، فتُقسم إلى: حروق الدرجة الأولى أو الثانية أو الثالثة.
حروق الدرجة الأولى أو الحروق السطحيَّة: حروقٌ تُصيب البشرة أو طبقة الجلد الخارجية. تظهر في صورة احمرار الجلد وجفافه وتقشُّره، مع وجود ألم مدته 48 ساعة عقب الإصابة، وتُصاحب بوجود بثور. وتُصنَّف حروق الشمس البسيطة ضمن حروق الدرجة الأولى. وعلى الرغم من عدم حدوث تلف الأنسجة؛ لكنها قد تؤدي إلى تغير لون الجلد المُصاب.
حروق الدرجة الثانية: حروقٌ تُصيب البشرة وتخترق الجلد وصولًا إلى الأَدَمَة، ويظهر موضع الحرق رطبًا، وشديدَ الاحمرار، وقد تنشأ عنه بعض البثور مع احتمالية تورُّم الجلد وتقرُّحه، وتكون مُصاحبة بألم عند اللمس أيضًا، ويتغير لون الجلد إلى الأبيض أو قد يفقد لونه تمامًا.
حروق الدرجة الثالثة: حروقٌ تلحق بالبشرة الخارجية مرورًا بالأدمة، ووصولًا إلى النسيج تحت الجلدي، ويظهر موضع الحرق جافًّا ومتفحمًا مع وجود تورُّم في الجلد، وتكون غير مُصاحبة لأي ألم؛ يرجع ذلك إلى تدمير النهايات العصبية الموجودة في الجلد. ويتغير لون الجلد المُصاب إلى الأسود أو البني أو الأبيض بسبب فقدان الأنسجة تحت الجلدية.
حروق الدرجة الرابعة: وهي التي تصل إلى العظام والعضلات والأوتار وتُدمِّرها. تكون هذه الحروق مُصاحبة بفقدان كامل للإحساس بسبب تدمير النهايات العصبية.
المضاعفات المُصاحبة الحروق العميقة وذات المساحات العريضة:
- العدوى البكتيرية التي تتفاقم وتؤدي إلى إنتان الدم.
- الجفاف نتيجة فقدان الجسم كميات كبيرة من السوائل.
- انخفاض درجة حرارة الجسم.
- صعوبة في التنفس نتيجة استنشاق الدخان، أو إصابة المجرى التنفسي وتورُّمه.
- ظهور الندوب الناجمة عن فرط نمو أنسجة الجلد المُصابة.
- تقلُّص العضلات والأوتار، وصعوبة حركة المفاصل؛ نتيجة تكوُّن الأنسجة الندبية.
كيفية التعامل مع الحروق في المنزل:
في حالة تعرضك أو تعرُّض أحد أفراد عائلتك للحرق؛ فيتطلب الأمر رعاية فورية لحماية البشرة والجلد، وعليك فعل الآتي:
- ابتعد عن مصدر الإصابة، واغسل موضع الحرق بالماء الفاتر، وتجنَّب استخدام الثلج؛ لأن وضعه على الجلد مباشرة يُسبِّب مزيدًا من تلف أنسجة الجلد.
- ضع كريمًا مرطبًا على الحرق بعد تبريده بالماء الفاتر؛ تجنبًا لجفاف الجلد ولتخفيف حدَّة الألم.
- انزع الملابس عن المنطقة المُصابة أو اتركها، وانزع المتبقي منها إذا كانت الملابس مُلتصقة بالجلد.
- انزع الحلي والإكسسوارات؛ مثل: الخواتم والأساور فور الإصابة، وقبل تورُّم المنطقة المحروقة.
- ضع ضمادة نظيفة وجافة على المنطقة المُصابة باستخدام الشاش المُعقّم، أو أي قماش نظيف، وتجنب استخدام القطن، وتجنب ربطها بقوة.
- تجنب فقع البثور المتكونة في مكان الحرق؛ إذ تبدو كأنها تحتوي الماء؛ فهي تحمي من العدوى البكتيرية.
- احرص على تكرار غسل المنطقة المُصابة بالماء الفاتر، ووضع مرهم مضاد حيوي، مع مراعاة توقف استخدامه في حال ظهور طفح جلدي.
- تناول أيًّا من مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفًا من الطبيب، مثل الأيبوبروفين (ibuprofen)، أو نابروكسين الصوديوم (naproxen sodium)، أو الأسيتامينوفين (acetaminophen).
- الحرص على تلقي جرعة مُعززة من لقاح الكزاز، إذا مرَّ أكثر من عشر سنوات على آخر جرعة.
متى يجب الذهاب إلى المستشفى؟
- إذا تجاوزت منطقة الحرق 5 سم من الجلد.
- في حال استمرار الاحمرار والألم ساعات بعد الحرق.
- في حال ازدياد الألم سوءًا، حتى بعد الإسعاف الأولي.
- في حال إصابة الوجه أو اليدين أو المفاصل أو أيٍّ من الأعضاء التناسلية.
- في حال تفحُّم المنطقة المحروقة أو ابيضاضها.
- في حال صعوبة التنفس نتيجة الحروق التي تُصيب المجرى التنفسي.
- الحروق العميقة التي تُصيب طبقات الجلد كافّة، وصولًا إلى الأنسجة العميقة.
- الحروق التي تبدو متفحمة أو تحتوي على بقع سوداء أو بنية أو بيضاء.
- حروق المواد الكيميائية أو الكهرباء.
العلاجات اللازمة:
قد تحتاج بعد خضوعك للإسعافات الأولية إلى مزيد من الرعاية الطبية وبعض الأدوية، مثل كريمات ومراهم الحروق التي تسرع التئام الأنسجة، أو المضادات الحيوية في حالة الإصابة بالعدوى البكتيرية، لا سيما إذا كان الحرق عميقًا أو ذا مساحة عريضة من الجلد، وقد يوصي الطبيب أيضًا بتلقي لقاح الكزاز (التيتانوس)، ويلجأ بعض الأطباء إلى المعالجة بالموجات فوق الصوتية لتنظيف الأنسجة المُصابة وتنشيطها، وقد تحتاج إلى تلقي السوائل وريديًّا لتجنب الجفاف، فضلًا عن ضرورة مسكنات الألم إذا كانت الحروق مؤلمة.
العلاج الجراحي:
وقد تحتاج في بعض الأحيان إلى التدخل الجراحي الذي يهدف إلى:
- تعزيز التنفس: إذا كانت الإصابة في الوجه أو الرقبة؛ إذ تنتفخ الحنجرة؛ مما يجعل عملية التنفس الطبيعية صعبة، لذلك يُدخل الطبيب أنبوبًا أسفل القصبة الهوائية من أجل إمداد المصاب بالأكسجين اللازم للتنفس.
- أنبوب للإطعام feeding tube: إذا كانت الإصابة شديدة أو في حالة معاناة الشخص المُصاب من نقص التغذية؛ فيلجأ الطبيب إلى توصيل أنبوب إلى المعدة بواسطة الأنف للتغذية.•تخفيف تدفُّق الدم حول المنطقة المُصابة إذا كانت الإصابة تغطي أحد الأطراف أو الصدر دائريًّا؛ إذ يُسبب صعوبةَ حركة الأطراف أو ضيق في التنفس.
- الطُعوم الجلدية skin grafts: وهي عملية جراحية تُستخدم فيها أجزاءٌ من الجلد السليم للشخص المُصاب، لتحل محل النسيج الندبي الناجم عن الحروق العميقة؛ لتحسين مظهر الجلد الجمالي، ولتعزيز عملية الالتئام.
- الجراحات التجميليَّة plastic surgery: يمكن للجراحة التجميلية (إعادة البناء)، وتحسين مظهر الندبات المتكونة، وزيادة مجال حركة ومرونة المفاصل المتأثرة بالندوب.
العلاج الطبيعي والمهني
قد يحتاج المُصاب إلى ممارسة بعض التمرينات البدنية إذا كانت المساحة المُصابة عريضة، أو في حالة إصابة المفاصل؛ إذ تُساعد هذه التمرينات على بسط الجلد ومدِّه كي يبقى على المفاصل مرنًا، ولتحسين قوة العضلات أيضًا.
فضلًا عن العلاج المهني؛ يُساعد المريض على أداء الأنشطة اليومية المعتادة في حال وجود صعوبة في أدائها.
للحد من مخاطر الحروق المنزلية الشائعة؛ عليك الأخذ بالآتي:
- عدم ترك الموقد مشتعلًا دون مراقبة.
- تجنُّب حمل الطفل في أثناء الطهي أو في أثناء وجودك بالقرب من الموقد.
- احرص على وضع السوائل الساخنة بعيدًا عن متناول الأطفال والحيوانات الأليفة.
- تحقق من درجة حرارة الطعام قبل تقديمه للطفل.
- تجنب ارتداء ملابس فضفاضة في أثناء الطبخ؛ لتجنب التقاطها النار واشتعالها.
- تجنب تعرض الأطفال للشمس فترات طويلة دون استخدام واقٍ شميٍّ.
- فصل الكهرباء عن المكواة والأجهزة الكهربائية في حال عدم استخدامها.
- احرص على تغطية المنافذ الكهربائية غير المستخدمة.
- احتفظ بالكابلات والأسلاك الكهربائية بعيدًا عن الأطفال؛ لمنعهم الإمساك بها أو مضغها.
- إذا كنت مدخنًا؛ احرص على عدم التدخين بالقرب من السرير أو عليه.
- احرص على وجود أجهزة استشعار الدخان في المنزل.
- احرص على وجود مطفأة حريق في كل طابق من منزلك.
- احرص على ارتداء نظارات وملابس واقية عند التعامل مع أية مواد كيميائية.
- ضع المواد الكيميائية والقداحات والثقاب بعيدة عن متناول الأطفال.