الأم الطبيبة.. امرأة عظيمة

ما بين المطالب العديدة التي تفرضها عليها مهنتها وواجباتها لكونها أمًّا وزوجة ورغباتها وحاجاتها الشخصية لا تزال هي الأم الداعمة والزوجة المُحِبَّة، حتى بعد يوم طويل من الاعتناء بالآخرين، أو في نهارها الذي يبدأ بعد مناوبة ليلية، أو بعد مشاركتها في عملية ولادة.

وعلى الرغم من معاناة الأطباء -ذكورًا وإناثًا- ضيقَ الوقت عند محاولة موازنة متطلبات الأسرة والعمل، فإنَّ الطبيباتِ هنّ مَن يقدمن التسويات على صعيد مهنتهن في أغلب الحالات؛ إذ لا يزال المجتمع يعدُّ المرأة مسؤولةً مسؤوليّةً أساسيّة عن الأطفال واحتياجات المنزل.

وتستطيع العديد من الأمهات الطبيبات إيجاد التوازن في حياتهن دون إضافةِ تعديلاتٍ تتعلق بمهنتهن، ولكن لا يوجد قالب واحد ناجح لموازنة العمل مع الحياة الشخصية، إذ لا يمكن إغفال الدور الكبير الذي تؤدّيه الظروف الشخصية والمحيطة بالطبيبة الأم؛ كالاختصاص، وظروف ممارسة المهنة، والوضع المادي، إضافة إلى الدعم المُقدَّم من الزوج، وعمر طفلها أو أطفالها.

وبالتأكيد؛ تنعكس الأمومة إيجابيًّا على مهنة المرأة الطبيبة، والعكس صحيح أيضًا؛ فنقاط التشابه العديدة بين الدورين تتطلب من المرأة وضع احتياجات الآخرين دائمًا في المقدمة، والحضور على نحو كامل وحقيقي مع المرضى ومع الأبناء، إضافة إلى الحرمان من النوم الهانِئ في الليل سواء أكان ذلك للاعتناء بالأطفال أم لمساعدة المرضى، إلّا أنَّ التعب يزول تلقائيًّا في كلتا الحالتَين عند رؤية الطفل سعيدًا أو عند رؤية المريض في صحة جيدة.

ويتطلب كلٌّ من هذين الدورين المرونة في التعامل وتعرّفَ احتياجات كل شخص أيضًا، إضافة إلى الخبرة العملية المطلوبة في كل منهما، ولا يخفى على أحد الامتيازات التي يمكن أن تنالها الطبيبة الأم لدى أمهات مرضاها؛ المرضى الأطفال منهم خاصّةً، ولدى الأمهات المستقبلياتِ أيضًا.

لكنَّ الاختلاف الوحيد والأهم يكمن في إمكانية استبدال أحد زملاء الطبيب به في العديد من الأحيان، إذ غالبًا ما يستطيع الزملاء تقديم العناية الصحية المطلوبة للمريض، في حين أنّ الأمهات (والآباء أيضًا) لا بديل منهنَّ. وعلى الرغم من الصعوبات الكثيرة التي قد تواجهها الأم الطبيبة؛ فإنّ معرفتها أنَّ لطفلها مثلًا أعلى يتطلع إليه، وأنّه سيفخر بمسيرتها المهنية عندما يكبر؛ ييسّر لها المشوارَ كثيرًا، فتحظى بكل التقدير وتمثّل أنموذجًا عظيمًا في العطاء والنبل لكونها أمًّا وزوجة وطبيبة ناجحة في آنٍ معًا

المصادر:

1-هنا

2-هنا

3-هنا