التوعية الجنسية > الحياة والحقوق الجنسية والجندرية
آلام الدورة الشهرية.. أما حان وقت زوالها؟
تعاني بعض الإناث من التشنجات والتقلبات العاطفية قبل الدورة الشهرية وخلالها، وتُعرف تلك الحالة بمتلازمة ما قبل الدورة الشهرية PMS. وعلى الرغم من الإزعاج الذي تسببه هذه الأعراض، لكنها تعد طبيعية تمامًا، بل ويمكن التعامل معها وتدبيرها بكل سهولة.
نبدأ أولًا مع التشنجات، ما أسبابها؟
تحدث تلك التشنجات الحيضية المؤلمة وغير المريحة لسبب ما، فالرحم يتقلص خلال الدورة الشهرية؛ أي إنه ينقبض ويتشنج سامحًا لبطانته الداخلية بالانبثاق خارج جدرانه، وبذلك يساعد تشنج الرحم على خروج دم الدورة الشهرية عبر المهبل.
ما الذي ينبغي معرفته عن هذه التشنجات؟
يمكن أن تكون التشنجات الحيضية مؤلمة ومخرشةً أحيانًا لكنها سهلة العلاج أيضًا، ولا تعد أمرًا نادر الحدوث، إذ تختبر معظم النساء حالة تشنجية في خلال دورتهن الشهرية في مرحلة ما من حياتهن. وتكون هذه التشنجات عادةً على هيئة آلام نبضية في أسفل البطن، ويمكن أن تبدأ قبل يومين من بدء الدورة الشهرية وقد تستمر حتى نهايتها، ويكون التشنج أسوأ في الأيام الاولى من الدورة، ويترافق بتدفقٍ أغزر للدم.
يمكن أن تختبر الفتيات هذه التشنجات عند أول دورة شهرية، وقد يتغير ذلك لاحقًا فيصبح التشنج أكثر إيلامًا أو أقل وطأةً في خلال حياتها، ويعد تراجع الألم المرافق للدورة الشهرية الأكثر شيوعًا مع التقدم بالسن.
ما الذي يمكن أن يساعد على تدبير الحالات التشنجية؟
توجد عدة طرائق لتحقيق ذلك، نبينها لكم فيما يأتي:
1- تناول الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية؛ مثل الإيبوبروفين والنابروكسين أو الباراسيتامول، ويجب اتباع تعليمات الموجودة على العبوة واستشارة الطبيب قبل تناول مسكنات الألم في حال المعاناة من الربو الحاد أو وجود تاريخٍ مرضي يشير إلى معاناة الأنثى من الحساسية تجاه الأسبرين.
2- ممارسة التمارين الرياضية.
3- وضع وسادة ساخنة على البطن أو أسفل الظهر.
4- أخذ حمام ساخن، فمن شأن ذلك أن يخفف من آلام الدورة الشهرية على عكس ما يُشاع عن الاستحمام في خلال الدورة الشهرية.
5- بلوغ النشوة الجنسيّة، سواء مع الشريك أو بنفسك.
6- أخذ قسطٍ جيدٍ من الراحة.
7- استخدام منظمات الحمل الهرمونية؛ كالحبوب أو اللصاقات، أو اللولب الهرموني داخل الرحم، وذلك بعد استشارة طبيبك والتحقق من توفر تلك الخيارات ومعرفة كلفتها المادية.
يمكن أن يكون التشنج مؤلمًا جدًا لدرجة قد تمنعك من ممارسة نشاطاتك اليومية؛ كالذهاب إلى المدرسة أو العمل، ويُنصح في حال عدم الاستجابة لمسكنات الألم العادية باستشارة الطبيب الذي يمكن أن يقترح وسائل أخرى لتدبير الألم أو أن يجري فحصًا للتحقق من عدم وجود أسباب أخرى لهذا الألم الشديد، إذ يحتمل أن يكون التشنج المزعج جدًا والزائد عن التحمل إشارةً إلى أمراض أخرى؛ مثل التهاب مخاطيّة الرحم والالتهابات الحوضية.
ثانيًا، ما هي متلازمة الـ (PMS)؟ وما الذي ينبغي معرفته عنها؟
هي مجموعة من الأعراض العاطفية والجسدية التي تشعر بها بعض النساء قبل الدورة الشهرية أو في خلالها، وتُعزى هذه الأعراض إلى التغيرات الهرمونية التي يمر بها الجسم في خلال الدورة الحيضية.
تختبر بعض النساء هذه الحالة في كل دورةٍ شهريةٍ، في حين يختبرها البعض الآخر مرةً من حين لآخر، وليس من الضروري أن تترافق جميع أعراض متلازمة (PMS) لدى جميع الإناث، وقد يُصادف عدد من الإناث اللاتي لا يعانين من هذه المتلازمة إطلاقًا. وعمومًا تقسم أعراض (PMS) إلى نوعين أساسيين؛ الأول جسدي والثاني عاطفي.
تتضمن الأعراض الجسدية لمتلازمة (PMS) الرغبة الشديدة ببعض الأطعمة والشعور بالجوع فوق العادة واكتساب بعض الوزن والشعور بالتخمة واضطراب المعدة وتشنج البطن، إضافةً إلى تورم الأثداء أو طراوتها أو الشعور بألم فيها، والمعاناة من الصداع والدوار وتعرق اليدين والقدمين وآلام المفاصل والعضلات والتعب والحاجة إلى فتراتٍ أطول من النوم، وظهور بعض الاضطرابات الجلدية مثل والطفح والبثور.
أما الأعراض العاطفية والشعورية لمتلازمة (PMS) فتتضمن الشعور بالحزن أو الاكتئاب أو التوتر أو القلق واضطراب التركيز والنوم والرغبة الجنسية والمعاناة من تبدلات المزاج مثل التهيج والغضب والبكاء المفاجئ.
وكما ذكرنا أعلاه ليس من الضروري أن تعاني الأنثى من جميع الأعراض المذكورة معًا، وعلى سبيل المثال يمكن أن تعاني من التخمة وتقرح الثدي لكن دون تبدلات المزاج أو الاضطرابات الجلدية، كذلك يمكن تتغير تلك الأعراض من شهرٍ لآخر.
ويجب أن تستمر الأعراض مدة 3 أشهر على الأقل قبل أن يقرر الطبيب تشخيص إصابتك بمتلازمة (PMS) رسميًا، ويجب أن تبدأ قبل 5 أيام من الدورة الشهرية وأن تؤثر في عددٍ من النشاطات اليومية التي تكون طبيعيةً للآخرين مثل المدرسة أو العمل أو ممارسة التمارين الرياضية، لذا يُنصح بمراقبة الأعراض جيدًا وتسجلها باستمرار، ويمكن الاستعانة بتطبيقات الهواتف المحمولة لتسهيل هذه المهمة وتنظيمها.
يُذكر أن بعض الأمراض الأخرى قد تبدو شبيهة بأعراض متلازمة (PMS) مثل الاكتئاب والقلق ومرحلة ما قبل سن اليأس وأمراض الغدة، لذا يُنصح باستشارة الطبيب للتأكد من عدم وجود حالةٍ خطيرة أخرى.
مالذي يمكن فعله لتدبير متلازمة (PMS) والتعامل مع أعراضها؟
يمكن أن تستخدم بعض الأساليب المتبعة لتخفيف التشنجات في تسكين أعراض متلازمة (PMS)، ومنها:
1- تناول الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، مثل الإيبوبروفين أو النابروكسين أو الباراسيتامول، مع أخذ الإرشادات المذكورة أعلاه بعين النظر.
2- ممارسة التمارين الرياضية الهوائية (الآيروبيك)، مثل المشي و الجري وركوب الدراجة والسباحة أو أي نشاط آخر يمكن أن يرفع عدد دقات القلب، وتعدُّ التمارين المنتظمة التي لا تقل عن 30 دقيقة في معظم أيام الاسبوع مثالية لهذه الحالة.
3- إجراء تمارين التنفس أو اليوغا أو التأمل.
4- أخذ قسطٍ من الراحة وتنظيم النوم يوميًا لتخفيف التوتر وتبدلات المزاج وتلافي الشعور بالتعب أو الوهن.
5- تناول الأطعمة الصحية كالفواكه والخضار وخصوصًا الورقية منها إضافةُ إلى اللبن والحبوب الكاملة.
6- محاول التقليل من الدسم والملح والسكر والكافيين والكحول.
7- التأكد من الحصول على الكمية الكافية من الفيتامينات عن طريق اتِّباع نظام غذائي متوازن أو تناول المتممات الغذائية عند الحاجة.
8- استخدام منظمات الحمل الهرمونية المذكورة أعلاه.
نحن نسمع يوميًا الكثير من النصائح، قد يبدو من الساذج أن ينصحكِ أحدهم بأخذ قسط من الراحة أو بممارسة التمارين الرياضيّة في اللحظة التي تشعرين فيها بالألم، لكن هل أعطيت نفسك الحق ولو مرّة واحدة بأخذ هذا القسط؟ أو جرّبتِ التصالح والتسامح مع نفسك في تلك الأيام المليئة بالتقلبات العاطفية؟ إنك تعانين من هذه الأعراض منذ سنين.. منذ البلوغ! أما حان الوقت للاعتناء بنفسك وتجربة وسائل بسيطة وغير مكلفة لتخفيف آلامك؟؟
المصدر: