الكيمياء والصيدلة > الآثار الجانبية
فتّش عنها في أدوية الزكام لديك، وحاول تجنبها إن كنت تعاني ارتفاع ضغط الدم
يعد الرّشح من أكثر الأمراض الموسميّة انتشارًا، خاصّةً عند قدوم الشّتاء؛ إذ لا يكاد يخلو منزل من إصابة واحدة على الأقل، وما إن يصاب الجسم بنزلة برد أو إنفلونزا حتى يتوتَّر نظام القلب والأوعية الدموية؛ فيزداد معدَّل ضربات القلب، ويتحرَّض الالتهاب في محاولةٍ لمكافحة المرض.
وبِردّةِ فعلٍ طبيعيّة؛ يتوجَّه المريضُ إلى الصيدلية لتناول دواء يساعد على تدبير الأعراض المزعجة من احتقان أو سيلان أنفيّ، أو عطاس أو دماع.
لكن؛ هل تعرف تمامًا ما هو دواء الرّشح المناسب لك في ظلِّ وجود العديد من التراكيب التي قد يكون منها ما يؤثّر سلبًا في صحّة قلبك؛ خصوصًا إذا كنت ممن يعانون ارتفاع ضغط الدم؟!
لا تتطلب الإصابة بالإنفلونزا وقتًا طويلًا؛ إذ تظهر أعراضها المزعجة بسرعة؛ وقد تتضمن هذه الأعراض ارتفاعَ درجة الحرارة، وأوجاعًا وآلامًا حادة في المفاصل والعضلات وحول العينين، وضعفًا عامًا، وبشرة دافئة وعيونًا محمرَّة دامعة، وصداعًا، وسعالًا جافًّا، والتهاب الحلق وسيلان الأنف. (2)
يجب على الأشخاص الذين يعانون ارتفاع ضغط الدم أو المصابين بأحد أمراض القلب تجنّبُ تناول مضادات الاحتقان الفموية، ويُوَجَّه ذوي الأخطار المحتملة للإصابة بتلك الأمراض إلى استخدامها تحت إشراف طبي أو صيدلاني، إذ أُدرجَت كلٌّ من مضادات الاحتقان ومضادات الالتهاب اللاستيروئيدية (NSAIDs) الموجودة في العديد من أدوية الرشح بوصفها أدوية يمكن أن ترفع ضغط الدم. (1)
تعمل مضادات الاحتقان كالبسودوإيفيدرين (pseudoephedrine) والفينيل إفرين (phenylephrine) على تقبيض الأوعية المحتقنة، الأمر الذي يقود إلى التخلص من السوائل والإفرازات المخاطية الزائدة والمتجمعة ضمنها.
لكنَّ هذه الآلية تشكّل مخاوفَ حقيقيةً لدى الأشخاص الذين أصيبوا بنوبة قلبية أو سكتة دماغية سابقًا، أو يعانون قصورًا في القلب أو ارتفاعًا غير مضبوطٍ في ضغط الدم.
وفي حال الضرورة؛ تُستعمَل أقصرَ مدةٍ ممكنة، ويمكن استعمال محلول ملحي موضعيًّا مع مضادات للهستامين بديلًا منها، مع الأخذ بالحسبان أنه يجب ألّا تُستعمَل مضادات الاحتقان عمومًا في العلاج أكثرَ من سبعة أيام قُبيل التوجه للطبيب المختص أو الصيدلي.
أما عن مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية؛ فهي تساعد على تخفيف الآلام والالتهابات المرافقة.
وقد أُجريَت دراسة إحصائية عام 2017 لتحري تأثير مضادات الالتهاب في أثناء الإصابة بالرشح، وقارب عدد أفراد العينة الـ 10،000 شخص؛ نُقِلوا إلى المستشفى بسبب نوبات قلبية عقب معاناتهم إصاباتٍ في الجهاز التنفسي. وكان متوسط أعمار المشاركين 72 عامًا ولدى العديد منهم عوامل خطر متعلقة بأمراض القلب والأوعية الدموية؛ كالسكري وارتفاع ضغط الدم. وأظهرت النتائج أنَّ الأشخاص الذين استخدموا مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية NSAIDs في أثناء المرض كانوا أكثر عرضةً بثلاثة أضعاف للإصابة بنوبة قلبية في خلال الأسبوع التالي مُقارَنةً بالأصحاء أو بمرضى لم يتناولوا NSAIDs في الفترة الزمنية نفسها قبل عام. ويمكن أن يُفسَّر ذلك بأنَّ تناول بعض أصناف مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية NSAIDs تقلل كمية الصوديوم المطروحة مع البول؛ مما يؤدي إلى احتباس السوائل ويرفع ضغط الدم.
لذلك يُفضَّل تجنب مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية الفموية قدر الإمكان، وأن يُستبدل بها مضاداتُ الالتهاب اللاستيروئيدية الموضعية أو الباراسيتامول. (1)
أخيرًا؛ عندما تقرر تناول دواء من تلقاء نفسك دون الرجوع لاستشارة طبية؛ اقرأ النشرة المرفقة جيدًا، وابحث عن منتج خالٍ من مضادات الاحتقان، مُصنّعٍ ليناسب الأشخاص الذين يعانون ارتفاع ضغط الدم؛ إذ يمكن لمضادات الاحتقان أن ترفع ضغط الدم وتزيد من سرعة نبضك مباشرةً، أو أن تتداخل مع بعض أدوية الضغط التي تتناولها. وحاول أن تقي نفسك الإصابةَ قدر الإمكان بالمحافظة على يديك نظيفتين دومًا بالغسيل المتكرر بالماء والصابون لإبعاد الجراثيم عنهما، وتجنُّب العدوى عن طريق الفم أو الأنف أو العينين بالنتيجة.
وفي حال كنت من الفئة المصابة بمرض قلبي أو ارتفاع الضغط الشرياني؛ فسارِع إلى الحصول على لقاح الأنفلونزا ما إن يتوافَر في الصيدليات أو المراكز الطبية في بداية موسم الشتاء، مع التأكيد على طلب اللقاح الحقني وليس الأنفي؛ إذ يعد الأخير مضاد استطباب عند مرضى السكري.
المصادر:
1. هنا
2. هنا
3. هنا