د. لجين الأسدي؛ شمسٌ تزيدُ على المعنى

تفيض الكلمات بالضوء والمعنى حين تأتي إلى الوجود من رحِم الإرادة والعمل، وحين تنحني تواضعًا وشكرًا لأولئك الذين يزيدون مساحة العلم والمعرفة في حياتنا؛ أولئك الذين يبذلون الجهود المضنية بصمتٍ وشغفٍ ثم يتحدّث الزمان بأفعالهم، يراكمون النجاح تلو الآخَر لهدفٍ نبيل واحدٍ هو أن يترسّخ العلم الصحيح في عقولِنا وسلوكنا..       

ولم يدّخر أعضاء منظمتنا -الباحثون السوريون- أيَّ جهد في تحرّي العلوم جميعها وتقديمها إلى من يطلبون المعرفة الحقّة المُسندَة بالأدلّة، في وقتٍ تغرق فيه مجتمعاتنا بأكاذيب العلم الزائف والمسلَّمات المغلوطة والركون إلى القناعات المريحة. ونحن لا نتوقّف عند ذلك، بل إنَّ جهود أعضائنا تمتدُّ وتتسع لتضفي كل جديد على الأدب الطبي العالمي؛ فيؤدّون دورهم البنّاء في كتابة العلم بأيديهم المعطاءة، واليوم نقدّمُ تقريرَ حالة نادرةٍ وثَّقتها ونشرَتها إحدى شموسِ مبادرتنا التي تتّقدُ علمًا ونبلًا؛ الدكتورة لجــين الأســـدي، وهي طالبة دراسات عليا في قسم الهضمية بمشفى المواساة الجامعي، والمديرة المشاركة في فريق الطب، والمدرِّبة المميّزة في فريق البحث العلمي، وقد قدَّمت تقريرها في إحدى مجلاتِ مطبوعات جامعة أوكسفورد الطبيّة العريقة:

OMCR, Oxford University Press

ويتحدث المقال عن التهاب بريتوان فطريّ مصاحب لاستسقاء بريتوان مرتفع الأميلاز بوصفه تظاهرًا نادرًا لانثقاب المعدة، عندَ مريضة راجعت شعبة الإسعاف بشكايةِ ألم شرسوفي منتشر منذ 5 أيام، مترافقٍ مع حمّى وعروءات وتقيؤ أصفر ونفخة بطنية مترقّية، وقد أُجريت كل الفحوصات الاستقصائية المطلوبة، وكانت نتيجتُها مقرونةً مع الفحص السريري العميق توحي بإمكانية انثقابِ حشا أجوف، فخضعت المريضةُ لعملية إسعافية، ليتبينَ وجودُ انثقابٍ بالمعدة (قُبيل البواب) ناتجٍ عن قرحة مُهمَلة مع نتائج سلبية لوجود الملتوية البوابية. وقد تعافَت المريضة بعد الجراحة وأصبحت بصحة جيدة مع علاماتٍ سريرية وشعاعية طبيعية بعدَ أسبوعَين من الرعاية الطبية الملائمة.

وتنبع أهمية الحالة المقدمة من نُدرة الترافق، ولكنَّها ترتكز أساسًا على أهمية الفحص السريري الجيد والمُعمَّق وأهمية الاستشارة المتعددةِ التخصصات، فكلّها عواملُ تُحسّنُ الرعاية الصحية للمريض، وقد تغطّي على الصعوباتِ التقنية وتواضع الإمكانات.

تتقدّم منظّمة الباحثون السوريون بأجزل الشكر والتقدير للدكتورة لجين الأسدي وزملائها الأعزّاء المشاركين في التقرير لتأديتهم واجبهم الإنساني على أكمل وجه، ولإسهامِهم العلميّ المميّز الذي يبشّر بمزيدٍ من الجهود البحثية المحلّية..  

المصدر:

هنا