الطب > طب الأسنان
هل يمكن أن تكون الأمراض الفموية سببًا للوفاة؟
يُهمل كثيرٌ من الأشخاص صحتهم الفمويَّة دون الاكتراث للنتائج، على أنّ الأمراض الفموية -كما يعتقدُ الكثيرون- لا تُهدِّد الحياة، وهي محصورةٌ في الفمِ فقط، ولكن؛ وجدت الدراسات أن للصحة الفموية السّيئة ارتباطًا قويًّا بالوفاة لأضرارها في أنحاء الجسم كافَّة.
فقدُ الأسنان Tooth loss:
تُعدُّ النّخور وأمراض النّسج حول السّنية سببًا رئيسًا لفقدِ الأسنان؛ فقد وجدَ الباحثون ارتباطًا واضحًا بين اِنخفاض معدل حدوث الوفاة، وامتلاك عددٍ كافٍ من الأسنان (16 سنًّا أو أكثر)، وتَرتفعُ خطورة حدوث الوفاة عند المرضى الذين يضعون الأجهزة السّنية المُتحركة (البدلات)، أو الذين لا يمتلكون عددًا كافيًا من الأسنان؛ إذ إن فقد الأسنان يؤدّي إلى اِنخفاض الفعالية المضغيّة، فقد يُؤثِّر في اختيار الأغذية ويؤدّي إلى حدوث عوز غذائي، واضطرابات في الصّحة العامة؛ إذ لُوحظَ انخفاض في تناول الألياف عند المرضى الذين يعانون صعوباتِ المضغِ.
توضيح:
المرضى الذين يعانون نقصًا في المناعة: هم المرضى الذين يتناولون أدوية معيَّنة تُسبِّب تثبيطًا في المناعة، أو المصابون بأمراض تسبب تراجعها كالإيدز.
اللّويحة السّنيَّة: هي طبقة لصوقة بسطح السّن، تحتوي على جراثيم، وينتج عن إهمالها، وعدم استخدام فرشاة الأسنان إصابةً في النّخور، والالتهابات اللثوية، إضافةً إلى التهابات في الأنسجة حول السّنية.
وتعني كلمة (جهازي)، أجهزة الجسم كافة، كالجهازِ الوعائي، أو التّنفسي، أو التّناسلي، أو الإطراحي، أو العصبي، إلخ...؛ وهي مصطلحات طبيَّة، وجب علينا توضيحها لضرورة ذكرها ضمن الفقرات اللاحقة.
ذات الرئة Pneumonia:
تؤدّي النّخور السّنية وأمراض النّسج حول السّنية غير المعالجين إلى إمكانية اِنتقال الجراثيم إلى الدّم، وبهذا تجرثم الدم عند المرضى الذين يعانون نقصًا في المناعة؛ مما يُسبِّب الأمراض الجهازية، وسنذكرُها لاحقًا. ويؤدّي استنشاق الجراثيم من اللّويحة السّنية، وانتقالها للطّريق التّنفسي إلى الإصابة بالانتانات الجهازية، أو تطورها، كالإصابة بذات الرّئة، وذلك عند المرضى الذين يعانون نقصًا في المناعة أيضًا، ولقد ذكرت منظمة الصّحة العالميّة أنّ التهابات الطّرق التّنفسية -مُتضمنةً ذات الرّئة- هي سبب الوفاة الرابع في العالم. ومن الأسباب الأخرى لحدوث ذات الرّئة انخفاض الفعاليّة المضغيّة المُترافقة مع فقد الأسنان، مسببةً سوء تغذية، وزيَادة خطورة الإصابة بذات الرئة.
تَشَمُّع الكبد، أو تَلَيُّف الكبد Cirrhosis:
وجدت دراسات عديدة ارتباطًا بين التهاب النسج حول السّنية وتليُّف الكبد؛ فتلك الالتهابات تُسبِّب تطورًا في أمراض الكبد، وأثارًا سلبيَّة في النتائج السّريرية التّالية لزراعة الكبد، وتُسهم التهابات النّسج حول السّنية بزيادة في معدل الوفيات عند المرضى السّابقين؛ إذ إن الالتهابات تُعدُّ مصدرًا مستمرًّا للجراثيم الفمويَّة التي تنتقل مسببة اِلتهابات ومضاعفاتٍ في تَليُّف الكبد.
السّكري Diabetes:
يُسبِّب مرض السّكري الوفاة لكونه عاملًا مُسببًا للإصابة بأمراض القلب، والأوعية الدّموية. ووجدت الدّراسات أن الأشخاص المُصابون بأمراض النّسج حول السّنية يعانون صعوبة كبيرة في التّحكم بِمستوى السّكر في الدّم، وتزيد أمراض النّسج حول السّنية الشّديدة من خطورة الإصابة بداء السّكري، ومن الضروري لمرضى السّكري أن يخضعوا لعناية طبيّة فمويّة منتظمة، ويجب عليهم اتباع نظام معين للمحافظة على مستويات سكر الدّم ضمن المستويات الطبيعية. وإضافةً إلى ما سبق؛ فإن من مضاعفات أمراض اللّثة أيضًا الإصابة بداء السكري.
أمراض القلب Heart diseases:
وجدت أبحاثٌ عديدةٌ ارتباطًا بين أمراض النّسج حول السّنية وفقد الأسنان والإصابة بالأمراض القلبيّة الوعائيّة والسّكتات الدّماغية والأمراض القلبيّة الإكليلية؛ وذلك إمَّا بسبب فَقد الأسنان وتَرَاجُع الفعاليّة المضغيّة، وبذلك العوز الغذائي، وإما بسبب الاستجابات الالتهابية المُرتبطة بأمراض النّسج حول السّنية السّابقة.
وتُعَدُّ الأمراض القلبيّة الوعائيّة من أسباب الوفاة الرّئيسة، وإضافةً إلى ما سبق؛ فإن الجراثيم الفمويّة تترافق مع الإصابة بالتهاب شغاف القلب؛ (أي التهاب بطانة القلب الداخلية).
فالمداومةُ على الاستخدام الصّحيح لفرشاةِ الأسنان والمضمضة الفمويّة، والخيُوط بين السّنيّة، إضافةً إلى الزيارات الدّورية لطبيب الأسنان؛ إذ تحميك من المضاعفات الصّحيّة الخطرة التي تعرض حياتك للخطر، فدرهمُ وقاية خير من قنطارِ علاج.
المصادر:
1-هنا
2-هنا
3-هنا
4-هنا
5-هنا
6-هنا
7-هنا
8-هنا
9-هنا
10-هنا