علم النفس > الصحة النفسية
إستراتيجيات التكيف مع المرض المزمن
إذا كنا نعيش فترة طويلة، فهل بالضرورة أن نعيشها بصحة أفضل؟!
ربما إذا أُتيحت الفرصة للأشخاص الذين توفوا بسبب مرض أن يعيشوا فترة أطول كانوا سيعيشون معاناة نفسية نتيجة مرضهم.
وقد أشارت الأبحاث في هذا السياق إلى أن الأفراد الذين لديهم تاريخ مرضي بالاكتئاب والذين مروا بأحداث حياتية ضاغطة تكون احتمالية تعرُّضهم لضغط نفسي عند تشخيصهم بمرض مزمن أعلى من غيرهم.
-كيف يبدو الفرق بين التكيف مع المرض الساري والمرض المزمن؟
هناك فرق شاسع بين الإصابة بمرض سارٍ والإصابة بمرض مزمن؛ إذ يكمن الفرق في إدراكك مآل مرضك، فأنت تعلم عند إصابتك بالإنفلونزا أو الالتهاب الرئوي أنك ستتعافى في مدة معينة وتعود إلى حالتك الطبيعية، في حين يختلف الوضع عند إصابتك بمرض مزمن؛ لأن المرض سيؤثر بالطبع في حياتك وحياة عائلتك بأشكال مختلفة، ومن ثم أنت لا تعلم مآل مرضك.
-ماذا يعني التكيف مع التشخيص بمرض مزمن؟
يسبب التشخيص بمرض مزمن -كداء السكري أو السرطان أو التهاب المفاصل- فيضًا من المشاعر والانفعالات السلبية التي تغمر المريض، ولكن؛ ينبغي له حينها أن يتعلمَ كيف يسيطر على تلك المشاعر ويديرها لينعم بحياة رغيدة.
-آثار المرض المزمن:
يؤثر المرض النفسي في نواحي حياة المريض جميعها كاهتمامه بمظهره وقدرته على العمل، فلا يقتصر تأثيره على حالته النفسية فقط.
- أولًا: الحالة النفسية:
وقد توصَّلت دراسة استطلاعية إلى أن مرضى الأمراض المزمنة -كداء السكري أو التهاب المفاصل- الذين يعانون اضطرابات عاطفية تتراوح نسبتهم بين 20% و25%، إضافةً إلى شكوى مستمرة من أعراض غير مرئية كالألم والإعياء يوميًّا.
- ثانيًا: العمل:
ويؤدي هذا الأمر إلى مشكلات مادية؛ فإذا كان المريض يعمل من البيت سيأخذ حينها العمل وقتًا أطول، وقد يحتاج أحيانًا إلى مساعدة من الزوج أو أحد أفراد أسرته.
وكذلك تتأثر عائلة المريض سلبًا عند إصابة أحد أفرادها بمرض مزمن أدَّى إلى منعه عن العمل؛ مما يدفع بقية الأسرة إلى العمل لسد احتياجاتها.
-الإستراتيجيات التي يجب على المريض اتباعها للتكيف مع وضعه الصحي الطارئ:
إن أية أخبار يتلقاها المريض عن مرضه من طبيبه أو معلومات يتزود بها عن طبيعة مرضه قد تجلب له فيضًا من المشاعر، فعلى سبيل المثال؛ يرتبط تشخيص داء السكري بمشاعر الذنب والخجل، فضلًا عن إحساس الحزن والأسى اللذين يُعدَّان من أكثر المشاعر ارتباطًا بالأمراض المزمنة؛ إذ يتأرجح المريض بين مراحل مختلفة من الحزن والإنكار والمساومة والغضب والحزن.
وتشتمل إستراتيجيات التكيف مع الأمراض المزمنة على الآتي:
1- البحث عن مجموعات الدعم:
يصعب أحيانًا على المريض أن يتعامل مع الجانب الانفعالي للمرض كما يتعامل مع الآثار الجسمانية له، وتأتي هنا أهمية مجموعات الدعم التي يلجأ إليها المريض؛ إذ تمدُّه بالقوة وتساعده على معرفة أنه ليس وحده الذي يعاني تلك الأعراض، فيتعرف إستراتيجيات جديدة يتغلب بها على مرضه.
كذلك يجب على المريض أن يبني شبكة اجتماعية قوية داعمة له من الأسرة والأصدقاء، فيعتمد عليها وتساعده على إدارة مرضه على نحو أفضل.
2- مواجهة المرض:
تُثار لدى المريض -بمجرد تشخيصه بمرض مزمن أو مؤقت- مشاعر الخوف والحزن أكثر من أي وقت مضى، لذلك؛ فمن المهم أن يحيط المريض نفسَه بأشخاص داعمين إيجابيين. ويجب عليه أن يجد هوايات ممتعة -حتى إن كانت أمورًا بسيطة- ويضع لنفسه أهدافًا واقعية وقصيرة المدى، وقد يستدعي الأمر زيارة المتحف أو مكالمة صديق مقرَّب.
3- اطلب المساعدة:
إنّ أفضل خطوة يجب على المريض أن يفعلها هي طلب المساعدة بمجرد شعوره بأنّ قدرته على التغلب على المرض ضعُفت، ويجب عليه أن يتخذ خطوات تتمثل في فهم طبيعة مرضه وآثاره النفسية والجسمية وآثاره في شكل الجسم أيضًا.
كذلك ينبغي له أن يحدِّد أسئلته لطبيبه عن كل ما يخص مرضه وما الخطوات التي تساعده على تحسين صحته، فكلما زاد وعي المريض وإدراكه الدقيق لمرضه؛ علا إحساسه بالتمكين والقوة.
المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا
4- هنا