التعليم واللغات > اللغويات
الأطفال والتنبؤ بالكلمات
اكتشف الباحثان (فالك هويتج) و(نيفيديتا ماني) بأنه يمكنُ للأطفال الذين يبلغون من العمر سنتين، وخاصة ممن لديهم مخزون كبير من المفردات، أن يتنبؤوا بالكلمات القادمة في الجملة؛ عندما يسمع الأطفال في هذه السنِّ جملة "يأكل الصبي كعكة كبيرة"، فإنهم يركزون على الأشياء الصالحة للأكل في مشهد بصري (وهو الكعكة) بعد فترة وجيزة من سماعهم الفعل "يأكل" (المقيِّد بدلالته المعنوية) وقبل سماعهم كلمة "كعكة"، علاوة على ذلك، تستند قدرة الأطفال على التنبؤ إلى مهاراتهم اللغوية الإنتاجية وليس إلى مهارات الفهم لديهم، يختمُ الباحثون دراستهم بأنَّ التوقعَ مهمة سهلة، ولكن فقط لمن لديهم المهارة في إنتاج اللغة.
مهمة سهلة
في هذه الدراسة، خضع كل طفل لاثني عشر اختبارًا، وعُرض على الأطفال قبل تجارب الاختبار رسوم كرتونية لصبي وفتاة ثم قيل لهم إنهم سوف يسمعون بعض القصص عنهم. بدأ بعد ذلك كلُّ اختبار تجريبي بعرض صورتين لكائنات مألوفة جنبًا إلى جنب على الشاشة، تليها جملة تحتوي إما على فعل مقيِّد بدلالة معنوية وإما على فعل محايد يتعلق بإحدى الصور على الشاشة؛ على سبيل المثال رأى الأطفال صورة لكعكة وطير واستمعوا إلى جملة تحتوي على فعل مقيِّد بالمعنى (يأكل الصبي الكعكة الكبيرة) أو جملة تحتوي على فعل محايد (يرى الصبي الكعكة الكبيرة). وجد الباحثون أن الأطفال يركزون على الصورة المستهدفة (الكعكة مثلًا) أسرع عند الاستماع إلى جمل تحتوي على أفعال مقيدة الدلالات -مثل "يأكل"- مقارنة مع الجمل التي تحتوي أفعالًا محايدة من ناحية الدلالة – مثل "يرى"، وتؤكد النتائج التي توصلوا إليها أنَّ الأطفال البالغين من العمر سنتين قادرون -مثل البالغين- على التنبؤ بنجاح بالمدخلات اللغوية القادمة التي تتناسب مع الأفعال المألوفة.
يرتبط التنبؤ بالإنتاج اللغوي
كما يقول (هويتج) تشير الدراسة إلى أن نظام الإنتاج المتطور يتعلَّم خفية أن يتنبأ بالمدخلات اللغوية التي تلائم الكلام الوارد، ويبدو أن نظام إنتاج اللغة لدينا يُشارك جوهريًّا في الآليات الكامنة وراء التنبؤ في سياق فهم اللغة وهناك عامل في قدرةِ التنبؤ لدى الأطفال مرتبطٌ خصوصًا بمهارات إنتاج اللغة وليس بمهارات الفهم لديهم.
المصدر: