الطبيعة والعلوم البيئية > زراعة
الزراعة الداخلية (المحمية)
دائماً بنحتج على الخضار المزروعة بالبيوت المحمية (الزراعة الداخلية) وبنقول بندورة بلاستيكية, خيار بلاستيكي لا طعم ولا نكهة, فكرنا شي مرة شو أهمية الزراعة المحمية؟ خلونا نقرأ هالمقال.
أصبح ارتفاع أسعار المواد الغذائية من سمات العصر الحالي في جميع الدول. في زمبابوي على سبيل المثال, ســُـجّلت مستويات خطيرة من فشل المحاصيل الزراعية, مما وضع مليوني شخص في مواجهة مع سوء التغذية المزمن. وحتى الدول الأفضل حالاً, مثل سنغافورة, تستورد أكثر من 90% من منتجاتها وتخشى على أمنها الغذائي. إن ندرة المياه والطقس المتقلب مع الانفجار السكاني الذي يتجه للتحول إلى النظام الغذائي اللاحم, يزيد الضغط على السلسلة الغذائية. في ظل كل ذلك ظهر اتجاه المزارعين نحو الزراعة المحمية لمواجهة المناخ الذي يصعب التنبؤ به وزيادة غلالهم في نفس الوقت.
لو طرنا عبر هولندا, سنجد أنفسنا في بحر من الزجاج, حيث تعطي الدفيئات الزجاجية 50% من جميع منتوجات الخضار والفاكهة, وذلك لمقاومة تدهور التربة والتملح والأمراض. جعْل النبات أقل عرضة لتدهور التربة والطقس, هو فقط أحد ميزات الزراعة المحمية, فهذه الزراعة تزيد من كفاءة الإنتاج, وتؤمن المنتج خارج الموسم وتحدّ من النفايات.
ذلك أن تطبيق التكنولوجيا ومكافحة الأمراض أسهل في المحميات كما أن الزراعة المحمية ضرورية لأولئك الذين يعنون بإنتاج الخضار, وبعض الأنواع الخاصة من العشبيات والغراس الصغيرة.
في الوقت الذي تنتج فيه مزرعة خس تقليدية 5 مواسم في العام, يمكن إنتاج 15 موسماً في العام باستخدام الزراعة المحمية. ناهيكم عن أن الشركات تتسابق لإنتاج أفضل تصاميم البيوت البلاستيكية مثل تلك التي توفر إضاءة LED بحيث يمكن الزراعة في أكثر من مستوى ضمن البيت (زراعة عمودية). الزراعة المائية أيضاً تحرز زخماً وتقدماً واسعاً من الصين شرقاً حتى تشيلي غرباً, ففيها يتم توفير المياه والمغذيات وتعطى للنبات بالقدر اللازم فقط حيث يعتبر أشبه بالحلقة المغلقة, باختصار, الزراعة المائية فعالة بشكل مثير للدهشة. والزراعة المائية غالباً إن لم نقل دائماً تطبّق في المحميات.
يعد ثانيت الأرض Thanet Earth (شبه جزيرة في بريطانيا) أكبر وأعقد تكنولوجيا للبيوت الزجاجية, حيث تتراص المحاصيل تحت 55 هكتاراً من الزجاج باستخدام الزراعة المائية وتتحكم الحواسيب بالضوء والحرارة بالإضافة لتوليد الطاقة لخدمة الموقع. شبه الجزيرة مزودة بجيش من النحل للتلقيح وجيش من البق المفيد لمكافحة الآفات. بالطبع فموسم النمو يمتد على مدار العام بصرف النظر عن الشتاء القارس. لكن لا شيء يأتي بالمجان فثانيت الأرض كلف 135 مليون جنيه استرليني. ما يجب أن نعلمه أن الحاجة للتدفئة ليست ملزمة في كل الحالات, مثل إسبانيا, وعليه يعتقد البعض أن الادعاء بازدهار الزراعة في جنوب أوروبا وشمال إفريقيا كنتيجة لبناء بيوت عالية التكلفة مجرد كذبة.
تبقى مشكلة الحاجة العالية للطاقة في البيوت العائق الوحيد والذي تسعى الشركات لحله باعتماد الطاقة الباطنية للأرض أو الوقود الحيوي كبدائل... المؤمنون بالبيوت الزجاجية يدّعون بأنها الطريقة الأكثر استدامة للزراعة ويقولون بأن الأجيال القادمة ستسألنا لم لم ننتقل سريعاً للزراعة الداخلية!!... أنتو شو رأيكن ؟؟
عن: هنا