الطب > معلومة سريعة
ماذا تعلم عن التهاب المفصل الإنتاني الحاد؟
يعرف التهاب المفصل الإنتاني الحاد بالتهاب مؤلم ومفاجئ في المفصل، ناتج عن غزو المسافة المفصلية من قبل عدد من العوامل الممرضة التي تشمل: الجراثيم، والفيروسات، والمتفطرات والفطور.
والجدير بالذكر أن العدوى المشتركة هي السبب الأخطر للمراضة والوفيات؛ إذ يتراوح معدَّل الإصابة بالتهاب المفصل الإنتاني في عموم السكان بين 2-6 حالات لكل 100000 شخص في السنة. ولعلَّ أهم ما يُميِّز هذا النمط من التهابات المفاصل أنَّه غالبًا ما يُصيب مفصلًا وحيدًا كبيرًا من الجسم كالركبة أو الورك، وعلى نحو أقل شيوعًا يمكن أن يؤثِّر في مفاصل متعددة.
لكن من هو المُتَّهم الأكبر بإحداث هذا النمط من التهابات المفاصل؟ ومن هم المهدَّدون بالإصابة؟
ينتج التهاب المفاصل الحاد عادةً عن بكتيريا تنتشر عبر مجرى الدم من منطقة أخرى من الجسم، كذلك ويمكن أن تحدث بسبب عدوى بكتيرية في المفصل ذاته نتيجة جرح مفتوح أو فتحة من عملية جراحية مثل جراحة الركبة عند البالغين والأطفال.
وتُعدُّ المكورات العنقودية المذهَّبة هي السبب الرئيس لالتهاب المفاصل والتهاب العظم والنقي، وهي تستحق اهتمامًا خاصًّا نظرًا إلى تطورها السريع ومقاومتها للعلاج. ويعتمد تطور الالتهاب على كلٍّ من الوجود البكتيري في الموضع والاستجابة المناعية له، لهذا يُعدُّ الأطفال الصغار وكبار السن هم الأكثر عرضة للإصابة به بسبب ضعف جهاز المناعة لديهم، إضافةً إلى الأشخاص الذين يعانون أمراضًا مناعية ذاتية كالتهاب المفاصل الرثياني والذئبة الحمامية الجهازية وكل ما يضعف جهاز المناعة كالداء السكري والقصور الكلوي المزمن وغيرها من الأمراض المزمنة، وقد تسبِّب الإصابة به وجود جراحة سابقة أو رضٍّ سابق على المفصل.
أما عن أعراضه؛ فهو يُسبِّب ألمًا شديدًا ومفاجئًا في المفصل مع عدم القدرة على تحريك الطرف المصاب، وكذلك يؤدِّي إلى تورم مفصلي واحمرار وحرارة موضعية بسبب زيادة تدفق الدم، وقد يتظاهر بحدوث حمى وقشعريرة وتعب وضعف عام.
إذًا كيف يمكن الكشف عن الإصابة وعلاجها؟
يعتمد تشخيص التهاب المفصل الإنتاني على بزل السائل المفصلي؛ إذ ينطوي هذا الإجراء على إحداث ثقب جراحي للمفصل لأخذ عينة من السائل المفصلي الزليلي الذي يكون عقيمًا في الحالة الطبيعية ومن ثمّ دراستها في المختبر لتقييم عدد الكريات البيضاء التي عادة ما تكون عالية جدًّا (أكثر من 50000 ميكرولتر)، ومن ثم إجراء زرع للبكتيريا والكائنات الحية الأخرى؛ إذ تعدُّ هذه الأخيرة المعيار الذهبي في التشخيص فذلك يساعد الطبيب على تحديد سبب العدوى بصورة أدق.
ثم إنه يمكن إجراء اختبارات شعاعية إضافية للكشف عن تلف المفصل ودماره كالصورة الشعاعية البسيطة والرنين المغناطيسي الذي يمتلك حساسية عالية في التشخيص لكنها أقل فعالية في المراحل الباكرة.
وأخيرًا؛ يعدُّ بزل كمية كافية من السائل الزليلي حجر الأساس في المعالجة للتخلص من الميكروب الموجود، وذلك إلى جانب المعالجة الدوائية بالمضادات الحيوية القوية، إذ تعطى وريديًّا مباشرةً بعد البزل لحماية المفصل من التلف ريثما تصدر نتائج الزرع، عندها تُعطى الصادات الموافقة لنتائج الزرع التي تحدد حساسية الميكروب للعلاج. وتستغرق فترة العلاج من أربعة إلى ستة أسابيع لضمان القضاء التام على العوامل المعدية.
ونظرًا إلى ما سبق؛ ننصحك عزيزي بمراجعة طبيبك على الفور إذا كنت تعاني ألمًا مفاجئًا في المفصل؛ لأنَّ التأخر في العلاج يمكن أن يؤدي إلى تلف وضرر دائم في المفصل.
المصادر:
1 هنا
2 هنا
3 هنا