المعلوماتية > الذكاء الصنعي
مساعدات شخصية تستمع لدماغك!
يستخدم الكثير منَّا المساعدَ الشخصي في حياته اليومية -وعلى نحو متكرِّر- لإجراء عملية بحث معينة أو وضع المواعيد المهمة وتنسيقها، وكلُّ هذا يكون أساسًا عن طريق الأوامر الصوتية، ولكن يواجه البعض صعوباتٍ لفظية في التعبير باستخدام الكلام أو لأنَّه لا يستطيع الكلام نهائيًّا.
هذا ما دفع الطالب (Arnav Kapur) من خرِّيجي مختبرات معهد ماساتشوستس للإعلام إلى ابتكار جهاز قادر على التحكُّم بالتلفاز، ولعب الشطرنج، وحلِّ مسائل رياضية معقَّدة، والتواصل دون الحاجة إلى التكلُّم بكلمة واحدة.
صُنعت أول نسخة من الجهاز المسمَّى بـ(AlterEgo) بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، وعلى الرغم من أنَّ الجهاز لا يقرأ موجات الدماغ مباشرةً؛ إلَّا أنَّه يستشعر الإشارات الكهربائية الصغيرة التي تولِّدها عضلات الفك والرقبة في الوجه عندما نتكلَّم مع أنفسنا أو عندما نفكِّر بشيء معين، فيلتقط الجهاز هذه الإشارات ويرسلها عبر البلوتوث (Bluetooth) إلى الحاسوب بحيث تعمد خوازرمية إلى تحليل هذه الإشارات وتنفيذ الأوامر المطلوبة.
إضافة إلى تنفيذ الأوامر؛ يحتوي الجهاز على سماعة خارجية توضع بالقرب من الأذن تعمل على بثِّ ما يحاول -مستخدمو الجهاز الآخرون أو حتى الجهاز نفسه- إخبارَك به؛ وذلك بصوت محوسب دون الاضطرار إلى إغلاق أذنيك وحجب الأصوات الخارجية عنها.
يحتوي الجهاز حتى الآن عددًا من التطبيقات البسيطة؛ منها تطبيق يساعد في لعب الشطرنج ويقترح عدد من الخطوات التالية المثالية، وتطبيق حسابي يُجري العمليات الحسابية البسيطة، ويعيد الجواب فوريًّا عبر السماعة المرفَقة.
وحسب تصريح فريق العمل؛ من المهام الأخرى المرجوَّة من الجهاز: حساب التكلفة الكلية للمشتريات في أثناء التسوُّق، وإمكانية إضافة مواعيد خاصة في تقويمك ودفتر مواعيدك، والردُّ على المكالمات..
وكلُّ هذه المهام والتطبيقات يجب أن تعمل من دون النطق بكلمة واحدة!
ويعمل فريق العمل حاليًّا على تحويل هذا الجهاز من مجرَّد مشروع بحثي صغير إلى منتج جاهز للاستخدام العام، ولكنَّهم يواجهون العديد من المشكلات؛ وذلك لأنَّ الموضوع المطروح جديد نسبيًّا؛ إذ لا يوجد حاليًّا أيَّة قواعد بيانات تحوي المعلومات اللازمة لتدريب شبكة عصبونية صنعية من أجل توقُّع الإشارات وما يقابلها من أوامر؛ ومن ثمَّ على الفريق إنتاج المعلومات الخاصة بهم وبناء قاعدة البيانات من الصفر.
وفي الوقت الحالي، تقتصر حدود الجهاز في عملية التواصل على عدد بسيط من الكلمات مثل: "نعم"، و"لا"، و"مرحبا"، إلخ.. ويمكن ترجمة هذه الكلمات البسيطة إلى عدد من اللغات، إلى جانب اللغة الإنجليزية.
من التحديات الأخرى؛ جعل الجهاز يعمل على نحو كامل وبدون أخطاء، من غير جعل شكل الجهاز مزعج أو غريب؛ إذ وصل الجهاز -بقدرته الحالية وبعد العديد من الاختبارات للتواصل من دون نطق، وبالتفاعل مع التطبيقات أيضًا- إلى نسبة خطأ أقل من 8% على نحو متوسِّط عند المستخدمين الذين جرَّبوا الجهاز فترةً محدودة.
نسخة أولية من جهاز (AlterEgo):
مع التطوُّر الهائل في الذكاء الصنعي، وازدياد الاهتمام بالخصوصية أكثر من أيِّ وقت آخر؛ فإنَّ تطوير تقنية تمكِّن المستخدمين من التواصل وممارسة الأمور الأساسية في حياتهم دون الحاجة حتى إلى الكلام؛ يضيف طبقةً أخرى إلى خصوصيتهم، فضلًا عن أنَّ الجهاز سيساعد في دمج المصابين -بمشكلات في النطق- في الحياة اليومية أكثر، دون الحاجة إلى كتابة كلِّ شيء أو اعتماد إشارات يدوية معينة.
المصادر: