الغذاء والتغذية > الفوائد الصحية للأغذية
أفسحوا الطريق لشاي أوراق الزيتون!
شجرة الزيتون؛ وتُعرف باسم Olea europaea، هي شجرةٌ شهيرة بثمارها وأوراقها، استخدمت غذاءً أو دواءً على مرِّ العصور والحضارات في دول آسيا الصغرى وحوض المتوسط وخصوصًا اليونان والمغرب وتونس. ويعدُّ زيت الزيتون من المكونات الأساسية في الحمية المتوسطية Mediterranean diet الشهيرة.
ويحتوي زيت الزيتون على عدد من المركبات الفعالة مثل حمض الأولييك Oleic acid؛ وهو حمض دهني أحادي عدم الإشباع MUFA، والسكوالين Squalene؛ وهو مركب طليعي للستيروئيدات، والمركبات الفينولية Phenolic constituents؛ وأهمها هيدروكسي تيروزول Hydroxytyrosol والتيروزول Tyrosol والأوليوروبين Oleuropein الذي يكون بأعلى مستوياته في زيت الزيتون البكر وأُثبتت فعاليته المضادة للأكسدة في العديد من الدراسات.
ويُشاع استخدام زيت الزيتون للوقاية من الأمراض القلبية وارتفاع الكوليسترول وعلاج الإمساك والنفخة بسبب الغازات والحروق والصدفية وغيرها.
وعلى غرار استخدامات زيت الزيتون التقليدية، تستخدم أوراقه أيضًا لعلاج العديد من الحالات المرضية، ويُصنع منقوع أوراق الزيتون من الأوراق بعد قطافها وتعريضها للبخار ولفها وتجفيفها، ومن ثمَّ طحنها كي تصبح جاهزة للاستخدام. فماذا كان رأي الباحثين فيما يخص الفوائد المنسوبة إلى شاي أوراق الزيتون؟
تعزى فعّالية شاي أوراق الزيتون التي تبرر استخداماته العديدة إلى نشاط مضادات الأكسدة الموجودة فيها، فقد وُجد على سبيل المثال أن المضادات تلك كانت أكثر فعاليةً بمرتين من نظيراتها الموجودة في الشاي Camellia sinensis والسلبين المريميّ Silybum marianum، وذلك وفقًا لدراسةٍ مخبريةٍ أُجريت في العام 2007 لتقييم قدرة هذه المضادات على إخماد الجذور الحرة Free radicals scavenging، ويرتبط ذلك بخفض مستويات مادة مالون داي ألديهيد Malondialdehyde؛ إحدى نواتج أكسدة الدهون في البلازما. ويعدُّ الأوليوروبين Oleuropein والهيدروكسي تيروزول Hydroxytyrosol والبيوفينولات Biophenols من أبرز مضادات الأكسدة الموجودة في أوراق الزيتون، وبطبيعة الحال فإن معظم الفوائد التي توصلت إليها الدراسات فيما يخص دورها في الصحة يرجع إلى محتواها من هذه المركبات.
كذلك توصلت الدراسات المجراة على مستخلصات أوراق الزيتون إلى امتلاكها قدرةً على خفض سكر الدم والأنسولين الصيامي وتحسين حساسية الأنسولين عند مرضى السكري من النمط الثاني، ووُجد أن هذه المستخلصات يحتمل أن تقي من أمراض القلب والشرايين نظرًا لاحوائها على مواد تُعرف بدورها المقوي للأوعية الدموية. كذلك يمكن أن تقي من ارتفاع كوليسترول الدم والشحوم الثلاثية، وتؤثر إيجابيًا في خفض ضغط الدم، ممَّا يمكن أن يحد من السكتات الدماغية والنوبات القلبية.
من جهةٍ أخرى، وُجد أن منقوع أوراق الزيتون يمكن أن يخفف آلام التهاب المفاصل والتورم الناتج عنه عن طريق تخفيف معدل إفراز السيتوكينات والأنزيمات في نقاط الالتهاب، كذلك يعزز المناعة ويحسِّن استجابة الجسم للعوامل المسببة للالتهاب؛ مثل التهابات الأسنان والالتهابات التابعة للجراحات وذات الرئة، ويتميز بفعالية مثبتة مخبريًا مضادة للبكتيريا والفيروسات ومنها الفيروس المسببة لنزلات البرد.
ويعتقد أن المحتوى المرتفع من الأوليوروبين يمكن أن يكون سببًا في فعاليته تجاه الخلايا السرطانية، إذ وُجد أنه يملك القدرة على وقف التمدد الوعائي في الورم وتثبيط تكاثر خلاياه فضلًا عن تحريض موتها المبكر. كذلك يسهم المحتوى العالي من مضادات الأكسدة في منع تلف الخلايا العصبية الذي يعدُّ مشكلةً أساسيةً في مرض ألزهايمر ومرض باركنسون.
الجرعات:
تعددت الجرعات المستخدمة في الدراسات، وتراوحت بين 500 و1000 ملغ، وعموماً ينصح باستخدام المستخلص تدريجيًا مدة أسبوعين إلى ثلاثة.
ينصح باستشارة الطبيب من قبل كل شخصٍ يتناول أدوية الضغط والسكري أو يعاني اضطرابات الكلى، ولا توجد أية معلومات موثوقة عن إمكانية تناول منتجات أوراق الزيتون ومستخلصاتها من قِبل الحوامل والمرضعات. وما زالت هناك ضرورةٌ لإجراء المزيد من الدراسات للتحقق من النتائج، لكنَّ وفرة الأدلة عن المكونات النشطة حيويًا في الزيتون وأوراقه تعدُّ عاملًا مشجعًا على متابعة البحث والاهتمام به.
المصادر:
الدراسات المرجعية: