التعليم واللغات > اللغويات
تأثيرات ثنائية اللغة في الدماغ
وجدت دراسة جديدة أن وظائف معينة في الدماغ تتعزز لدى المراهقين الذين يجيدون أكثر من لغة، ويضيف الاكتشاف فهماً جديدًا في الطريقة التي تساعد فيها الحواس على تشكيل أدمغتنا.
يتحدث نحو 1 من كل 5 أطفال في الولايات المتحدة لغة غير الإنكليزية في المنزل، ويميل الأطفال الذين يكبرون في بيئة يُتداول فيها لغتان مختلفتان إلى تعلم الكلمات الإنكليزية والنحو أبطأ ممن يتحدثون الإنكليزية فقط، لكن وجدت دراسات أن الأطفال الذين يتحدثون لغتين هم أفضل نسبيًّا من الأطفال أحاديي اللغة في القدرة على أداء مهام متعددة، وهم أفضل أيضًا في تركيز انتباههم، كالتركيز مثلًا على صوت معين في كافيتيريا المدرسة الصاخبة.
تستخدم الدكتورة (نينا كراوس) وزملاؤها في جامعة (نورث وسترن) مجسات كهربائية توضع على الرأس لتحليل النشاط في الخلايا الموصلة في الدماغ التي تعالج الأصوات المعقدة، ويسمى هذا التحليل "استجابة جذع الدماغ السمعي"، ولاحظوا أن الموسيقيين يُبدون تركيزًا وميزات متعلقة بالذاكرة مماثلة لتلك التي تظهر عند ثنائيي اللغة .
وجد الباحثون في وقت سابق أن الموسيقيين تعززت لديهم استجاباتُ جذع الدماغ السمعية من ناحية التوقيت والتناسق في الصوت، وقرر العلماء اختبار ما إذا كان المراهقون الذين يتحدثون لغتين وما تزال أدمغتهم تتطور سيمتلكون أيضًا استجابة معزَّزة للأصوات المعقدة.
درس الباحثون 48 من طلبة السنة الثانوية الأولى، 23 منهم كانوا يتقنون اللغتين الإسبانية والإنكليزية، أما الباقي فكانوا يتقنون الإنكليزية فقط، وظهرت نتائج الدراسة في 30 أبريل\نيسان 2012. شغَّل الباحثون للمراهقين مقطعًا صوتيًّا هو عبارة عن المقطع "دا" واستخدموا أقطابًا كهربائية لتسجيل شدة استجابة الدماغ الجذعية لديهم، وأظهر ثنائيو اللغة استجابة أكبر من أحاديي اللغة، وعند تشغيل الصوت مع وجود خلفية من الكلام المتداخل، كان لدى المراهقين أحاديي اللغة استجابة أقل حدة من وقت تشغيل المقطع بمفرده، وفي المقابل أظهر ثنائيو اللغة استجابات متطابقة تقريبًا بوجود الكلام في الخلفية وبعدمه.
في تجربة أخرى أعطى الباحثون المراهقين اختبار انتباه انتقائيًّا، إذ طُلب منهم النقر على الفأرة عند مشاهدة رقم 1 أو سماعه، ولكن ليس عند مشاهدة رقم 2 أو سماعه، اشتمل الاختبار على 500 تجربة مدتها ثانية واحدة أو ثانيتان على مدار 20 دقيقة، وتفوق المراهقون الذين يتقنون لغتين على المراهقين أحاديي اللغة في هذا الاختبار.
قارن الباحثون بعدها نتائج مجموعتي التجارب، وبينت المقارنة أن المراهقين الذين يتحدثون لغتين ترتبط شدة استجابة جذع الدماغ السمعي لديهم في أثناء الاختبار الأول (سماع المقطع مع وجود كلام في الخلفية) بنتائج اختبار الانتباه، وفي المقابل لم يكن هناك ارتباط بين نتائج المراهقين أحاديي اللغة، وتشير هذه النتائج إلى أن إتقان لغتين قد يساعد على تحسين الانتباه الانتقائي عن طريق تعزيز استجابة جذع الدماغ السمعي.
تقول د. (كراوس) إن إتقان لغتين يعدُّ بمثابة إثراء للعقل وله نتائج حقيقية عندما يتعلق الأمر بالوظائف التنفيذية، ولا سيما الانتباه والذاكرة العاملة. ويخطط الفريق لاحقًا لاستكشاف ما إذا كان تعلم لغة ما في وقت لاحق من الحياة يمكن أن يحقق فوائد مماثلة. وتقول د. (فيوريكا ماريان)، العضو في فريق البحث، إن ثنائيي اللغة يتلاعبون بالمعلومات اللغوية التي يستقبلونها، وينتبهون -على ما يبدو- تلقائيًّا للأصوات ذات الصلة أكثر من انتباههم للأصوات غير ذات الصلة، ويساهم إتقان لغتين في تحسين القدرة على تثبيط المعلومات المستقبَلة أو اختيار الأصوات المهمة وتجاهل الأصوات الأخرى، وذلك بدلًا من تعزيز الارتباك اللغوي.
الدراسات المرجعية: