الكيمياء والصيدلة > علاجات صيدلانية جديدة
المغناطيس لعلاج الألم
غالبًا ما يوجد المغناطيس في الأسواق على أنه مسكّن للآلام المختلفة التي تصيب الظهر والأقدام، أو آلام المفاصل والعضلات، وتختلف قساوة المغناطيس باختلاف المعدن أو مزيج المعادن الداخلة في تركيبه.
`وغالبًا ما يكون المغناطيس المسوَّق تجاريًا محاطًا بغلاف، أو موجودًا ضمن مستحضر يوضع على الجلد مقابل مكان الألم.
وقد دُرِسَت الأنواع المختلفة من المغانِط وتأثيراتها في حس الألم، وسنتعرف إليها معًا:
المغناطيس الثابت: وهو الذي يمتلك حقلًا مغناطيسيًّا ثابتًا غير متبدِّل، ويتشكّل هذا الحقل نتيجة نشاط إلكترونات المعدن، وغالباً ما يكون هذا النوع من المغانط قليل القوّة، ويُستخدم في أربطة الرأس والأساور، أو أنعِلة الأحذية والعديد من الأشكال الأخرى.
وقد بيَّنت دراسة أُجريَت على مرضى السكّري المصابين باعتلال الأعصاب المحيطية العَرَضي تراجُعَ الألم عند ارتداء حذاء مزوّد بنعل حاوٍ مغناطيسًا ذا حقلٍ ساكن static magnetic field. (2) تراجعًا ملحوظًا.
و بيَّنت دراسة أخرى مكوّنة من 194 رجل وامرأة مصابين بالتهاب في مفصل الركبة أو الفخذ، مقسَّمين إلى ثلاث مجموعات، وهي انخفاض الألم لدى المجموعة المرتدية سوارًا مغناطيسيًّا ثابتًا ثنائي القطب بالمقارنة مع المجموعة المرتدية لـ Placebo "أي مرتدية السوار غير المغناطيسي"، وقد جرت هذه الدراسة على مدى 12 أسبوعًا. (3)
المغانط الإلكترونية:
ينشأ هذا النوع من المغانط عندما يُشحَنُ المعدن بواسطة تيار إلكتروني؛ مما يحوِّله إلى مغناطيس، وتسوَّق هذه المغانط لأغراض صحيّة أيضًا.
وقد نوقشت قدرة المغانط الإلكترونية والمغانط ذات الحقل الثابت على التأثير في الساعة البيولوجية للإنسان، عن طريق التأثير في إفراز هرمونَي الميلاتونين والكورتيزول في ساعات التعرض للحقل المغناطيسي وساعات النوم التالية لهذا التعرض. (4)
ولكن يجب التنبيه إلى أن الدراسات لا تؤيد استخدام الحقول المغناطيسية الثابتة في علاج أي نوع من الآلام (بل آلام محددة فقط).
ولُخِّصَت بعض الأفكار ضمن بحث أُجري عام 2003، نصَّ على أنه من الممكن استخدام المغانط الإلكترونية وسيلةً لتخفيف الآلام في التهاب المفاصل، ولكن لم تُثبَت قدرَتها على تخفيف الألم كفاية لتحسين جودَة حياة المريض لفترة طويلة بعد.
وقد وافقت منظمة الغذاء والدواء العالمية FDA عام 2013 على أول جهاز يحوي مغناطيس إلكتروني قوي لعلاج حالات الشقيقة، وذلك عبر تحفيز الخلايا العصبية في الدماغ بعملية تدعى (التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة TMS)، وقد يساعد الـ TMS في تخفيف آلام أخرى أيضًا.
وعند التحدّث عن مأمونيّة استخدام هذه الأجهزة، لابد من ذكر النقاط الآتية:
قد تتداخل المغانط مع مضخّات الأنسولين التي قد يستخدمها المريض، أو مع أجهزة ضبط نظم القلب.
وإلى جانب هذا التداخل الذي قد يحصل مع الأجهزة الممكنة الاستخدام من قبل المريض بالتزامن مع المغناطيس، يجدر ذكر قلّة الدراسات المتناولِة للتأثيرات الجانبية المُسبَّبة بهذه المغانط.
من جهة أخرى، يجب إبعاد هذه الأجهزة عن متناول الأطفال لأن ابتلاعها قد يسبب الموت، إضافة إلى التنبيه إلى عدم شراء مثل هذه الأجهزة من أجل تسكين آلامٍ لميُوضَّح سببها مع أخصّائي.
مصادر المقال:
1) هنا
2) هنا
3) هنا
4) هنا