الهندسة والآليات > التكنولوجيا الطبية
"ماري" المجسم الأول بحجم الإنسان الطبيعي وشكله؛ لاختبار أشعة علاج السرطان
يومًا بعد يوم؛ يعمل المهندسون والباحثون على تطوير العديد من الأدوات لإيجاد أفضل العلاجات والحلول لمداواة الأمراض وخصوصًا السرطانات، وها هنا تظهر ماري في مختبر جامعة مقاطعة لويزيانا الأميركية؛ وهي مجسم بحجم الإنسان الطبيعي يمتاز بأنه مطبوعٌ بالكامل بواسطة تقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد؛ ممَّا يخفض كلفة تصنيعه عمومًا بقرابة 500 دولار أمريكي.
من هي ماري، وما الذي يميزها؟
تُعدُّ ماري أوَّل مجسمٍ تشريحي مطبوع بتقنية ثلاثية الأبعاد يمكن أن يطبقَ عليه العلاج الإشعاعي لاختبار كفاءته ضد مختلف أنواع السرطانات؛ إذ لا يوجد حتى الآن مجسم يؤدي مثل هذه الوظيفة ولكامل الجسم.
صمَّمت ميغان مور Meagan Moore(طالبة هندسة طبية في جامعة مقاطعة لويزيانا) هذا المجسم اعتمادًا على عدة أشكال لنساء طبيعيات؛ إذ عملت مور على مسح كاملٍ لأجسام 5 نساء مختلفات ليدخلوا بتشكيل هذا المجسم.
سوف تستخدم ماري بديلًا من النسيج البشريِّ لتطبيق اختبارات العلاج من السرطانات، بل وربما أكثر من ذلك في المستقبل، وتُعد إحدى مشاريع فانتوم (Phantom Project) الذي استخدم الفيزياء الطبية لعقود من الزمن بديلًا من النسيج البشري.
يبلغ طول ماري قرابة 5.1 قدم (155 سم)، ووزنها قرابة 15 رطلاً (7 كغ)، استُخدم في صنعها البلاستيك الحيوي، وقُدِّمت مثل أنموذج يمكن أن يستخدمَه الأطباء على مختلف أنواع النساء، وبسبب استخدامها للبلاستيك الحيوي؛ فإنَّ ماري قادرةٌ على تخزين ما يدنو على 36 غالون من المياه لمدة قرابة الثماني ساعات.
خلق ماري:
يستغرق العمل على صنع ماري ضمن الطابعة الثلاثية الأبعاد العملاقة قرابة 136 ساعة عمل؛ إذ إنَّ مور طبعتها على أربعة أجزاء، ومن ثمَّ عُمِل على لحامها بالاحتكاك وبالرمل لدمجها معًا.
إضافةً إلى ذلك؛ استخدمت الماء في صنعها للحفاظ على كثافة متفاوتٍة مشابهة لجسم المريض الطبيعي.
فيما وضحت مور سبب عملها على خلق فتاة بالأخص؛ لأنه عادة ما يكون جسم النساء معقَّدًا مقارنة بالرجال، وهي أرادت أن تضعَ الهندسة في الوجه الأكثر تعقيدًا.
هل تصلُح ماري للتجارب الإشعاعية؟!
في المرحلة الأخيرة؛ فُحِص هذا المجسم ضمن شروط خاصة، إذ عُبِّئت بعشرات الغالونات من المياه، واختُبرت قدرتها على الاحتفاظ بها؛ وبذلك استطاعت ماري الحفاظ على المياه لمدة قرابة الأربع ساعات والنصف، وقد حدث تسريب بسيطٌ لبضع قطرات من المياه، لكن حُلَّت هذه المشكلة باستخدام مانعات التسرب.
أخيرًا؛ أبرز الباحثون والأطباء في جامعتَي واشنطن وأوريجون للصحة والعلوم اهتمامهم بهذا المشروع، إذ دعموا هذا المشروع ماديًّا، وصُنِع صندوق خشبيٌّ خاص بهذا المجسم للعمل على نقله وتطبيق تجارب الأشعة السينية وأشعة العلاج من السرطانات على ماري.[1]
رأي ميغان مور مصمِّمة مجسم ماري:
كان الهدف من صنع ماري في المرحلة الأولى فنيًّا، ومن ثم تطبيقه هندسيًّا والعمل على تخصص الفنون بالهندسة، أمَّا اسم ماري؛ فهو مأخوذٌ من ماري كوري (الباحثة في الأشعة) وماري أنطوانيت (الرأس المنفصل) وماري ليفو (الرمز الأرجواني).
وتأمل مور أن تُشكلَ عدة نسخ من ماري واستخدامها طبيًّا في اختبار علاج السرطانات والحالات الأكثر تعقيدًا فيها. [2]
المصادر :
1- هنا