الكيمياء والصيدلة > الآثار الجانبية
فكّر قبل إعطاء طفلك المضادّات الحيوية عشوائياً؛ فقد تتسبب في بدانته !
الصادات الحيوية وعلاقتها بمعدل وزن الطفل
تقترح دراسة حديثة أصدرت نتائجها في تشرين الثاني الماضي (نوفمبر) أن الأطفال الذين تناولوا مضادات حيوية قبل إتمام عامهم الثاني هم أكثر عرضة ليكونوا أطفالاً بدينين، والأمر مشابه في مضادات الارتجاع المريئي، ولكن نسبة الخطورة أقل.
وقد جاءت النتائج عقب تَتبُّع تواريخ علاجات حديثي الولادة وسُمنة الأطفال في مئات الآلاف من الأطفال، وذلك حتى الثامنة من العمر، وقد تلقّى هؤلاء الأطفال العلاجات من الجهة الصحية ذاتها.
وكانت هذه الدراسة مبنية على الملاحظة والمراجعة دون القدرة على إجراء أي تدخل؛ وكانت النتيجة أن هذه الأدوية تؤثر في البيئة الميكروبية الدقيقة لأمعاء الطفل في أثناء نموها.
قامت الدراسة على ما يقارب 333000 طفل ولدوا بين عامي 2006-2013، وتناول أكثر من 241000 منهم مضادات حيوية قبل إتمام عامهم الثاني، وتناول 40000 منهم مضادات الهيستامين، ووُصِف لأكثر من 11000 منهم مثبطات مضخة البروتون، فيما تناول 6000 طفل أنواع الأدوية الثلاثة مجتمعة.
واستناداً إلى متوسط قدره أربع زيارات لطبيب الأطفال بين سن الثانية والثامنة توصل الباحثون إلى أن ما يقارب 47000 طفل (14%) أصبحوا بدينين، علماً أن قرابة 9600 منهم فقط لم يتناولوا أي مضاد حيوي أو مضاد حموضة.
وعند مراجعة تاريخ الأدوية الموصوفة ومقارنتها مع حالات البدانة الناتجة؛ خلص فريق البحث إلى أن الرّضَّع الذين تناولوا مضادات حيوية واجهوا خطراً أكبر بنسبة 26% للإصابة بسُمنة الأطفال في عمر 3 سنوات، وقد ارتفع هذا الخطر عند تناول الرضيع المضادات الحيوية فترة أطول، وذلك بالنسبة إلى عدة فئات من المضادات الحيوية.
أما بالنسبة إلى مضادات ارتجاع الحمض المعدي، فالأمر مشابه أيضاً، إذ تبين أنها من الممكن أن تزيد خطر الإصابة بالسمنة لدى الأطفال، ولكن الارتباط هذا كان ضعيفاً وبنسبة أقل.
ويمكن القول: إن النتائج مثيرة للاهتمام، لأنها تطرح الكثير من الأسئلة عن تأثير عوامل مثل المضادات الحيوية والأدوية في البيئة الميكروبية لأمعاء الطفل، بل يمكن أيضاً أن تؤثر في ظروف صحية أخرى لم تتناولها الدراسة، ولكن لا يمكن الجزم بأن العلاقة هنا هي (مسبِّب – نتيجة) عن طريق هذه النتائج، إنما يمكن إدراجها ضمن بند "ارتباط مهم" بحاجة لدراسة أعمق، كونها حالة معقدة تتأثر بالعديد من العوامل البيئية والسلوكية والوراثية.
مصادر المقال: