الطب > مقالات طبية
سرطانات الجلد
يعد سرطان الجلد أكثرالسرطانات شيوعًا في الولايات المتحدة الأمريكية، ولسرطانِ الجلد أنماطٌ مختلفة منها السرطان القاعديُّ الخلايا BCC، وهو أكثر الأنماط شيوعًا لكنَّه الأقل خطرًا، و(الميلانوما) وهو الأخطر والأكثر تسبيبًا للوفاة، ويقع بين هذين النوعين: السرطان الحرشفي الخلايا SCC فهو أكثر شيوعًا من (الميلانوما) وأقل خطرًا منه، وأقل شيوعًا من القاعدي لكنّه أكثر خطرًا منه، لأنه قد ينتشر إلى الأعضاء الأخرى من الجسم.
لنتحدث أوَّلًا عن السرطان القاعدي الخلايا، والسرطان الحرشفي الخلايا؛ إذ إنهما يتشابهان في مراحل التطور، ويُصنَّفان تحت بند سرطانات الجلد غير الميلانينية:
السرطان القاعدي الخلايا Basal cell carcinoma BCC:
يسمى أحيانًا سرطان الخلايا الظاهرية (Epithelioma) وهو نموٌّ غيرُ مُسيطَر عليه للخلايا القاعدية في الجلد (خلايا تقع في الطبقة الأعمق للبشرة)، ونادرًا ما ينتقل هذا النوع من السرطان إلى أعضاء أخرى في الجسم.
سببه الأساس: التعرض الطويل لأشعة الشمس في الطفولة، وخاصة عند ذوي البشرة فاتحة اللون، إضافة إلى بعض العوامل التي تزيد من خطورة تطوره وهي: علاج حب الشباب بالأشعة، والتعرض لملوثات صناعية كالزرنيخ والهيدروكربون.
يبدأ عادة كعقدةٍ أو نتوء غير مؤلم، وينمو ببطء ليتطور لاحقًا إلى قرحة مفتوحة مع حواف قاسية، ويصيب الوجه في 90% من الحالات، ولكن قد يصيب مناطق الجلد الأخرى المعرضة للشمس. ومع أنّه نادرًا ما ينتشر إلى الأعضاء الأخرى؛ فإنّه قد يغزو الأنسجة المجاورة مُسبِّبًا تشوهات في حال عدم العلاج.
يهدف العلاج إلى إزالة السرطان بإحدى الطرائق الآتية: الجراحة، أو التجميد، أو العلاج الشعاعي، أو الجراحة الكهربائية أو التجريف.
السرطان الحرشفيُّ الخلايا Squamous cell carcinoma SCC:
يتمثل في فرط نمو الخلايا الكيراتينية (خلايا تنتج بروتين الكيراتين وموجودة في أكثر طبقات الجلد سطحية).
وكلمة حرشفي تعني قشري، وتظهر آفات سرطان الجلد الحرشفي الخلايا SCC على بقع قشرية تدعى التَّقران السَّفَعي (Actinic Keratosis) -أي التقران الضيائي أو الشمسي- أو بالقرب منها. وهو ناتج عن أذية الشمس للجلد، ويظهر على شكل رقعة جلدية قاسية ومقشرة، والتقران الضيائي شائع جدًّا ويحدث لكثير من الناس).
تكون آفات السرطان الحرشفي الخلايا قاسيةً وواضحةَ الحدود وعليها أحيانًا قشور، قد تشبه الثآليل لكنها مسطحة أكثر. وهناك بعض الأشكال منها تكون ناعمة ودهنية.
ويهدف علاج السرطان الحرشفي -ككل العلاجات- إلى التخلص من السرطان مع أقل أذية ممكنة للجلد. وتختلف أساليب المعالجة تبعًا لكبر الآفة وخطورتها:
- إذا كانت الآفة صغيرة وغير منتشرة تُستخدَم المعالجة بالتبريد (التجميد السريع)؛ وهي معالجة غير مكلفة لكنَّها قد تترك علاماتٍ بيضاءَ على الجلد.
- النوع الثاني للمعالجة هو العلاج الشعاعي: تعطي الطبيب دقة متناهية لتقلل بذلك إصابةَ الجلد بالضرر، لكنها مكلفة وتشمل جلسات عديدة، وقد ينتج عنها حالات أشد من السرطان في حال النكس.
- المراهم مفيدة إذا كانت الآفات كثيرة، لكن قد تسبب اللسع والحرق.
- تعد الجراحة العلاج الأساسي للآفات الكبيرة، وقد أصبحت جراحة موس (جراحة مجهرية) معتمدة في العلاج؛ خاصة لآفات الوجه، بسبب أهمية النتائج التجميلية في هذه الحال.
تفيد اختباراتُ مسح السرطان الحرشفي والقاعدي في مراحلهما المبكرة، فالكشف المبكر يزيد احتمالية نجاح العلاج مع آثار جانبية أقل. وتُجرَى هذه الاختبارات عادة على الشخص السليم الذي لا يعاني أعراضًا، فإذا كنت تحمل أحد عوامل الخطورة للإصابة بسرطانات الجلد يجب عليك فحص الشامات وآفات الجلد بانتظام.
من عوامل الخطورة:
- التعرض لضوء الشمس الطبيعي أو الصناعي (كأسرة التسمير) فترةً طويلة.
- البشرة الفاتحة وتشمل البشرات التي تُحرق بسهولة وتسمرُّ بصعوبة، ولون العيون الفاتح، والشعر الأشقر أو الأحمر.
- وجود التَّـقْران السَّفَعي (الضيائي).
- العلاج المسبَق بالأشعة.
- ضعف الجهاز المناعي.
- التعرض للزرنيخ.
إن وجود هذه العوامل لا يعني بالضرورة حتمية الإصابة، لكن ينصح في حال وجود أحدها أو أكثر الاهتمام والتحري أكثر عن سرطان الجلد.
مراحل السرطان غير الميلانيني:
في حال ثبوت الإصابة بالسرطان الحرشفي أو القاعدي تكون المرحلة طريقة لتحديد درجة السرطان ونوعه، وتساعد هذه المعلومات الفريق المختص على وضع خطة العلاج.
ومن السمات التي تدل على خطورة السرطان:
- الورم أثخن من 2 ميلليمتر .
- انتشار الورم إلى الطبقة السفلية من الجلد أو الطبقة التي تحت الجلد.
- كبر الورم وانتشاره على مسار الأعصاب.
- موقع الورم على الشفة أو الأذن مع احتوائه على الشعر.
- وجود خلايا كثيرة مختلفة بشدة عن الخلايا الطبيعية تحت][ المجهر.
الميلانوما:
والآن لننتقل إلى الشكل الأخطر من سرطانات الجلد وهو الميلانوما.
يشخص قرابة 70000 شخص بالميلانوما في أمريكا كل سنة، ويموت منهم نحو 8700 شخص، وهو الآن أكثر شيوعًا بضعف ما كان عليه قبلَ عقدٍ مضى.
ويتطور هذا النوع من الخلايا الميلانينية (الخلايا التي تفرز الصباغ الذي يعطي الجلد لونه). أمّا السبب الرئيس لكل أنماط الميلانوما فهو غير واضح تمامًا، لكن التعرض للأشعة فوق البنفسجية القادمة من الشمس أو من مصابيح التسمير يزيد احتمال الإصابة وخطورتها.
ما هي أعراضه؟
يتطور الميلانوما في أي جزء من الجسم، وغالبًا في المناطق المعرضة لأشعة الشمس: كالظهر، واليدين، والقدمين، والوجه. وقد يتطور أيضًا في المناطق التي لا تتعرض للشمس: كأخمص القدمين، وراحة اليدين، وسرير الظفر، وهذا النوع النادر من الميلانوما شائع عند الأشخاص ذوي البشرة السمراء.
تكون الإشارات الأولى للميلانوما عادة: حدوث تغير في شامة موجودة أصلًا، أو تطور شامات جديدة ونمو غير طبيعي في الجلد.
معظم الناس لديهم بين ال 10 و45 شامة في الجسم، والعديد من الشامات يتطور بعمر الـ 50 وقد يختفي بعضها أيضًا.
فكيف نعرف إذا كانت الشامة غير طبيعية؟
هناك مظاهر عدّة تدل على أنَّ الشامة غير طبيعية وهي: شامات غير متناظرة بالشكل، حدودها غير واضحة، تحوي أكثر من لون، وهي أكبر من 6 ميلليمتر، وتتغير مع الوقت في الشكل والأعراض كأنْ تصبح حاكة أو نازفة.
تتنوع مظاهر الشامات السرطانية بشدة، فبعضها لديه كل هذه العلامات وبعضها الآخر قد يكون لديه علامة أو اثنتين فقط.
قد يتطور الميلانوما في مناطق غير معرضة للشمس كما ذكرنا، كالفراغات بين الأصابع وفروة الرأس والأعضاء التناسلية، وتسمى عندها بالشامات المخفية، وتتضمن أيضًا:
ميلانوما تحت الظفر: شكل نادر يحدث تحت ظفر اليدين أو القدمين.
ميلانوما في الفم، أو الطريق الهضمي، أو الطريق البولي والمهبل: وتُدعى الميلانوما المخاطية، وتتطور في مخاطية الأغشية التي تغطي الفم والأنف، والمريء، والشرج، والطريق البولي، والمهبل.
وهي خاصة صعبة التشخيص لأنه يمكن خلطها ببساطة مع أكثر الآفات الأخرى شيوعًا التي تصيب المناطق السابقة.
ميلانوما العين: تحدث أكثر الأحيان في مشيمة العين (الطبقة الواقعة تحت الصلبة؛ أي تحت الطبقة البيضاء للعين)، وتسبب تغيرات في الرؤية وقد تُكشَف عن طريق فحص العين.
تشترك الميلانوما بعوامل الخطورة التي تسبب سرطانات الجلد الأخرى، لكن هناك بعض العوامل الأخرى التي تزيد خطر الإصابة بها، وهي: العمر الكبير، والجنس الذكري، والتعرض للشمس وقتًا طويلًا، وتاريخ عائلي للإصابة بالميلانوما، وتاريخ شخصي لسرطانات الجلد، وتاريخ للإصابة بحروق الشمس.
يمكن علاج الميلانوما بنجاح في حال الكشف المبكر.
وتعتمد خيارات العلاج على الحجم والموقع ومرحلة الميلانوما، وتعتمد أيضًا على نتائج الفحص الطبي. وهناك أنماط للعلاج موضعية كالأشعة والجراحة، أو جهازية كالعلاج الكيماوي.
أخيرًا يجب التنبيه إلى أنَّ حماية الأطفال من أشعة الشمس ضرورية أكثر بكثير من الكبار؛ لأن أكبر كمية للتعرض للشمس تحدث قبل سن الـ 18، وأي حرق شمسي في الطفولة قد يزيد خطر الإصابة بسرطان الجلد لاحقًا.
ليس هناك طريقة مؤكدة لتجنب الإصابة بسرطانات الجلد، لكنَّ وضع واقي الشمس، وتجنب استخدام أسرة التسمير، وارتداء الملابس والنظارات الواقية من الشمس؛ قد تقلل من احتمال الإصابة.
المصادر:
1-هنا
2-هنا
3-هنا
4-هنا
5-هنا
6- هنا
7-هنا
8-هنا