الطب > معلومة سريعة
الخريطة القمرية الصينية ما بين الحساب والواقع
أأزرق أم زهري؟! ألوانٌ تضع الأزواج في حيرة قبل استقبال مولودهم الجديد، وعند زيارتهم الأولى للطبيب يحدد موعد الولادة؛ مما يشعل الحماس والشوق في قلب الأهل لمعرفة إذا كان المولود صبيًّا أم بنتًا.
ولكن؛ في كثيرٍ من الأحيان لا يكتفون برأي الطبيب وحده، بل يلجؤون أيضًا إلى التقويم القمري الصيني لعلّهم يستبقون الأحداث ويعلمون جنسَ طفلهم المُنتظَر بناءً على بعض الحسابات، فما مدى دقة حساباته؟
منذ بداية تطور الحضارة، احتلّ القمر مكانةً مهمة في تأثيره في الحياة البشرية؛ إذ اعتقد الرومان أنّ للقمر أثرٌ كبير في طريقة التفكير، وكان رمزَ الحياة للبابليين بظهوره المنتظم.
وبسبب توافق دورة ظهور القمر مع الدورة الطمثية للأنثى؛ رُبِط القمر -حتى يومنا هذا- بخصوبة المرأة والولادة وأثره في تحديد جنس المولود.
وشاع في قديم الزمان طرائق عديدة تهدف إلى معرفة جنس المولود الجديد ولاقت رواجًا شائعًا؛ إذ استخدمها شريحة واسعة من الناس في أنحاء العالم.
وقد كان أكثر هذه الطرائق استعمالًا طريقة التقويم القمري الصيني على الرغم من غياب التفسير المنطقي لنتائجها، ويُزعَم أنها مبنية على مخطط قديم مدفون مدة تقارب 700 عام في قبر قرب بكين، ويستدعي استخدام هذه الطريقة معرفة متغيرين: عمر الأم القمري، وشهر آخر حيض؛ إذ يُدخَل المتغيران في المخطط فيمكن قراءة جنس الطفل عند الولادة. وعلى الرغم من أنّ نسبة دقة النتائج المزعومة عند استخدام هذه الطريقة تتراوح بين 50% إلى 93%؛ لكنها ليست مأخوذة عن دراسات وتحقيقات مُمنهَجة.
كذلك دُرِست العلاقة بين الدورة القمرية والنتاج الولادي (الوزن، ومحيط الرأس، والجنس، والمضاعفات الولادية)، وعلى الرغم من أنّ الدراسات ضبطت عديدًا من العوامل المختلفة التي قد تؤثر في النتائج؛ لكن لم تُلاحَظ أية علاقة بين الدورة القمرية والمولود؛ إذ لم تؤثر وضعية القمر يوم الإخصاب في جنس المولود.
إذًا؛ لم تقدّم التحاليل التي أجرتها الدراسات أيَّ دلائل تشير إلى صحة الاعتقاد الشعبي الذي ينص على تأثير القمر في الولادة.
وقد راجعت دراسة ملفات 2.8 مليون ولادة في السويد ما بين العام 1973 إلى العام 2006 آخذةً المتغيرات المُحتمَلة جميعها بعين النظر (اختلاف مدة كل من الدورة القمرية والطمثية وعدم القدرة على معرفة التوقيت الدقيق للإخصاب)، فتوصّلت إلى أنّ هذه الطريقة غير دقيقة لتحديد جنس المولود.
وعلى الرغم من وجود عديد من المواقع على الويب التي تستخدم خوارزميات مختلفة معتمدة على طريقة التقويم الصيني لتقديم التنبؤات المرغوبة؛ لكنها لا تملك أي دليل علمي يدعم طريقتها، وبذلك؛ يكون اختيار لون ثياب الطفل قبل الولادة بالاعتماد على هذه الطريقة قرارًا غير صائب.
وفي الختام؛ نجد أنّ احتمالية صحة نتائج التقويم القمري الصيني لا تتجاوز 50%؛ مما يعني عدم اختلاف احتمالية استخدام هذه الطريقة عن احتمالية نتائج رمي قطعة النقود.
المصادر:
(1):هنا
(2):هنا
(3):هنا