البحث العلمي والمنهجية العلمية > أسس البحث العلمي في علم النفس
الدراسات الاستقصائية في علم النفس
الدراسات الاستقصائية هي أداة لجمع المعلومات عن الأفراد، ويَشيع استخدامها في الأبحاث النفسية لجمع البيانات الشخصية من المشاركين في دراسة.
وقد تركِّز الدراسة الاستقصائية على جمع معلومات واقعية عن الأفراد، أو قد تهدف إلى الحصول على آرائهم في موضوع معيَّن.
وتوفِّر الدراسات الاستقصائية للباحثين طريقة فعَّالة لجمع قدر كبير من المعلومات بطريقة سريعة وسهلة نسبيًّا.
ويُعَدُّ استطلاع الرأي أشيعَ شكل للدراسة الاستقصائية؛ إذ يقوم على جمع البيانات في نقطة زمنية واحدة من عيِّنة مختارة من مجموعة محدَّدة من السكان، وغالبًا ما يُستخدم هذا التصميم لتوثيق انتشار خصائص معيَّنة في مجموعة سكانية؛ مثل تواتر سلوك معيَّن أو تحديد عدد الأشخاص الذين لديهم مواقف أو معتقدات معيَّنة.
من دراسات التسويق إلى توقُّع الانتخابات؛ شقَّت الأبحاث الاستقصائية طريقها إلى عديدٍ من المجالات الأكاديمية، بما في ذلك العلوم السياسية، وعلم الاجتماع، والصحة العامة.
وقد طوَّر علماء النفس طرائقَ متقدِّمة في تصميم الاستبيانات:
الأنموذج الإدراكي: يجب على المشاركين تفسير السؤال، ثمَّ استرداد المعلومات من الذاكرة، ثمَّ تشكيل حكم مبدئي وتحويل الحكم إلى أحد الخيارات المقدَّمة.
مثال:
ما عدد المشروبات الكحولية التي تستهلكها في يوم عادي؟
- أكثر بكثير من المتوسِّط أو المعدَّل العام.
- أكثر بعض الشيء من المتوسِّط.
- مثل المعدَّل العام.
- أقل من المتوسِّط.
أقل بكثير من المتوسِّط.
وعلى الرغم من أنَّ السؤال يبدو مباشرًا إلَّا أنَّه يطرح العديد من الصعوبات؛ أولًا، يجب تفسير السؤال: هل يجب المساواة بين جميع المشروبات على الرغم من اختلاف كمية الكحول التي تحويها؟ ما هو اليوم العادي؛ هل هو يوم أسبوع عادي أو يوم عطلة عادي أو كلاهما؟
ثانيًا، يجب على المشاركين استرداد المعلومات ذات الصلة، فبعضهم قد يفكِّر على نحو عشوائي فيما يخصُّ بعض المناسبات الحديثة التي كانوا يشربون فيها الكحول، وبعضهم سيحاول -بعناية- أن يتذكَّر ويحسب عدد المشروبات الكحولية التي استهلكها الأسبوع الماضي، أو قد يستعيد بعضُهم المعتقدات الموجودة لديه عن نفسه (مثلًا: "أنا لا أسرف في الشرب").
وتطرح الخيارات مشكلات إضافية للتفسير؛ على سبيل المثال، ماذا يعني "المتوسط"، وما الذي سيُعَدُّ "أكثر بعض الشيء" من المتوسط؟..
وأخيرًا، يجب أن يقرِّروا ما إذا كانوا يريدون الإبلاغ عن الاستجابة التي توصَّلوا إليها أو ما إذا كانوا يريدون تعديلها بطريقة ما؛ فمثلًا، إذا كانوا يعتقدون أنَّهم يشربون أكثر بكثير من المتوسِّط؛ فقد لا يرغبون في الإبلاغ عن ذلك خوفًا من الظهور بمظهر سيِّئ في نظر الباحث.
الأسئلة المُغلقة: تُستخدم عندما يكون لدى الباحثين فكرة جيدة عن الاستجابات المختلفة التي يقدِّمها المشاركون.
وتصعُب كتابة هذا النوع من الأسئلة؛ ذلك أنَّها يجب أن تتضمَّن مجموعةً مناسبةً من خيارات الاستجابة، ومع ذلك، فهي سريعة وسهلة نسبيًّا للمشاركين، إضافةً إلى أنَّه يسهُل على الباحثين تحليلُها؛ لأنَّه يمكن تحويل الردود إلى أرقام بسهولة وإدخالها في جداول البيانات.
مثال:
كم عمرك؟
- تحت الـ 18.
- 18 إلى 24.
- 35 إلى 49.
- 50 إلى 70.
- فوق الـ 70.
قياس "ليكرت": هو نوع من الأسئلة المُغلقة ابتدعه "رينسيس ليكرت" عام 1932م، ويتضمَّن تقديم جمل أو تصريحات عن شخص أو مجموعة أو فكرة، ثمَّ يُعبِّر المستجيبون عن موافقتهم أو عدمها على مقياس مكوَّن من 5 نقاط:
-أوافق بشدة.
-أوافق.
-حيادي.
-لا أوافق.
-لا أوافق بشدة.
وتُعيَّن الأرقام لكلِّ استجابة، وتُجمَع لإنتاج نتيجةٍ تُمثِّل الموقف تجاه الشخص أو المجموعة أو الفكرة.
الأسئلة المفتوحة: يكتب المشاركون فيها إجاباتهم بأنفسهم دون وجود إطار موضوع مسبقًا.
وتُقدِّم كلمة (BURSO) دليلًا تقريبيًّا لكتابة هذا النوع من الأسئلة، وتشير إلى "مختصرة Brief"، و"ذات صلة Relevant"، و"لا لبس فيها Unambiguous"، و"محدَّدة Specific"، و"موضوعية Effective"، ويُسهِّل هذا على المستجيبين فهمهم واستيعابهم على نحو أسرع.
المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا
4- هنا