علم النفس > القاعدة المعرفية
مراحل إريك إريكسون في التطور النفسي والاجتماعي، (المرحلة السادسة: العلاقة الحميمة مقابل العزلة)
تُعرف المرحلة العمرية الممتدة ما بين 18 و40 سنة بكونها المرحلة التي يبدأ فيها الأشخاص بالبحث عن شريك حياتهم وبذلك يتركز رهان هذه المرحلة الأساسي على اختبار قدرتنا على تكوين علاقات حميمة ومحبة مع أشخاص آخرين والبدء بمشاركة أنفسنا على نحو أكبر معهم؛ إذ تترافق هذه المرحلة العمرية مع الميل لاستكشاف العلاقات التي تؤدي إلى التزامات طويلة الأمد مع شخص آخر غير أفراد الأسرة، ويحظى الكثيرون بالفوائد العاطفية لمثل تلك العلاقات الملتزمة.
لتخطي هذه المرحلة (المرحلة السادسة) يجب على الفرد إنشاء علاقة سعيدة يشعر فيها بالالتزام والسلام والرعاية. ولتحقيق ذلك يجب أن يكون الجسم والأنا قادران على السيطرة على الأعضاء والصراعات الداخلية الأخرى من أجل مواجهة الخوف من فقدان الأنا في المواقف التي تتطلب التخلي عن الذات. عندها يمكن للجنسانية genitality (المصطلح المستخدم للدلالة على قابلية الشخص لاختبار إحساس النشوة الجنسية بدءًا بالعادة السرية في مرحلة الطفولة وحتى بلوغها الذروة في النشاط الجنسي للبالغين) أن تتطور على نحو كامل. أما في حال ميل الفرد لتجنب العلاقة الحميمية والخوف من الالتزام والعلاقات واستعداده لتدمير القوى والأشخاص الذين يبدون ضمنيًّا خطرًا عليه؛ فسوف نكون أمام النتيجة المضادة وهي العزلة والشعور بالوحدة الطويل الأمد، وهي التي تكون أحد أسباب الاكتئاب.
وكان إريكسون Erikson قد نظم عدة معايير للـ "تناسل المثالي" الذي يُؤكِّد بواسطته على دور العديد من الأساليب والطرائق على حدوث التناغم؛ وهي:
أن يتبادل النشوة الجنسية مع شريك يحبه من الجنس الأخر ومستعد وقادر على مشاركة الثقة والتنظيم بين دور العمل والإنجاب والرفاهية؛ لضمان النسل في جميع مراحل التطور المرضي.
لا تتضمن هذه المرحلة كثيرًا من المشاعر التي تخصُّ التنشئة الاجتماعية داخل المجتمع، ولكن التحدي الذي تطرحه أحيانًا هو القدرة على تكوين علاقات حميمية؛ فالكثير من الأشخاص يجدون علاقات العمل والأقارب أكثر قابلية للإدارة من العلاقة الحميمة مع الشريك.
مرحلة التعافي بعد حدوث الانتكاس:
إن اختبارَ الفرد مشاعرَ قاسية في علاقة سابقة انتهت بالانتكاس قد يؤثر في مستوى الشعور بالحميمية لديه عند البدء بعلاقة جديدة لكون هذا الشعور قد اختُبر على أنه شعور بالخسارة، خاصةً في حال حدوث ذلك في وقت مبكر أو في حال لم يكن لديه خبرات سابقة؛ فقد يؤدي ذلك إلى شعور قوي بالقلق والشك بالنفس؛ أي إنَّ الفشل في إنشاء علاقة حميمية في وقت سابق سيجعل منه متجنبًا أو يائسًا من إمكانية "المحاولة مرة أخرى".
فمن المحتمل أن يُعيد الانتكاسُ تنشيطَ صراع المرحلة الخامسة (المرحلة السابقة) بين "النفس الجديدة" مقابل "النفس المريضة" بالتزامن مع الصراع الذي يعيشه عند اكتشافه عجزه عن إيجاد مرافق جديد. وهنا يختار بعض الأشخاص البحث عن شريك يعاني الأزمة نفسها، وقد يفرض ذلك ضغطًا شديدًا على كلا الشريكين في حال حدوث نكسات متكررة وسيؤدي إلى زعزعة كل منهما استقرار الآخر؛ أي سيعود الشعور بالغضب وكره الذات للظهور أيضًا في حالة رفض الشريك للعلاقة بعد الإفصاح عنها أو في أثناء الانتكاس الذي شهدته. وهنا قد يكون من الصعب التمييز في ما إذا كان هذا الغضب ناتج عن فشل محاولة التعافي هذه أو عن الانتكاس الوشيك.
وما يهمُّ في هذه المرحلة هو نضال الفرد لإتقان الغضب الداخلي بالكامل وتنمية الشعور بالسلام فيما يتعلق بالاعتراف بحدوث الانتكاس، فعندما تُجتاز هذه المشكلة بنجاح؛ تكتمل القدرة على التعبير عن المشاعر الحميمية في العلاقة مع الشريك وقبول المشاركة مدى الحياة.
المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا
4- هنا
5- هنا