نيلز هنريك أبيل- Niels Henrik Abel

نيلز هنريك أبيل، رياضياتي رائد وصاحب كَمٍّ هائل من الإنجازات الرائعة على الرَّغم  من حياته القصيرة. 

نستعرض اليوم بعضًا من محطات حياته في هذا الألبوم.

ولد "أبيل" في (5) آب/أغسطس 1802م في نيد ستراند النرويجية.

ارتاد مدرسة الكاتدرائية في عمر الـ 13 عامًا، وسرعان ما أدرك معلمه (بيرنت مايكل هولمبو-  Bernt Michael Holmboe) موهبته في الرياضيات، وشجعه على دراستها بمستويات متقدمة، ودرَّسه بعد المدرسة على نحو خاص. (1,3,5)

في الـ 16 من عمره قدَّم "أبيل" برهانًا لنظرية "ذات الحدين" بأنها صالحة للأرقام جميعًا، موسعًا بذلك استنتاج أويلر الذي اقتصر على إمكانية تطبيقها للأرقام النسبية وحسب. وفي عمر 19 عامًا بيَّن أنه لا يوجد حل جبري عام لجذور المعادلة الكمية أو أية معادلة متعددة الحدود عمومًا بدرجة أكبر من أربعة، من حيث العمليات الجبرية الجليَّة. إذ أوجَدَ فرعًا مهمًّا جدًّا للرياضيات يُعرف بنظرية الزمر، وهو فرع لا يقدر بثمن في مجالات الرياضيات العديدة، إضافةً إلى أهميته في الفيزياء أيضًا. (1,2,5)

مرَّت عائلة "أبيل" بأزمة حادة بعد وفاة والده في عام 1820، مما أدى إلى تفكك الأسرة عاطفيًّا وماليًّا، فقد اضطر "أبيل" إلى تحمل مسؤوليات أسرته، تزامنًا مع ظروف اقتصادية صعبة سادت النرويج آنذاك، وهو ما لم يتمكن من تحمله.(1)

سعى بيرنت مايكل هولمبو إلى حصول "أبيل" على منحة دراسية، وجمع ما يكفي من المال حتى تمكن "أبيل" من التقدم إلى جامعة كريستيانيا (أوسلو) في عام 1821. 

وفي عام 1822 حصل على درجة أولية من الجامعة نفسها، وواصل دراسته اعتمادًا على الدعم الذي قدمه له أستاذه.(1,2,5)

تضمنت أوراق "أبيل" الأولى التي نشرت في عام 1823 صياغة للمعادلات والتكاملات، ليكون أوَّل شخص صاغ وحلَّ معادلةً متكاملةً؛ إذ حث أصدقاؤه الحكومةَ النرويجية على منحه زمالة للدراسة في ألمانيا وفرنسا. (1,2)

وفي عام 1824، نشر على نفقته الخاصة دليله على استحالة حل المعادلة الغاوسية من الدرجة الخامسة جبريًّا، الذي كان يأمل أن يجلب له التقدير، ولكن الأمر انتهى بتجاهل غاوس لذلك الإثبات دون إلقاء نظرة سريعة حتى، وفشله في إدراك أنَّ المشكلة الشهيرة قد حُلَّت بالفعل. (1,3)

أعدَّ "أبيل" عملًا هائلًا عن الدوالِّ الإهليلجية (التي لم تُكتشف إلا بعد وفاته). وحين سُئل عن كيفية تطوير قدراته الرياضية بهذه السرعة، ردَّ قائلًا: "بدراسة الأسياد، وليس تلاميذهم".(1,4,5)

ذهب "أبيل" إلى باريس وذلك عام 1826، وأكمل بحثًا رئيسيًّا هناك عن نظرية تكاملات الاقترانات الجبرية، وكانت نتيجته الرئيسية والمعروفة باسم "نظرية أبيل" أساسًا للنظرية اللاحقة للتكاملات والدوالّ الأبيلية، وهي تعميم لنظرية الدالة الإهليلجية لدوالّ متعددة المتغيرات. ومع ذلك؛ لم تنجح زيارة "أبيل" إلى باريس في تأمين منصب له، وفُقدت المذكرات التي قدمها إلى أكاديمية العلوم الفرنسية. (1,2,3)

وفي أثناء وجوده في باريس عام 1828، أصيب "أبيل" بالسل، ومرَّ بتحسن مؤقت إلا أنه توفي بعده بوقت قريب في يوم 6  نيسان (أبريل) 1829؛ أي قبل يومين فقط من وصول خطاب من صديقه (أغسطس كريل- August Crelle) يخبره فيه أنه تمكَّن من تعيينه أستاذًا بجامعة برلين، لكن الخبر السار جاء متأخرًا. (1,2,4,5)

وتقديرًا لجهوده في مجال الرياضيات؛ أصدرت النرويج أربعة طوابع بمناسبة مرور مائة عام على وفاة أبيل، وهناك عملة معدنية بقيمة 20 كرونة تحمل صورته أيضًا. ويوجد تمثال أبيل في أوسلو، وقد سُمِّيت فوهة حفرة على القمر باسمه.

وفي عام 2002؛ أحدثت الحكومة النرويجية "جائزة أبيل" بمناسبة مرور المئوية الثانية على ميلاده، وتعنى هذه الجائزة بالإسهامات الاستثنائية في مجال الرياضيات.(2)

المصادر: