الطب > مقالات طبية
الاضطراب الوجداني الموسمي ودور العلاج الضوئي في الشفاء
الاضطراب الوجداني SAD) Seasonal Affective disorder) :هو نوع من أنواع الاكتئاب الذي يحدث في بعض الأوقات من السنة عادة؛ في الخريف أو في الشتاء، ويصيب قرابة عشرين مليون مواطن أمريكي سنويًّا.
ومن الأعراض المرافقة للاضطراب الوجداني الموسمي :
- تغيرات في المزاج.
- تغيرات في الشهية.
- زيادة الوزن.
- اختلال النشاط اليومي والنوم.
- مشكلات في الطمث.
ويُعَدُّ العلاج بالضوء من الطرائق المُتَّبعة في معالجة الاضطراب الوجداني الموسمي، ويُعتقد أنَّ العلاج بالضوء يثير موادَّ كيميائية في الدماغ مرتبطة بالمزاج والنوم.
الحالات التي يُستخدم فيها العلاج الضوئي:
- الاضطراب الوجداني الموسمي.
- أنواع أخرى من الاكتئاب غير الموسمي.
- اضطراب بسبب الرحلات الجوية الطويلة.
- اضطرابات النوم.
- الخرَف.
آلية العلاج الضوئي :
يعتمد العلاج على التعرض للضوء يوميًّا مدة ثلاثين دقيقة عن طريق علبة تصدر ضوءًا فلوريسينتيًّا ساطعًا، يُستعمَل فيه ضوءٌ أشدُّ سطوعًا من ضوء الغرفة بعشرين مرة تقريبًا، ويُعتقد أن التعرض للعلاج الضوئي في الصباح الباكر قد يكون أكثر تأثيرًا منه في فترة المساء.
ويجلس المريض قرب علبة ضوئية في جلسات العلاج الضوئي، ويجب أن يدخل الضوء إلى العينين على نحو غير مباشر ليكون العلاجُ فعالًا.
يجب ألَّا ينظر المريض في أثناء فتح العينين -أي في أثناء إجراء المعالجة- مباشرةً إلى علبة الضوء؛ لأنّه يمكن للضوء الساطع أن يؤذي العين، لذا من الضروري اتباع تعليمات الطبيب.
أجرى باحث من جامعة ( YALE) الأمريكية دراسة أظهر فيها -أوَّل مرة- أنَّ الجسم يملك مستقبلات للضوء غير تلك الموجودة في العين، مما يساعد على تفسير دور العلاج الضوئي في معالجة الاضطراب الوجداني الموسمي.
وفي دراسة أخرى أجراها باحثون من جامعة (HARVARD) الأمريكية؛ قسموا فيها عشوائيًّا 122 رجلًا وامرأة مصابون بالاكتئاب إلى أربع مجموعات: (ننبه هنا إلى أنَّ الأرقام منقولة تمامًا من المصدر )
- تلقى 31 منهم مضادًّا للاكتئاب هو الفلوكسيتين (Prozac) إضافة إلى العلاج الضوئي.
- تلقى 32 منهم علاجًا وهميًّا (Placebo) إضافة إلى العلاج الضوئي.
- تلقى 31 منهم الفلوكسيتين وخضع لعلاج ضوئي وهمي؛ باستخدام مولد للأيونات عوضًا عن العلبة الضوئية.
- تلقى 30 منهم علاجًا وهميًّا (Placebo) وخضع لعلاج ضوئي وهميّ أيضًا.
النتيجة في نهاية فترة العلاج (ثمانية أسابيع):
قلَّت أعراض الاكتئاب عند:
- 17 مصابًا ممن تناولوا مضادًّا للاكتئاب (فلوكسيتين) إضافة إلى العلاج الضوئي.
- 14 مصابًا ممن تناولوا الدواء الوهمي (Placebo) إضافة إلى العلاج الضوئي.
- 6 مصابين ممن تناولوا مضادًّا للاكتئاب (فلوكسيتين) وخضعوا لعلاج ضوئي وهمي.
- 9 مصابين ممن خضعوا لعلاج وهمي على نحو كامل.
ثلاثة عناصر مفتاحية مهمة لزيادة فعالية العلاج الضوئي:
الكثافة: تُقاس كثافة الضوء المنبعث من العلبة الضوئية باللوكس؛ وهي واحدةُ قياس كمية الضوء الذي يتلقاه المريض، إذ يُستحسَنُ عند علاج الاضطراب الوجداني الموسمي استخدامُ علبة ضوئية بكثافة ضوئية (10,000 لوكس)، على مسافة 41 إلى 61 سنتيمتر من الوجه.
المدة: عادة ما تتراوح مدة الجلسة بين 20- 30 دقيقة عند استخدام ضوء بكثافة (10,000 لوكس)، أما عند استخدام ضوء بكثافة أقل فتكون مدة الجلسة أطول.
وقت جلسة العلاج: عند غالبية الأشخاص يكون العلاج الضوئي فعالًا أكثر عندما يُجرى في الصباح الباكر.
إذا كنت تعاني الاضطرابَ الوجداني الموسمي أو أيَّ نوع آخر من أنواع الاكتئاب؛ فربَّما يقترح عليك الطبيب تجربة العلاج الضوئي للأسباب الآتية :
- يعد هذا العلاج آمنًا، وتأثيراته الجانبية قليلة.
- يمكن استعماله لزيادة فعالية الأدوية المضادة للاكتئاب أو زيادة تأثير العلاج النفسي.
- عندما يكون من الضروري تجنب الأدوية المضادة للاكتئاب (في فترة الحمل أو الإرضاع).
- يمكن تقليل جرعة الدواء المستخدم في معالجة الاكتئاب عند إدخال العلاج الضوئي.
- ويبدأ العلاج الضوئي بتحسين الأعراض خلال بضعة أيام، ويمكن أن يستغرق الأمر أسبوعين أو أكثر في بعض الحالات.
من المهم الإشارة إلى أن العلاج الضوئي لا يشفي من الاضطراب الوجداني الموسمي أو الاكتئاب غير الموسمي أو أي اضطراب آخر، لكنَّه يهدئ من الأعراض المرافقة لتلك الحالات، ويرفع مستويات الطاقة في الجسم، ويساعد في الشعور على نحو أفضل تجاه النفس والحياة اليومية.
المصادر:
1-هنا
2-هنا
3-هنا
4-هنا