الكيمياء والصيدلة > الآثار الجانبية
ما علاقة موانع الحمل الفموية في تعرف المرأة إلى العواطف المعقدة؟
تستخدم أكثر من 100 مليون امرأة في أنحاء العالم وسائل منع الحمل الفموية oral contraceptive pill (OCP) التي تساعد -إلى جانب تحديد النسل- على التحكم في حَبِّ الشباب والدورات الطمثية الغزيرة وانتباذ بطانة الرحم، وعلى الحد من مخاطر الإصابة بسرطان المبيض والرحم والقولون أيضاً، ولكن من جهة أخرى يمكن أن تزيد حبوب منع الحمل خطرَ الإصابة بسرطانَي الثدي وعنق الرحم، فضلاً عن جلطات الدم وارتفاع الضغط، ولكن هل علينا أن نحذر من تأثير سلبي عاطفي إلى جانب ما سبق؟
من المعروف أن الإستروجين يعمل في كل مكان في الجسم متضمناً أجزاء الدماغ التي تتحكم في المشاعر، وتشمل آثار الإستروجين كلاً من زيادة السيروتونين وعدد مستقبلاته في الدماغ، وتعديل إنتاج الأندروفين وتأثيراته في الدماغ (والأندورفين مركب كيميائي مسؤول عن شعورنا بالمتعة، إضافةً إلى حماية الأعصاب من التلف. لكن التنبؤ بما تعنيه هذه الآثار لدى كل امرأة مستحيل؛ إذ إن تصرفات الإستروجين معقدة للغاية لنتمكن من فهمها فهماً كاملاً.
ومن أجل مزيد من التحري عن تأثيرات الـ (OCPs) في التعرف إلى المشاعر عند المرأة؛ درس الباحثون هذه التأثيرات عن طريق تحدي مجموعتين متماثلتين من النساء الصحيحات -كانت 42 امرأة منهنّ من مستخدمات الـOCP، و53 من غير المستخدمات لها- في تحديد التعبيرات العاطفية المعقدة؛ مثل الكبرياء أو الاحتقار، وهي تختلف عن التعابير البسيطة الأساسية؛ مثل السعادة أو الخوف، وبيَّنت النتائج أن مستخدمات موانع الحمل الفموية OCP كُنَّ أسوأ بنسبة 10٪ وسطياً في فك رموز التعبيرات العاطفية المعقدة والغامضة مقارنة بغير المستخدمات، بغض النظر عن نوع الـ OCP المستخدم أو مرحلة الدورة الشهرية عند غير المستخدمات، وهذا ما يتفق مع البحوث السابقة.
ويقول كبير مؤلفي الدراسة الدكتور ألكسندر ليسكه من جامعة جرايفسفالد في ألمانيا: "من المعروف أن الاختلافات في مستويات الإستروجين والبروجستيرون في الدورة الشهرية تؤثر في تمييز العواطف، وفي النشاط والصلات في مناطق الدماغ المرتبطة بها، ولما كانت موانع الحمل الفموية تعمل على كبت مستويات الإستروجين والبروجستيرون فمن المنطقي أن تؤثر موانع الحمل الفموية في تمييز العواطف أيضاً، وفي الأحوال جميعها، فإن الآلية الدقيقة وراء التغيرات التي تحدثها موانع الحمل الفموية لا تزال بحاجةٍ إلى توضيح"، ويتابع قائلاً: "ونحتاج إلى مزيد من الدراسات للتحقيق فيما إذا كانت هذه التأثيرات تعتمد على نوع الاستخدام أو مدته أو وقته، ويجب أن تحقق هذه الدراسات فيما إذا كانت تُغير قدرة المرأة بالفعل على بدء العلاقات الحميمة والحفاظ عليها، فإذا تبين أن هذا صحيح، فيجب أن نزود النساء بمعلومات أكثر تفصيلاً عن عواقب استخدام وسائل منع الحمل الفموية "
وفي الختام نشدد على أهمية استشارة الطبيب أو الصيدلاني فيما يخص أي دواء، ونؤكد أن هذه الدراسة لا تزال دراسة أولية بحاجة إلى مزيد من الدراسات لتوضيح مدى تأثير هذه الأدوية.
المصادر:
1 هنا
2 هنا
3 هنا