عازف الغيتار الرياضي

وفي الحقيقة لحل المعضلة، ابتكر المعجبون والموسيقيون نظرياتهم الخاصة عن الآلة المعنية، لكن الأمر تطلب رياضيًّا من جامعة دالهاوسي "Dalhaousie University" ليصل إلى الحقيقة.

"بدأت العزف على الغيتار لأني سمعت البيتلز، وهذا سبب تركي للبيانو" يقول الدكتور جيسون براون Jason Brown من جامعة دالهاوسي في قسم الرياضيات والإحصاء، وتابع: "وحاولت أن أعزف هذه النغمة عدة مرات في السنين الماضية، يبدو غريبًا كيف يمكن لأحد أن ينتج ضجة عن نغمة في حقبة يستخدم فيها الفنانون تقنيات بسيطة للتسجيل، إنه لشيء مثير للدهشة".

منذ عدة سنين، وفي الذكرى الـ 40 لإنتاج تلك الأغنية، قرر الدكتور براون أن يحاول فك الشفرة باستخدام تحويلات فورييه، وباستخدام البرامج الحاسوبية حاول فك الموجات الصوتية إلى مركباتها الأساسية ومطابقتها مع الآلات الموسيقية.

تمكن "براون" من الوصول إلى نتائج عن طريق الدراسة إذ يقول: "امتلك جورج غيتار بـ 12 وترًا، وامتلك لينون غيتارًا آخر بـ 6 أوتار، في حين عزف  بول على آلة الـ Bass. لكن موجات أي منها لا تتطابق! وعندها حضرتني الفكرة؛ لكن لحظة، لم تكن في الأغنية هذه الآلات فحسب! بل يوجد آلة أخرى؛ إنه بيانو ويبدو أنه المسؤول عن الموجات الصوتية".

استنتج الدكتور براون أن هناك جورج آخر في القضية لم يحسب له حسابًا، إنه جورج مارتن منتج الفرقة، والذي عمل معهم على الأغنية المعنية، إذ عزف العلامة الموسيقية F من البيانو، ومن ثم فإنه وبجمع النغمتين نتجت نغمة مختلفة كليًّا عن كل الأدبيات المتعلقة بالأغنية. ولعل هذا هو السبب الذي جعل الدكتور براون يحصد الانتباه العالمي، ويضحك قائلًا: إنه ربما يكون الرياضي الوحيد الذي نشرت صورته على أغلفة مجلة Guitar Player.

يقول براون: "الرياضيات والموسيقا ليستا بذاك البعد عن بعضهما كما يظن المرء، ومن المعروف أن الأطفال الذين يتعلمون الموسيقا أفضل في الرياضيات عمومًا، وذلك لأن الرياضيات والموسيقا تستخدمان الدماغ بطرائق متماثلة. وأفضل الموسيقا هي "التحليلية" والتي تحتوي على الكثير من الأنماط، والرياضيات تحتوي بدورها على الكثير من الجماليات فيها". ويرى براون أنهما "تكملان بعضهما على نحو جيد".

المصدر:

هنا