المعلوماتية > أعلام المعلوماتية
لورنس روبرتس Lawrence Roberts المبتكر الذي مهد الطريق لظهور الإنترنت
وُلِد روبرتس في 21 كانون الأول/ديسمبر عام 1937م، وتوفي في كاليفورنيا في 26 كانون الأول/ديسمبر عام 2018م عن عمر ناهز 81 عامًا.
عاش روبرتس طفولته في ويستبورت في ولاية كونيتيكت، في كنف عائلة لديها ارتباط وثيق بالعلوم؛ إذ يحمل والداه إليوت وإليزابيث درجةَ الدكتوراه في الكيمياء.
وقد تمكن روبرتس في صباه من بناء ملف تسلا ومن تجميع تلفاز وبناء شبكة هاتفية باستخدام الترانزستورات.
التحق روبرتس بمعهد ماساشوستس للتقنية MIT وحصل منه على شهادة البكالوريوس عام 1959م، والماجستير في العام التالي، والدكتوراه في عام 1963م، وكانت جميعها في الهندسة الكهربائية.
واصل روبرتس بعد حصوله على درجة الدكتوراه العملَ في مختبر لينكولن لمعهد ماساتشوستس للتقنية MIT في مجال رسوميات الحاسوب computer graphics، واطّلع في تلك الفترة على الورقة العلمية "Intergalactic Computer Network" التي نشرها البروفيسور جوزيف ليكليدر Joseph Licklider، وقد ظهرت فيها الحاجة إلى إنشاء شبكة نقل بيانات عامة.
ويُذكَر أنّ روبرتس بدأ بعدها في العمل في مجال الشبكات الحاسوبية Computer Networks.
دور روبرتس في شبكة أربانت Arpanet:
بحلول عام 1967م؛ عيّن روبرت تايلور Robert Taylor -بصفته رئيس مكتب تقنيات معالجة المعلومات IPTO) Information Processing Techniques Office) في وكالة مشاريع أبحاث الدفاع المتطورة (Defense Advanced Research Project Agency (DARPA- روبرتس على رأس البرنامج المسؤول عن إنشاء شبكة أربانت Arpanet، وقد طوّر روبرتس خطة عمل لتصميم شبكة Arpanet وتنفيذها لتكون أول شبكة واسعة النطاق تعمل بتقنية تبديل الرزم.
وفي Arpanet؛ خُطِّطت العناصر الشبكية ورُبِطت بطريقة موزعة بدلًا من طريقة الاتصال المركزي؛ مما مكّن المتصلين جميعهم من مشاركة موارد الشبكة، واعتُمِدت آلية تقسيم البيانات إلى مجموعات صغيرة تعرف بالرزم packets في أثناء انتقالها إلى وجهتها.
يُذكَر أنه كان لإنشاء Arpanet دور كبير في إلهام الباحثين ودفعهم لتطوير تقنيات عديدة من شأنها الوصول بنا إلى عصر الإنترنت الحالي.
وفي حقيقة الأمر حقق روبرتس إنجازاتٍ عدة؛ ففي عام 1971م كتب أحد برامج البريد الإلكتروني الأولى read (RD)، وقد كانت المرة الأولى التي سمح فيها RD للمستخدمين بحفظ رسائلهم وحذفها وتنظيمها.
كذلك أسس روبرتس شركة Telenet في عام 1973م، وهي تُعدّ أول شركة لشبكات الحاسوب تستخدم تقنية تبديل الرزم؛ إذ طورت تلك الشركة البروتوكول X.25 الذي أصبح أحد بروتوكولات الشبكات الأكثر شعبية.
ومن عام 1983م إلى عام 1993م، شغل روبرتس منصب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة NetExpress، وهي شركة إلكترونيات متخصصة في أجهزة الفاكس وأجهزة الصراف الآلي.
ومن عام 1993م إلى 1998م، كان روبرتس رئيسًا لأنظمة ATM.
إضافة إلى ذلك، أسس روبرتس في عام 1999م شبكات Caspian وطُوِّرت فيها موجهات routers ذات قدرة عالية وتحقق جودة خدمة Quality of Service(QoS) لأجهزة الصراف الآلي متوافقةً مع الشبكات التي تعتمد بروتوكول الإنترنت IP. ويُذكَر أنّ تلك الموجهات انتشرت عام 2003م لتلائم التطبيقات الحساسة لجودة الخدمة مثل مؤتمرات الفيديو، وعلى الرغم من ذلك؛ كان الجيل الأول من الموجهات غالي التكلفة وذي تدفق بيانات كبير.
وفي عام 2014 أسس روبرتس شركة Anagran Inc وصمم نظامًا جديدًا لإدارة تدفق البيانات على نحو أكثر كفاءة واقتصادية.
حصل روبرتس على عديد من الجوائز تقديرًا لإبداعه في مجال شبكات الحاسوب، وأصبح اليوم هو وكلاينروك وفينتون سيرف وروبرت خان معروفين عالميًّا بوصفهم الآباء الأربعة المؤسسين للإنترنت.
Arpanet:
تُعدّ النواة الأولى لشبكة الإنترنت وأول شبكة نقل بيانات تستخدم حزمة بروتوكولات الإنترنت.
Packet switching:
تعتمد أنظمة الاتصال على مبدأ تأمين الاتصال بين المرسل والمستقبل، ويوجد عدة تقنيات تحقق الربط والاتصال في الشبكة؛ منها تقنية تبديل الدارة circuit switching، وتقنية تبديل الرزم Packet switching.
ويرتكز مفهوم تبديل الدارة على تخصيص قناة اتصال ثابتة بين أية نقطتين أو عقدتين في الشبكة تريدان الاتصال معًا، ومن هذا المبدأ تُعدّ تقنية تبديل الدارة شبيهة بشبكة الهاتف؛ فعندما تجري اتصالًا هاتفيًّا تخصص الشبكة قناة خاصة للمكالمة تستخدمها أنت حصريًّا.
أما تقنية تبديل الرزم، فتُعدّ الأساس الذي بُني عليه الإنترنت؛ إذ لا تُرسَل الرسالة فيها وِحدةً متكاملة، بل تُقسَم إلى رزم تُرسَل على نحو منفصل لتسلك كلُّ منها المسار الذي تراه مناسبًا حسب ظروف الشبكة والمرور وحسب قرارات التوجيه التي يتّخذها الموجه router حتى تصل إلى الجهاز المستقبل؛ إذ يُعاد فيه تجميع الرسالة وترتيبها لتعود إلى صيغتها الأولى.
وفي ضوء ذلك، توفر تقنية تبديل الرزم ميزةَ الاستغلال الأمثل لموارد الشبكة ومرونةً كبيرة في إيصال البيانات من مكان إلى آخر في ظل ظروف عمل ديناميكية متغيرة كل لحظة.
المصادر: