الطب > طب الأسنان
السجائر الإلكترونية؛ قنابل موقوتة في الفم!
في عصر التطور العلمي والتكنولوجي الذي نعيشه شملت الإلكترونيات والكهربائيات جميع جوانب حياتنا؛ منها ما هو مفيد ومنها ما هو ضار، ويعتمد هذا على طريقة استخدامنا للمنتج وعلى مصالح الشركات المصنعة لأهداف علمية أو طبية أو تجارية مادية، وأحد هذه المجالات هو التدخين بكلِّ أنواعه؛ إذ أدى هذا التطور إلى ظهور السيجارة الإلكترونية، وقد ازداد انتشارها في الآونة الأخيرة كثيرًا، وخصوصًا بين الشباب واليافعين بحجة أنها غير مؤذية كنظيرتها التقليدية، ولكن هل يُعدُّ هذا الإدعاء صحيحًا؟
إنَّ العديد من مخاطر السيجارة الإلكترونية لا تزال قيد الدراسة ولكن أحد المخاطر بات واضحًا وهو الانفجار!!
ولعل آخر هذه الحوادث المسجلة هي لطفل بعمر الـ 17 وصل إلى غرفة الطوارئ بعد ساعتين من انفجار السيجارة في فمه، ولحسن حظه أظهر الفحص استقرار علاماته الحيوية وعدم وجود اضطرابات تنفسية، ولكن من ناحية أخرى فقد أصيب بجرح دائري في الذقن مع تهتك شديد في الفم وتخرُّب شديد في القواطع السفلية إضافةً إلى كسر أدى إلى تشوهٍ في الفكِّ السفلي .
ويظهر هنا إعادة البناء بالتصوير المقطعي المحوسب وجود كسر متبدل في الفك السفلي وفِقدان الثنية والرباعية اليسرى.
أجريت للطفل جراحة لإزالة الأسنان التي تضررت مع بقايا النسج المتموتة واستخدمت صفيحة تحت لثوية لتثبيت طرفي الكسر في الفك وبحسَب د.راسل التي عالجت الطفل وتتابعه؛ فقد احتاج الشفاء تثبيت الفكين مدة 6 أسابيع.
وحسب دراسة نُشرت في المجلة الطبية البريطانية BMJ حديثًا (٢٠/٦/٢٠١٩) فإنَّ عدد الحالات المسجلة لانفجار السجائر الإلكترونية والحروق الناتجة عنها بلغ قرابة ٢٠٣٥ بين عامَي ٢٠١٥-٢٠١٧ في الولايات المتحدة الأمريكية.
ولا يزال السبب وراء انفجار هذه السجائر غير معروف بدقة، ولكن تقترح بعض الأدلة أنَّ مشكلات في البطاريات قد تكون خلف هذه الحوادث، ولذلك تنصح منظمة الغذاء والدواء الأمريكية FDA بما يأتي لتجنب وقوعها:
١- اقرأ تعليمات الاستخدام والأمان بدقة عند شرائك أحد هذه السجائر.
٢- لا تغلق أو تعطل ميزات الأمان في السيجارة؛ كثقوب التهوية أو قفل زر الإشعال التي تحمي البطاريات من التسخين الزائد.
٣- استخدم البطاريات المنصوح بها من قِبَل الشركة المصنعة فقط، واستبدل البطارية في حال تعرضها للتلف أو البلل.
٤- لا تشحن السجائر الإلكترونية خلال الليل أو بواسطة شاحن هاتفك النقال أو اللوحي.
٥- احمِ السجائر الإلكترونية من تعرضها للبرودة المفرطة أو للحرارة العالية؛ كأشعة الشمس المباشرة.
وهنا نضيف؛ أنَّ الابتعاد عن استخدام هذه السجائر الإلكترونية هو بلا شك الوسيلة الأنجع للوقاية من انفجارها.
ولكن في حال كنتم تتساءلون عن مخاطرها الأخرى فسنورِد لكم هنا بعضًا منها:
تتفاوت نتائج الدراسات في ما يخص فائدة السجائر الإلكترونية بمساعدة المدخنين على الإقلاع، ولكن على الرغم من أنَّ خطر الوفيات أقل باستخدام السيجارة الإلكترونية؛ فإنَّ استخدامها ينطوي على كثير من المخاطر؛ إذ لوحظ تسببها بتهيج في الحنجرة والعيون والآذان؛ إضافة إلى أنَّ الرذاذ الصادر على شكل بخار يكون غير مفلتر، وعلى عكس الاعتقاد الشائع بأنَّه بخار ماء غير ضار؛ فهو يحتوي على مواد كيميائية وجزيئات صغيرة تبقى في الرئتين وتنتشر في الهواء؛ فتلوث البيئة المجاورة، لذلك فهي تحمل خطرًا حتى على الأشخاص الموجودين بجانب المدخن.
ولوحظ ازدياد نسبة الأطفال المتسممين بالنيكوتين الذي يحويه سائل السيجارة الإلكترونية بسبب غلافه الملون ومنكهات الفواكه والسكريات التي تجذب الأطفال؛ إضافة إلى أنَّ انتشار السيجارة الإلكترونية بين المراهقين مثير للقلق؛ إذ يُعيق تعرض الدماغ للنيكوتين نموَّه ويجعل المراهق عُرضة للإدمان على أنواع أخرى من العقاقير.
ولذلك يُنصح بتجنب استخدام السيجارة الإلكترونية والابتعاد عن النيكوتين السائل؛ فهو يسبب ارتفاع ضغط الدم والسكري، وكذلك فإنَّ المنكهات المستخدمة تسبب مرضًا رئويًّا مزمنًا يُدعَى (التهاب القصيبات الساد)؛ إضافة إلى أن السجائر ذات القوة الكهربائية العالية تؤدي إلى تشكُّل مركب الفورمالدهايد وبعض السموم الأخرى.
ويمكنكم قراءة مزيدٍ عن السجائر الإلكترونية في مقالاتنا السابقة:
أخيرًا فإنَّ الحديث عن مخاطر السجائر الإلكترونية يجب ألا يجعل السجائر الاعتيادية هي البديل المطروح؛ إذ يقلل التدخين من العمر الافتراضي 10 سنوات على الأقل، وهو المنتج الوحيد الذي يقتل عند استخدامه وَفقًا لتعليماته؛ وهو المسبب الأول للوفاة الذي يمكن تجنبه أيضًا؛ فهو يُودِي بحياة 480 ألف شخص سنويًّا في الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا الرقم أكبر من عدد الوفيات بسبب فيروس عَوز المناعة المكتسب (الإيدز) والهيروين والميثأمفيتامين والكوكايين والكحول وحوادث السير والأسلحة النارية مجتمعة!
المصادر:
1-هنا
2- هنا
3-هنا
4-هنا