الطب > علوم عصبية وطب نفسي
دور الوراثة في النسيان
أكيد كلنا مجربين خيانة الذاكرة (خصوصي وقت الامتحان) بس خيانة عن خيانة بتفرق. في ناس ذاكرتن بتخونن زيادة عن اللزوم؛ بحطوا مفاتيحن وبعد شوي ما بيتذكروا وينن، بينسو أسماء كتير أشخاص، حتى انتباهن بكون بغالب الأحيان مشتّت أو بيشردوا كتير. ممكن ما ينتبهوا إنو في إشارة مرور مثلاً، وهفوات كتيرة غيرها. يمكن يكون هالشي شائع عند كتير أشخاص بين فترة وفترة، بس لما بيتكرر بشكل كبير هون في مشكلة ولازم نلاقي لها تفسير.
وجد مجموعة من علماء جامعة بون في ألمانيا دلائل تشير إلى أن الجين (المورّثة) المسؤول عن تشكيل مستقبلات الدوبامين والذي يدعى بالجين DRD2 يلعب دوراً هاماً في النسيان؛ إذ يلعب هذا الجين دوراً رئيسياً في نقل الإشارات ضمن الناحية الأمامية للدماغ frontal lobe، وإذا تخيلنا أن هذا القسم من الدماغ يعمل بانسجام كالأوركسترا فإنّ وظيفة جين الـ DRD2 (مستقبل الدوبامين D2) هنا بمثابة عصا قائد الأوركسترا، فإذا أغفلتَ إحدى الإيقاعات أو أخطأتَ بها انعكس ذلك على جميع أفراد الأوركسترا واضطربت موسيقاهم.
تم إخضاع 500 رجل وامرأة للاختبار وذلك بأخذ عينات من لعابهم وفحصها بطرق خاصة. وجد العلماء أن جميع البشر يحملون الجين DRD2 لكن الاختلاف يكمن بحمض أميني واحد من الشيفرة الوراثية، فوفقاً للدراسة كانت ربع المجموعة الخاضعة للاختبار تحمل الجين DRD2 مع وجود الحمض الأميني السيتوسين cytosine في موضع واحد، في حين حملت باقي المجموعة الجين DRD2 مع وجود الحمض الأميني الثيامين في موقع واحد على الأقل، أي أن الجين DRD2 يقتصر على نوعين أحدهما يحوي السيتوسين في موقع واحد والآخر يحوي الثيامين في موقع واحد أو أكثر.
ثم أراد الباحثون معرفة ما إذا كان هذا الاختلاف يؤثر بطريقة أو بأخرى على السلوك اليومي للأشخاص، وذلك بسؤال المتطوّعين بعض الأسئلة الشخصية التي تكشف مدى تكرار نسيانهم للأسماء أو إضاعة أغراضهم الخاصة، وشملت الأسئلة أيضاً بعض الاستفسارات التي تتعلق بانفعالاتهم أو مدى استطاعتهم الحفاظ على تركيزهم.
استخدم العلماء طرقاً إحصائية كإجراء بعض الاستبيانات لمعرفة إمكانية ربط هذا الاختلاف في الـDRD2 بالنسيان ونَسْبِ أعراضه لأحد نوعي هذا الجين بحيث يكون هو المسؤول عن ظهورها.
وبالفعل أظهرت النتائج أن كلاً من الذاكرة والتركيز يكونان ضعيفين بشكل ملحوظ لدى الأشخاص الحاملين للـ DRD2 من النمط الثياميني، فهم أكثر عرضة لهفوات الذاكرة و تشتّت التركيز، والعكس بالعكس؛ فأصحاب الذاكرة القوية والتركيز الجيد يحملون الـDRD2 من النمط السيتوسيني.
وأشار العلماء أيضاً إلى أنّ كون الشخص يحمل جين الـ DRD2 من النمط الثياميني لا يعني استسلامه لقدره، فهناك الكثير لفعله للتعويض عن ذلك كاتّباع استراتيجيات معينة في تنظيم حياته من خلال تدوين الملاحظات المهمة أو وضع أغراضه في أماكن محدّدة عوضاً عن رميها في أماكن عدة، وبذلك يستطيع السيطرة على الكثير من الأمور التي قد تسببها له جيناته.
المصدر: هنا
مصدر الصورة: هنا