الكيمياء والصيدلة > علاجات صيدلانية جديدة
مركّبٌ مشتقٌ من "الحشيش" قد يكون الدواء الأول لانقطاع النّفس النّومي.
بدايةً سنأخذ فكرةً موجزة عن هذه الحالة الطبية الشائعة.
يُعدّ انقطاع النّفس النّومي الانسداديّ نمطًا خطيرًا من اضطرابات النوم، ويتظاهر عادةً بتوقف التنفس وعودته المتكررة في النوم.
ومن أعراضه: نعاسٌ شديدٌ في النهار، وصوتُ شخيرٍ عالٍ، وفتراتٌ من انقطاع التنفس في النوم، واستيقاظٌ مفاجئٌ مترافقٌ مع لهاثٍ أو اختناق، وتعرّقٌ ليليّ، وجفافُ فمٍ وحلقٍ عند الاستيقاظ وغيرها من الأعراض.
ومع غياب العلاجات الدوائية المصادق عليها للمرض، يُعدُّ جهاز ضغط المجرى الهوائي الإيجابي المستمر الخطّ العلاجيّ الأول، ويزوّد هذا الجهاز المجرى الهوائي بضغطٍ هوائيٍّ مستمر لإبقائه مفتوحًا عند النوم.
وعلى الرغم من فعالية الجهاز، ولكنه ثقيلٌ عند ارتدائه والالتزام الطويل الأجل به منخفضٌ نوعًا ما.
ولم يُكشَف حتى الآن عن أيّ علاجٍ سهلٌ استعماله لدى المريض، فهل يكمن الحل في "الحشيش"؟
لنتابع..
أظهر الدّرونابينول (وهو الصّيغة الصّنعيّة لمركّب القنّب الهنديّ (الحشيش) المسمّى رباعي هيدرو الكانابينول) نجاعةً في علاج انقطاع النّفس الانسدادي النّومي مشكّلًا المقاربة الدوائية الأولى لهذه الحالة الصعبة العلاج، والتي قد تغدو خطيرة.
ويؤثر الدرونابينول بصفته ناهضٍ غير انتقائيّ لمستقبل الكانابينويد النوع الأول والثاني، وحدثت المصادقة عليه بدايةً عام 1985م من قبل إدارة الدواء والغذاء FDA لعلاج الغثيان والإقياء المترافقين مع العلاج الكيميائي، ويستطبّ لتحفيز الشّهية في متلازمة الهزال المتعلقة بالإيدز أيضًا.
ترافق استخدام الدرونابينول مقارنةً بالبلاسيبو (العلاج الوهميّ)* بمشعر (انقطاع أو ضعف) تنفس أقل (وهو المشعر الذي يعبر عن عدد حدثيّات انقطاع أو ضعف التنفس في أثناء ساعةِ نومٍ واحدة) مع تحسّن النّعاس ورضًا أكبر عن العلاج عمومًا.
أُثبتَ في دراسةٍ سابقة تضمنت قوارضًا ومجموعةً من 17 مريضًا؛ أن الدرونابينول جيّدُ التحمل، ويخفض مشعر (انقطاع أو ضعف) التنفس بمقدار الثّلث بعد ثلاثة أسابيعٍ من التطبيق الفموي.
أمّا الدّراسة الجديدة فقد أُجريت على 73 من المرضى بانقطاع النّفس الانسدادي النومي بحالةٍ متوسطةٍ أو شديدة.
وقُسِّم المرضى في ثلاث مجموعات، عولجت المجموعتان الأولى والثانية بـ 2.5ملغ، 10 ملغ درونابينول على التوالي، أما المجموعة الثالثة فكانت الشّاهدة وأعطيت البلاسيبو بجرعة واحدة قبل ساعةٍ من النوم مدة ستة أسابيع.
بينت الدراسة تحسّنًا واضحًا في المجموعة المعالجة بـ 2.5 ملغ درونابينول تمثّل بانخفاضٍ قدره 10.5 حدثًا في الساعة، بينما بلغ الانخفاض 12.9 حدثًا في الساعة عند المجموعة المعالجة بـ 10 ملغ درونابينول.
ولم يلحظ أي تغير مهم عند المجموعة الشاهدة، واتفق على أن الاختلاف بالتحسن بين المجموعتين الأولى والثانية غير معتدّ به.
*العلاج الوهمي هو أيُّة طريقةٍ أو دواءٍ يبدو حقيقيًا، لكنه لا يحوي مادةً فعالةً في ذاتِه (وإنما قد يكون مجردَ سكرٍ أو نشاءٍ أو محلولٍ ملحيٍّ) ومع ذلك يبدي تأثيرًا دوائيًا في الجسم٫ لمعرفة المزيد، يرجى قراءة مقالنا عن الموضوع هنا
المصادر: