البيولوجيا والتطوّر > ألبـومـات
بدء العمل على قرود معدلة جينيًّا في الصين
انطلاق الجهود الصينية لاستنساخ القرود المعدلة وراثيًّا:
تمكن العلماء من استنساخ خمسة قرود ذات جينات متطابقة تقريبًا من أحد القرود التي عُطِّلت فيها الجينات الضرورية لدورة النوم والاستيقاظ؛ إذ إنها المرة الأولى التي يستنسخ فيها الباحثون قردًا معدَّلًا وراثيًّا والعمل على إثبات مبدأ لخُطة الباحثين بإنشاء مجموعات من قرود متطابقة وراثيًّا، ويقولون إنها ستُحدِث ثورة في البحوث الطبية الحيوية.قال أحد الباحثين: إن نماذج القرود الجديدة ستكون مفيدة في معالجة بعض الأمراض البشرية، ذلك لأنها أفضل نموذج حيواني لدراسة الوظائف المعرفية العليا واضطرابات الدماغ لدى البشر، وتُستخدَم لتحديد إذا كانت التأثيرات الدوائية ناتجة من الدواء بذاته أو بسبب التباين الوراثي؛ لكن المشكلة الوحيدة في استخدام هذه النماذج أنها غالية الثمن، ويعارض كثير من الناس استخدامها في البحث.
في أوروبا والولايات المتحدة؛ تزداد مواجدة البحث لعقبات تنظيمية وتكاليف؛ إضافة إلى المعارضة الأخلاقية الحيوية؛ على عكس الصين؛ إذ وضعتِ الخُطة الخمسية لعام 2011 في البلاد لاستخدام نماذج القرود المعالجة للأمراض بوصفها هدفًا وطنيًّا، وذلك لأن عملية استنساخ القرود مكلفة وغير فعالة.
ولإنشاء 5 قرود مكاكية مستنسخة؛ بدأ الفريق بـ 325 من الأجنة المستنسخة من الجينات المعدلة وراثيًّا التي زرعوها في 65 قردة بديلة وقُدِّرت تكلفة العملية بقرابة 500،000 دولار .
استخدم فريق الباحثين تقنية الاستنساخ القياسية وهي العملية نفسها المستخدمة لاستنساخ خراف دوللي؛ إذ تعتمد على استنساخ القرود باستخدام الحمض النووي من الخلايا البالغة، ويُحقَن فيها الحمض النووي لخلية مانحة -في هذه الحالة مأخوذة من قرد بالغ عُدِّل جينومه- في بيضة أُزيلت مادتها الوراثية، ويعيد الحمض النووي البرمجة إلى الحالة الجنينية التي يمكن أن تتشكل منها الخلايا المتخصصة.
يعتقد بعض علماء الأخلاقيات البيولوجية أن التجارب التي تستخدم القرود يجب أن تكون الملاذ الأخير بسبب ارتفاع مستويات الإدراك لديهم.
فبعض التجارب على الفئران تكون مناسبة بالدرجة العلمية نفسها كما في القرود، وهي مقبولة من قِبل العامة، والحيوانات أرخص وأسرع في الإنتاجية، ولكنها ليست بديلًا جيدًا لدراسة الوظائف المعرفية العليا واضطرابات الدماغ لدى البشر.
وفي هذا الخصوص أجرى فريق الباحثين دراسة تأثير تعديل الجينات على قرود المكاك الخمسة المستنسخة، فعُطِّل الجين و BMAL1 الذي يؤدي دورًا حاسمًا في الحفاظ على إيقاع الساعة البيولوجية، وهي الساعة الداخلية التي تسهل دورة النوم والاستيقاظ الصحية في البشر، ورُبطت طفرات BMAL1 بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم والاكتئاب، وأظهرت هذه النتائج أن اضطراب الساعة البيولوجية يمكن أن يكون مُحفِّزًا رئيسيًّا للاضطرابات النفسية في القرود.
وبناءً على هذه النتائج وصفت مجموعة حقوق الحيوان PETA هذه التجارب أنها ممارسات وحشية تسببت في معاناة القرود من اضطرابات في النوم.
الخُطوة الآتية للفريق هي البحث بتفصيلٍ أكثر في الآليات العصبية التي يمكن أن تخلق هذه المشكلات، وسيستفيد من القرود المتطابقة جينيًّا أيضًا للبحث عن علامات تشخيصية للاضطرابات المرتبطة بإيقاع الساعة البيولوجية كالذُّهان والخوف والقلق والعلاجات الممكنة.
فهل سيتوصل الباحثون لحل جميع المشكلات العصبية التي تواجه البشر؟
وهل سيكون هناك علاج لمرض ألزهايمر وبعض الأمراض الملازمة للبشر !!
المصدر: هنا