المعلوماتية > برمجة الألعاب
PUBG الجزء الثاني: أنظمة الإطلاق
لا شكَّ أنَّ مواجهة تسعة وتسعين خصمًا في هذه اللعبة أمرٌ صعب للغاية! ولكن، يصبح الأمر أقلَّ صعوبة عندما نفهم آلية اللعبة وتصميمها، وهذا ما سنتطرَّق إليه في هذا المقال؛ إذ سنحدِّد آليات الإطلاق ومناقشة الطرائق المُثلى المتَّبعة من أجل الوصول إلى مراحل متقدِّمة، وسنتعرَّف الفروقات الأساسية بين أنظمة الإطلاق والأسلحة على حدٍّ سواء.
دعونا نبدأ مغامرتنا..
التحكُّم في إطلاق النار:
تتطلَّب الألعاب التي يتعامل المستخدم فيها -مع أسلحة وأنظمة إطلاق مختلفة- اتباعَ نمط لعبٍ معيَّن من أجل تحقيق النتيجة والمتعة المرجوَّة، فيجب معرفة كيفية مطاردة الخصوم، وتجنُّبهم، ومراقبة تحرُّكاتهم، والأهمُّ من ذلك؛ إتقان آليات الإطلاق بحيث يجب معرفة اللحظة المناسبة لإطلاق النار، فضلًا عن نوع السلاح وخصائصه؛ إذ يتطلَّب كلُّ نمط من أنماط استهداف الخصوم منهجَ لعبٍ معيَّن.
وأهم أنماط الاستهداف التي يجب التعرُّف إليها، هي:
- الاستهداف اللانهائي السرعة:
وأغلب هذه الأسلحة تكون أسلحة ليزرية، ومن الواضح أنَّه لا يجب الإكثار من هذه الأسلحة عند التصميم؛ لأنَّها تجعل اللعبة مملَّةً بعض الشيء، ولذلك تكون هذه الأسلحة نادرةً جدًّا.
وفي لعبتنا نجد هذا النوع من الأسلحة في صناديق الدعم التي تُلقيها الطائرات.
- الاستهداف الواقعي:
- (The Still Shooter):
ومن أجل تحسين هذا النهج؛ يمكن مراقبة الهدف فترةً من الوقت، والتأكُّد أنَّ الهدف يفعل شيئًا ما بينما هو ثابت (كتلقيم السلاح أو معافاة الحالة الصحية)، فتُعدُّ هذه اللحظة من اللحظات المثالية للإطلاق.
- (The Tracker):
هُنا نحتاج إلى اتباع نوع من مواءمة سلوك التصويب مع الروتين المتَّبع من قبل الهدف المتحرِّك، مع بعض التنبُّؤ بخطِّ سير الهدف.
فعندما تكون سرعة إطلاق السلاح محدودة؛ ليس عليك استهداف الموضع الحالي للهدف، وإنَّما الموقع الجديد الذي يمكن أن يصل إليه الهدف عندما تصيبه الرصاصة.
والفكرة وراء ذلك بسيطة، وتعتمد على حساب المسافة بينك وبين الهدف، واستخدام سرعة الرصاصة لحساب الزمن اللازم لوصولها إلى الهدف مع تنبُّؤ بسيط بمكان الهدف الجديد، وبذلك يمكننا رفع احتمالية إصابة هدف متحرِّك من على مسافة بعيدة.
الأسلحة:
تحتوي اللعبة كميةً كبيرة من الأسلحة التي يمكن للاعبين الاختيار بينها، وفي هذه الفقرة سنعرض أهم الاسلحة الموجودة في اللعبة وخصائصها والفروقات الأساسية بينها:
- المسدَّسات:
وأفضل هذه المسدسات من حيث سرعة إطلاق النار ومحاكاة الواقع هو (P18C)، أو ما يُعرف بالغلوك؛ نظرًا لمعدَّل الإطلاق العالي الذي يمتلكه، أمَّا أفضلهم من حيث قوة تأثير الرصاصة هو مسدس (R1895)؛ نظرًا للقوة الكبيرة التي يمتلكها.
- الأسلحة الخفيفة (SMGs):
ويُعَدُّ (UMP9) الأفضل في مجال المواجهات القريبة؛ لما يمتلكه من دقَّة جيدة نسبيًّا، وثبات رائع بعد إضافة الملحقات كافة، والأهم؛ معدَّل الإطلاق العالي؛ لذا يُنصح به عند كثرة المواجهات القريبة أو الفردية.
- الأسلحة الثقيلة (الهجومية):
وأهم هذه الأسلحة: (M416)، و(SCAR L)، و(AKM)، و(M16A4).
ويُعَدُّ (M416) أفضلها من حيث الثبات ومعدَّل الإطلاق، أمَّا (AKM) فيمتلك أكبر قوة، في حين أنَّه سيِّئ الثبات؛ ما يؤدي إلى صعوبة كبيرة في إصابة الهدف.
القنَّاصات:
يُعِدُّ كثيرٌ من اللاعبين أسلحةَ القنص أجمل الأسلحة وأمتعها، فنادرًا ما تجد من لايحمل هذه الأسلحة في جولاته؛ وذلك لما يتطلَّبه الإطلاق والتعيين والتربُّص من مهارة ومجهود ودراية بخصائص السلاح.
وأهم القناصات: (AWM)، و(KAR98K)، و(M24)، و(SKS)، و(MINI 14).
ويُعَدُّ (AWM) أفضلها؛ نظرًا لقوته فهو أقوى سلاح في اللعبة.
ومن الجدير بالذكر أنَّ القناصات هي أندر الأسلحة.
أنماط الرش (spray patterns) :
أنماط الرش في الألعاب هي النمط الذي يتَّبعه السلاح عند إطلاق الرصاص منه، وتختلف الأنماط من سلاح إلى آخر ومن لعبة إلى أخرى.
وفي المثال الآتي، سنعرض الفرق في أنماط الرش بين لعبة (CS:GO) ولعبة (PUBG):
في لعبة (CS:GO) يتَّبع كلُّ سلاح نمطَ رشٍّ معيَّن يختلف عن باقي الأسلحة، والمشكلة هنا أنَّ نمط الرش لسلاح ما ثابت دائمًا؛ ومن ثمَّ يمكن حفظه ومحاكاته وضمان إصابة الهدف على نحو مؤكَّد؛ ممَّا قد يُفقِد بعض عناصر التشويق في اللعب ويُضيف نمطية معينة، ومثال على ذلك سلاح (AK47)؛ إذ يمتلك نمطَ رشٍّ معيَّن ثابت دائمًا كما هو موضَّح في الصورة الآتية:
نرى في هذه الصورة النمط الدائم المتَّبع في سلاح (AK47) بحيث يبدأ المسار من الأسفل ويصعد إلى الأعلى، ثمَّ يتَّجه قليلًا إلى اليسار ثمَّ إلى اليمين وبعدها يسارًا؛ وبذلك إذا أطلقنا -من اليمين ثمَّ يسارًا، ثمَّ يمينًا، ثمَّ إلى الأسفل- فسوف نضمن احتمالية شبه مؤكَّدة لإصابة الهدف.
أمَّا أنماط الرش في لعبة (PUBG) فهي غير ثابتة، فالمسار يتغيَّر بحسب وضعية اللاعب ومكان الإطلاق؛ ما يُصعِّب عملية التنبُّؤ به؛ لذا يُعَدُّ الإطلاق في هذه اللعبة صعبًا جدًّا.
وكما هو موضَّح في الصورة الآتية؛ نرى أنَّ أنماط الرش مختلفة دائمًا، ولا يمكن توقُّعها بدقة، وهذا ما يؤمِّن محاكاة أفضل للواقع.
أنماط الإطلاق والفروقات بينها:
إنَّ معرفة كيفية الاستفادة من أنماط إطلاق النار المختلفة هي المفتاح في إظهار إمكانيات السلاح، ففي معظم الأسلحة يمكن للشخص تغيير نمط الإطلاق حسب حالة المواجهة وبُعد الهدف وحالته. هنا سنستعرض أهم أنماط الإطلاق:
الإطلاق الفردي (أو ما يعرف بدراكًا):
يُستعمل هذا النمط في المواجهات البعيدة عندما يكون الهدف على مسافة كبيرة نسبيًّا، ويتيح هذا النمط تصحيح خطأ الإطلاق والتقليل من ارتجاج السلاح؛ أي أنَّه يخوِّل اللاعب تحويل سلاحه الرشَّاش إلى قناص.
وأفضل سلاح يؤدِّي هذه المهمة هو (AKM)؛ وذلك لما يمتلكه من قوة.
الإطلاق التلقائي (رشًّا):
هو النمط الذي يُستخدَم في أغلب الأوقات؛ كونه النمط الأفضل في المواجهات القريبة عندما يكون اللعب وجهًا لوجه مع الهدف.
الإطلاق الثلاثي:
هو عبارة عن نمط يعتمد إطلاق ثلاث رصاصات بالتتالي؛ أي أنَّه نمط متوسِّط بين النمط الفردي والتلقائي.
ولا يُنصَح بهذا النمط في المواجهات الفردية القريبة؛ ذلك لأنَّه لا يمنح أفضلية السرعة، لكنَّه مفيدٌ عند استكشاف المناطق عند الشك بوجود هدف داخل مبنى على سبيل المثال..
(Rangefinding)، (Bullet drop، and Zeroing):
(Rangefinding) حساب المسافة:
إنَّ حساب المسافة مع الهدف أمرٌ مفيد جدًّا؛ لأنَّه يمكِّن من حساب الزمن اللازم لوصول الرصاصة إلى الهدف، ومعرفة ما إذا كان هناك وقت كافٍ لتحقيق الإصابة.
ولا يوجد في (PUBG) خيار لمعرفة المسافة، لكن يمكن اتباع الطريقة الآتية (بتقديرها طريقة):
نرى -في خريطة المرحلة داخل اللعبة- شبكةً من المربعات: طول ضلع المربع في هذه الشبكة هو 1 كيلومتر، وداخل الشبكة الكبيرة يوجد شبكة مربعات أيضًا، ولكن أصغر بكثير من الشبكة الأولى، وطول الضلع في الشبكة الصغيرة هو 100 متر، وبهذه المعطيات يمكن تقدير المسافة التي تفصلك عن هدفك كما نرى في هذه الصورتين:
نرى في الصورة الأولى شبكة المربعات الكبيرة، وفي الصورة الثانية شبكة المربعات الصغيرة داخل شبكة المربعات الكبيرة.
(Bullet drop، and Zeroing) التصفير وانخفاض الرصاصة:
هما نمطان لمحاكاة الواقعية في الإطلاق؛ إذ إنَّ رفع التعيين هو وسيلة متَّبعة من أجل الحفاظ على مسار الرصاصة الصحيح، فعند إطلاق رصاصة؛ فإنَّها ستميل نحو الأسفل راسمةً قوسًا بسبب فعل الجاذبية، ولتفادي تأثير هذه الظاهرة نعمد إلى عملية التصفير؛ وهي ضبط المنظار على درجات معيَّنة حسب بُعد الهدف، وأفضل طريقة للضبط هي رفع خط في المنظار كلَّ 100 متر، فمثلًا في حال كان الهدف يبعد 500 متر؛ نرفع المنظار بمقدار خمسة خطوط إلى الأعلى كما نرى في الصورة أدناه.
وفي النهاية، حتى يتمكَّن اللاعب من الوصول إلى هدفه؛ يجب اتباع الخطوات الصحيحة التي بُرمجت اللعبة على أساسها، والتي كان شرح بعضًا منها في هذا المقال، وسيُشرَح الباقي في مقالات أخرى..
كما رأينا؛ فإنَّ اللعبة تعتمد على معرفة ودراية كبيرة بالأسلحة والخصائص التي تمتلكها، إضافةً إلى بعض الصبر والحظ.
ومنِّي لكم حظًّا موفقًا في تناول الدجاج على العشاء..