التوعية الجنسية > الصحة الجنسية والإنجابية
النوم في أثناء الحمل
الحمل هو الوقت للشعور بالأمومة والسعادة والشوق لرؤية المولود لدى معظم النساء؛ ولكن لسوء الحظ، أكثرهن يعانينَ اضطراباتٍ شديدة في النوم، بما في ذلك النساء اللاتي لم يعانين مشكلاتِ النوم سابقًا.
أبلغت 78% من النساء في إحصائيات "النوم والنساء" التي أجرتها المنظمة الوطنية للنوم عن زيادةٍ في اضطراب النوم في أثناء الحمل بالمقارنة مع الأيام العادية. في حين أُصيبَت مجموعةٌ من النساء بمتلازمة (الساق القلقة) في الأشهر الثلاثة الأخيرة؛ وهي متلازمة تُشخَّص بشعور غير مريح في القدمين، يُخفَّف عن طريق الحركة.
إحدى المسبِّبات المهمة لاضطرابات النوم عند النساء الحوامل هي التغيُّرات على المستويات الهرمونية؛ على سبيل المثال، ارتفاع مستويات البروجسترون التي توضِّح -جزئيًّا- فرطَ النوم في النهار، وخاصة في الثلث الأول من الحمل.
إنَّ التبدُّلات الهرمونية قد تعطي تأثيرًا مُثبطًا على العضلات؛ والذي يسبِّب الشخير، ولا سيما عند النساء البدينات فيزيد من خطورة انقطاع التنفس في أثناء النوم، وقد تؤدِّي التبدُّلات الهرمونية دورًا جزئيًّا في تكرار التبوُّل في أثناء الليل.
هذه الاضطرابات، والشعور الدائم بالغثيان، والمشكلات المتعلِّقة بالحمل، جميعها تقلِّل من استغراقك في النوم.
كثيرٌ من النساء يعانين الأرقَ بسببِ مشاعرهن القلقة، وانتظارهن المخاض والولادة عمومًا، وموازنة الأمومة مع العمل، أو علاقتهن المتغيِّرة مع الشريك. وهذا ينطبق -على نحو خاص- على الحمل بالمولود الأول، ويصبح النوم لدى معظم الأمهات أصعب عند ولادة الطفل أيضًا. لذا من المهم أن تعطي الأم الحامل النومَ أولويةً، وأن تعمل -بأساليب فعالة- على تنظيم مشكلات النوم في أثناء الحمل.
إنَّ قلَّة النوم من الممكن أن تؤثِّر في الولادة والمخاض؛ إذ وجد الباحثون في جامعة كاليفورنيا، في سان فرانسيسكو -حديثًا- أنَّ النساء اللاتي يأخذن قسطًا من النوم أقل من ٦ ساعات كلَّ ليلة؛ يأخذن وقتًا أكثر في المخاض، وأكثر عرضةً للولادة القيصرية.
سنستعرض لكم بعضَ مشكلات النوم الشائعة، وأعراضها التي قد تحدث في أثناء الحمل:
١_ الأرق الذي يتضمَّن: صعوبةً في الوصول إلى النوم، وصعوبةً في الاستغراق بالنوم لوقتٍ كافٍ، أو الاستيقاظ مبكرًا جدًّا والشعور بعدم الانتعاش، هذا وقد ينجم الأرق عن متاعب الحمل مثل: الغثيان، وآلام الظهر، وتحرُّكات الجنين المستمرة.
٢_ الجزر المعدي المريئي (GERD) -المعروف بحرقة الفؤاد- يُعَدُّ جزءًا اعتياديًّا من الحمل، ولكنَّ أعراضه الليلية قد تؤذي المري وتُعيق النوم في أثناء الحمل.
٣_ التبوُّل الليلي المتكرِّر؛ فهو حدث شائع للحمل ويسبِّب قلةَ النوم.
ما هو العلاج؟
في حقيقة الأمر، إنَّ معالجة مشكلات النوم في أثناء الحمل تكون معقدةً؛ إذ يمكن للمعالجة الدوائية أن تؤثِّر في نمو الجنين، فعلى سبيل المثال، معظم الأدوية المُستخدمة لعلاج الأرق ليست مناسبةً للنساء الحوامل أو المُرضعات. ولكن يمكن لعديدٍ من النساء تدبيرُ الأرق المرتبط بالحمل عن طريق ممارسة العادات الصحية الجيدة للنوم.
وكذلك معظم الأدوية الموصوفة ل"متلازمة الساق القلقة" تعرِّض نموَّ الجنين للخطر. وأكثر النساء عرضةً لهذه المتلازمة هنَّ النساء ذوات المستويات القليلة من الحديد والفولات؛ وهنا يجب أن تُعالج هذه المشكلة قبل الحمل؛ إذ بإمكان المرأة أخذُ فيتامينات قبل الحمل تتضمَّن حمضَ الفولات والحديد تساعد من تقليل أعراض متلازمة الساق القلقة، ويمكن الحصول على الفولات عن طريق تناول بعض الأطعمة كـ(الحبوب الكاملة، والقمح)، إضافةً إلى أنَّ ڤيتامين c يساعد على امتصاص حمض الفولات من الأطعمة، في حين تقلِّل القهوة من امتصاصه.
ولعلاج انقطاع التنفس في أثناء النوم -عند كلٍّ من النساء السمينات اللاتي أصبحن حوامل، والنساء اللاتي يزيد وزنهن ويشتكين الشخير- يُنصح بطريقة "ضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمر (CPAP)" وهي آمنة ومفيدة لعلاج انقطاع التنفس خلال النوم في أثناء الحمل.
في حين يمكن أن يُعالج "الجزر المعدي المريئي" عن طريق مضادات الحمض المصروف بدون وصفة، ولا يوجد علاج معيَّن للنساء الحوامل اللاتي يعانين تبوُّلًا متكرِّرًا في الليل، والتعايش معه هو أكثر ما يمكن فعله.
إليكِ بعضًا من النصائح التي أوصى بها الأطباء للحصول على نومٍ جيد في أثناء الحمل:
_ جعل النوم أولوية.
_ ممارسة الرياضة مدة ٣٠ دقيقة، بعد استشارة الطبيب.
_ النوم على الجهة اليسرى لتحفيز جريان الدم للجنين والكليتين والرحم.
_ حاولي تجنُّبَ الاستلقاء على ظهرك فترات طويلة.
_ اشربي كثيرًا من السوائل في أثناء النهار؛ وأهمها الماء، ولكن قلِّلي شربَها قبل ساعات النوم.
_ لتجنُّب حرقة القلب؛ لا تأكلي كمياتٍ كبيرة من البهارات أو الطعام المقلي، وكلي وجباتٍ صغيرة متكرِّرة في أثناء اليوم أيضًا.
_ الشخير عادي جدًّا في أثناء الحمل؛ ولكن إذا كنت تعانين شهقاتٍ في أثناء النوم؛ فيجب أن تفحصي ما إذا كنتِ مصابة (بانقطاع التنفس في أثناء النوم). وتأكَّدي من ضغط الدم وحمض البول أيضًا؛ خاصةً إذا كان لديك آلامُ رأس أو كعب مُنتفخ.
_ إذا كنتِ مصابةً بمتلازمة الساق القلقة؛ يجب تحليل نقص الحديد وحمض الفولات.
_ إذا كنتِ لا تستطيعين النوم؛ لا تجبري نفسك. اقرئي كتابًا أو حيكي شيئًا لمولودك، أو خذي حمامًا دافئًا.
_ عند النوم؛ نامي على الجهة اليسرى مع ضمِّ كلتا الركبتين، وضعي وسادةً بين رجليك، وتحت بطنك، وخلف ظهرك؛ هذا قد يخفِّف الضغط عن ظهرك.
_ ضعي ضوءًا ليليًّا بدلًا من استخدام ضوء الحمام؛ فهذا يكون أقلُّ تنبيهًا ويساعدك على العودة إلى النوم.
_ أضيفي قيلولاتٍ في أثناء النهار -ولكن على نحو خفيف- في حال كنتِ لا تستطيعين النوم في الليل.
لحسن الحظ أنَّ معظم مشكلات النوم التي تعانيها النساء الحوامل تزول عند ولادة المولود؛ ولكن يجب الانتباه لنظام النوم بعد الولادة، لأنَّه من الممكن أن تظهر مشكلاتٌ جديدة.
المصدر: هنا